انجاز – كتب الصحفي : علي فريحات يمرّ العالم بأسره بشكل عام والأردن بشكل خاص حاليا بمرحلة عصيبة جراء جائحة فيروس كورونا كوفيد 19 والتي ترتب عنها تداعيات ذات أبعاد صحية وتعليمية واجتماعية واقتصادية وسياسية وإنسانية . وهناك ارتباط ما بين الملف السياسي و الاقتصادي حيث سيكون هناك تغيّرات كثيرة في التعامل مع الملفات التي تفرضها الجائحة والتي تستدعي تغيير استراتيجيات العمل وكذلك الحال في التغيرات الاجتماعية والتي ستطال كل شيء من عادات وتقاليد ومناسبات فرح وترح وكذلك السلوكيات الفردية والجماعية لذلك ستصبح هناك دروس مستفادة من جائحة كورونا مهمة لغايات التغيير في الحياة الاجتماعية صوب التأقلم مع مستجدات العصر والتطورات التي أساسها الحفاظ على الصحة العامة وأسس السلامة ومعاييرها درءاً لانتشار الوباء والتحولات المستقبلية في هذا الشأن . ترك فيروس كورونا الجديد الذي اجتاح العالم آثاراً على كل تفاصيل الحياة وفي الأردن يمكن ملاحظة التأثيرات على التقاليد الاجتماعية المتعلقة بمناسبات العزاء والأفراح وتجنب التجمعات بكل أشكالها والسلوكيات التي قد تؤدي إلى الإصابة بالفيروس مما اضطر الكثير من الأردنيين إلى تأجيل الاحتفال بمناسبات الفرح كالخطوبة والزواج في ظل هذه الظروف الصعبة وتزامناً مع التصريحات الرسمية التي حذرت من خطر التجمعات في الوقت الذي اقتصر فيه تقديم العزاء على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاركة أعداد محدودة جداً من المقربين في مراسم الدفن . لذلك أصبح أبناء المجتمع الأردني على قدر من المسؤولية المجتمعية العالية بالالتزام بالتعليمات حيث وصل إلى مرحلة من الوعي الكامل حيال هذا الفيروس وكيفية انتقاله من شخص إلى آخر وذلك من خلال الابتعاد عن العادات والتقاليد والسلوك التي قد تضرّ بالمواطنين. ومن المهم ان نحتفظ على العادات الإيجابية التي اكتسبوها ورافقتهم خلال أزمة انتشار فيروس كورونا الجديد، وسيتخلّون عن تلك التي لها آثار سلبية على الصحة واقتصاد العائلة لأسباب مالية واجتماعية متوقعاً أن يكون هناك تغيراً كبيراً في الطقوس الاجتماعية والتزاماً بتلك الصحية. أن الحاجة المادية والظروف الصعبة التي يمرّ بها الأردنيون حالياً ستقضي على ما بقي من ثقافة العيب وأن منع استخدام السيارات والتزام المواطنين السير على الأقدام سيرسخان نمطاً جديداً من السلوك المرتبط بالمشي وتقديم التهاني والتعازي عن بعد مشيراً إلى أن الجائحة زادت من الترابط الأسري عموماً الأفراد أصبحوا أكثر ارتباطاً بالأسرة الصغيرة بسبب الجلوس معاً لساعات طويلة إضافة إلى الأسرة الممتدة. الكثير من التساؤلات فيما يخص الجائحة وما صاحبها من فرض واقع ونمط جديد على الحياة الاجتماعية على الناس، ومدى التزامهم وتقيدهم بالحجر المنزلي والتخطيط والروتين اليومي لهم أثناء فترة الحجر المنزلي وهل سيكون زمن ما بعد «كورونا» بداية لعهد اجتماعي جديد. أن هناك تغيرات كبيرة ستشمل الطقوس المرتبطة بالمناسبات الاجتماعية بعد الانتهاء من جائحة كورونا وسيتوجه غالبية المواطنين للحد من التجمعات الكبيرة مثلاً احتفالات الزواج التي كانت تشهد مشاركة الآلاف ستكون مقتصرة على الأقارب من الدرجة الأولى وربما بادر البعض إلى الكتابة على بطاقات الدعوة “مصافحة فقط” مما سيساهم ذلك بخفض التكاليف في المناسبات الاجتماعية وعدم استئجار الصالات الكبيرة المكلفة والحد من إقامة الولائم في الأعراس ومناسبات العزاء. إن التغيير الذي أحدثه فيروس كورونا على أنماط الحياة في العالم أجبر الشباب على تغيير أسلوب ونمط حياتهم من خلال تلقي التعليم عن بعد وتقديم الامتحانات وكذلك العبادة وحفظ القرآن وممارسة الرياضة والتنمية الذاتية والقراءة والعمل والنشاط والاسترخاء ونجد معظمهم قاموا بوضع وتطبيق خطط جديدة لنظامهم وروتينهم اليومي الجديد أثناء فترة الحجر المنزلي إضافة إلى بقائهم على اتصال بأصدقائهم وأفراد عائلاتهم عبر الهواتف المحمولة أو اتصالات الفيديو أو وسائل التواصل الاجتماعي. وانتهز هذه الفرصة لتقديم كل الشكر والتقدير والامتنان إلى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين على دعمه وتوجيهاته السامية والسديدة لمواجهة هذا الوباء وكل العاملين وأصحاب الاختصاص من وزارات معنية وقيادات الجيش والجهات الأمنية على جهودهم التي يبذلوها لمواجهة الفيروس والعاملين و الكوادر الصحية التي تعتبر خط المواجهة الأول للحد من انتشار الوباء والوقاية منه . أسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الأمراض والأسقام والبلاءات ويرفع عنا البلاء ويشفي جميع مرضانا ومرض المسلمين .