قال رئيس مجلس ادارة المؤسسة الصحفية الأردنية / الرأي رمضان الرواشده ،أنه يتعين على الصحف الورقية ان تتحول الى متعددة الوسائط ، فيكون لها موقع ويوتيوب وتويتر وإذاعة وتلفزيون .
وأضاف ، خلال المحاضرة التي نظمتها دائرة العلاقات العامة والثقافية في الجامعة الهاشمية بعنوان ” الاعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي ” ، ان تتحول الصحف الورقية من بث الأخبار الى نشر التحقيقات الاستقصائية عن القضايا والانجازات لمواجهة التقدم التكنولوجي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي .
وأكد ، انه ينبغي على الجامعات اعادة النظر في مناهج كليات الصحافة والتركيز على صناعة الصحفي متعدد الوسائط القادر على التواصل مع القضايا الجديدة في الاعلام .
ونوه الى انه تم ضرب مسألتين بسبب التطور في الاعلام هما : الحيادية ونظرية الشاهد ، ففقدنا الحيادية بسبب التطور في الاعلام، حيث ان بعض الفضائيات اصبحت توجه الجماهير من خلال غرف عمليات خاصة ، وسقطت نظرية الشاهد ، الذي كان مسؤولا رسميا أو شاهد عيان ، فأصبحت الفضائيات في عصر ما يسمى الربيع العربي تتحدث مع شخصيات وهمية .
ونوه الى عديد من المفاهيم تغيرت مع دخول عصر مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث تراجعت مبيعات الصحف العالمية ، فصحيفة مثل الانتدبندت التي كانت مبيعاتها اليومية نحو 400 ألف نسخة في اليوم ، أصبحت لا توزع أزيد من 40 ألف نسخة يوميا ، الأمر الذي يدل على تراجع مبيعات الصحف بسبب الدخول الى فضاء العالم الالكتروني الذي أتاح الأخبار لجميع الناس في كل مكان وبسرعة مذهلة .
وتابع ، ان الجيل الجديد من الشباب أصبح يتابع الأخبار على مواقع الفيس بوك وتويتر من خلال الهاتف النقال ، واصبح المشاهير في السياسة والفكر والفن لهم مواقع وصفحات تجذب وسائل الاعلام المتنوعة لرصد ما يبثونه من خلالها .
ولفت الى ان العشر سنوات الأخيرة والتطور الحاصل فيها أسهم في ظهور ما يسمى ” المواطن الصحفي ” حيث أصبح يصور ويسجل ويبث على صفحته ما يصادفه من أحداث أو مناسبات ، دون أن يمتلك مهارات الصحفي المؤهل المنتمي لمؤسسة صحفية ، ما أدى الى تفكك الضوابط على عملية النشر بسبب الافتقار الى أخلاقيات المهنة .
وتابع ، ان التطور المذهل أدى الى تغيير مفاهيم عديدة مثل مفهوم الدولة بسبب عدم القدرة على منع الاطلاع على ما يبث من أكاذيب أو أخبار ملفقة ، فلم يعد متاحا الحجر على الفكر ، الأمر الذي خلق تحديات كبيرة ازاء مفاهيم سيادة الدولة والثقافة الوطنية .
وتحدث خلال المحاضرة ، عن مراحل تطور الاعلام منذ بدء نشوء المجتمعات البشرية نظرا لأهمية الاعلام في ابراز المنجزات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية .
وتطرق الى مراحل تطور الصحافة الورقية بدءا من دخول المطابع الى مصر ولبنان مرورا بظهور الاذاعات والتلفزيون والفضائيات ثم المواقع الالكترونية وصولا الى عصر مواقع التواصل الاجتماعي .
وأكد على أهمية الدور المهم للتعبير عن قضايا المواطنين واحتياجاتهم وتطلعاتهم الى المعنيين بغية تلبيتها ، لافتا الى انه يتعين على الاعلامي تحري الدقة والموضوعية والحياد الى أقصى درجة حينما يتعامل مع القضايا آنفة الذكر .
وجرى في ختام المحاضرة التي ادارها مساعد رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور مصلح النجار ، نقاش وحوار تركز على سبل تفعيل دور الصحافة الورقية وتوظيف التطور التكنولوجي لتعزيز الثقافة الوطنية ومواجهة ثقافة العولمة .