عاد رجل الأعمال الأميركي، وارين بافيت، مجددا إلى الواجهة، بعدما أعلن تبرعا “سخيا” يقدر بـ3.6 مليار دولار من أسهم مجموعته الاقتصادية “بركشاير هاثاوي” لصالح خمس منظمات خيرية.
وكان آخر أكبر تبرع سنوي لبافيت في العام الماضي وبلغ 3.4 مليار دولار.
ويعد بافيت، الذي يبلغ 88 من العمر، وولدَ سنة 1930 في ولاية نبراسكا، ثالث أغنى رجل في العالم، ويعد من أنجح المستثمرين وراكم مسارا أكاديميا حافلا.
وبحسب بيانات اقتصادية، فإن ثروة بافيت وصلت إلى 89.9 مليار دولار، بحلول مايو الماضي، لكن الرجل عازم على التبرع بالمزيد من المال لفائدة أعمال خيرية.
ولفهم نجاح بافيت، لا محيد عن العودة إلى الوسط الذي نشأ فيه، فحين كان صغيرا، استفاد من دهاء والده الذي كان عمل سمسارا واستطاع أن يشغل عضوية الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري.
وبدأ النبوغ التجاري مبكرا لدى بافيت، فحين كان في عمر الحادية عشرة، شرع في العمل بمشروع السمسرة الخاص بوالده واشترى فيه عدة أسهم.
وفي سن الرابعة عشر، أظهر بافيت قدرا كبيرا من الذكاء، واشترى أرضا فسيحة تصل مساحتها إلى 40 هكتارا في ولاية نبراسكا، ولم يتجاوز السعر، وقتئذ، 1200 دولار مما قام بادخاره.
وفي سنة الخامسة عشرة، كان بافيت يجني 175 دولارا في الشهر، بفضل توزيع صحيفة “واشنطن بوست”.
ولم يكتف بافيت بهذا الشغف، وحرص على تطوير مهاراته الأكاديمية في مجال الأعمال، فاستهل مساره العلمي في جامعة بنسلفانيا ثم انتقل إلى جامعة نبراسكا وتخرج منها وهو في التاسعة عشرة.
وفي المرحلة الموالية، انتقل إلى الدراسة في مدرسة كولومبيا للأعمال وتخرج منها، ثم درس في معهد نيويورك المالي، وفي سنة 1956 أسس شركة “بوفيت بارتنر شيب”، ثم استحوذ على شركة “بركشاير هاثاواي” وأطلق اسمها على مجموعته الاقتصادية.
وتتولى هذه المجموعة، في الوقت الحالي، الإشراف على مجموعة من الشركات الفرعية التي تنشط في مجالات مثل السكك الحديدية والمفروشات والبيع بالتجزئة والمجوهرات.
وفي أزمة 2008، تلقت مجموعة بافيت الاقتصادية، ضربة موجعة، لكنها تعافت فيما بعد، وفي وقت لاحق، كثف رجل الأعمال السخي تبرعه لفائدته الإنسانية، بعدما سطر محطات لامعة في مجال المال والأعمال.
ويعرفُ الرجل بتواضعه الكبير، فهو ما زال يسكن في البيت الذي اشتراه في سنة 1958، بمبلغ لا يتجاوز 31 ألف و500 دولار، حتى وإن كان قادرا على اقتناء قصور فخمة.
ولا يقتصر التواضع على المسكن، فبافيت ممن يحبون وجبات “ماكدونالدز” التي تعد من الوجبات السريعة والرخيصة، أما الراتب السنوي الأساسي الذي يتلقاه رجل الأعمال من مجموعته الاقتصادية فلا يتجاوز 100 ألف دولار في السنة ولم يجر رفعه منذ 25 عاما.
ولا يولي بافيت أهمية للمقتنيات والحياة الفارهة، ويوصي الشباب بعدم الإسراف وينصحهم بالابتعاد قدر الإمكان عن بطاقات الائتمان لأنها تجعل الناس يعيشون في مستوى يفوق إمكانياتهم.
أما حين تزوج للمرة الثانية، في سنة 2006، ففضل أن يقيم حفلا بسيطا جدا لم يستغرق سوى 15 دقيقة، حتى وإن كان بوسعه أن يجعل المناسبة حدثا فخما.