انجاز- كتب : الصحفي علي فريحات
رغم إعلان الحكومة محافظة عجلون منذ سنوات منطقة تنموية إلا أن نواة هذه المنطقة لم تدخل حيز الوجود ولم تر النور وخصوصا ان المواطنين عقدوا الامال عليها للارتقاء بمستوى معيشة المواطنين من خلال توفير فرص تشغيلية وتنفيذ المشاريع في مناطق كانت الأقل حظا دائما لناحية توزيع الاستثمارات تماما كما هو الحال في جميع المحافظات .
كان هناك وعودات قطعتها الحكومة خلال اجتماع مجلس الوزراء مؤخرا في محافظة عجلون والزيارات الميدانية التي نفذها الفريق الوزاري الاقتصادي وكان اخرها زيارات وزراء السياحة والبلديات والاشغال ووزير الدولة لشؤون الاستثمار للاطلاع على احتياجات المحافظة وتنفيذ عدد من المشاريع السياحية والتنموية والزراعية والبيئية التي توفر الفرص التشغيلية لكن لم تترجم هذه الزيارات والوعود على ارض الواقع بينما المواطن ما زال ينتظر التنمية الحقيقية .
وكان الاجدر بالحكومة اعطاء المحافظات اولوية لتحقيق التنمية الشاملة وجلب الاستثمارات لان عدد منها يعاني من الفقر والبطالة وخصوصا ان محافظة عجلون تعتبر من المحافظات الاقل حظا وتعاني من الفقر و البطالة وعدم توفر المشاريع التنمموية التي توفر فرص العمل لابنائها المتعطلين عن العمل حيث يوجد الاف الخريجين بدون وظائف او ايجاد فرص تشغيلية لهم .
لغاية الان لم يتم تنفيذ العديد من المشاريع التي تحتاجها المحافظة ومنها تلفريك عجلون وقصر المؤتمرات والمعرض الدائم لتسويق المنتوجات اضافة الى تحسين البنية التحتية وتوسعة وتاهيل مداخل المحافظة وتنفيذ الطريق الدائري حيث ان الحكومة لم توجه رؤوس الاموال للمحافظة وان الوعود بتنفيذ مثل هذه المشاريع بقي مجرد شعارات وحبر على ورق لعدم الادراك باهمية المنطقة التنموية والمشاريع السياحية والتنموية كبيئة محفزة للاستثمار وتحسين الواقع المعيشي للمواطنين وتوفير الفرص التشغيلية والحد من الفقر والبطالة وخصوصا أن أبرز مشاريع منطقة عجلون منذ إعلان جلالة الملك عبدالله الثاني لها كمنطقة تنموية إقامة مدينة سياحية متكاملة وتطوير منطقة جبل عجلون البالغة مساحتها نحو مليون دونم مع المحافظة على بيئتها ومواردها الطبيعية.
ان ترجمة فكرة المنطقة التنموية في المحافظة تواجه معيقات تؤخر نضوجها وتؤجل تحقيق ما تصبو إليه آمال وخطط المناطق التنموية والتي تتطلب دعما من الجهات المعنية والعمل من أجلها بفاعلية كبيرة ومنها ضعف الاهتمام وعدم وجود إيمان حقيقي بالغاية منها فنجاح هذه التجربة سيخلق حالة مختلفة في المحافظة التي طالما عانت واشتكى أهلها من الإهمال والنسيان والتهميش.
بقيت منهجية تنفيذ فكرة المنطقة التنموية في عجلون تراوح مكانها ولا تتمتع بالابتكار التنموي وخصوصا ان المناطق التنموية تهدف الى تحقيق العدالة الاجتماعية عبر توزيع مكتسبات التنمية وإيجاد بؤر ونواة للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية عبر البناء على الميزات التنافسية والتفاضلية في كل منطقة وإيجاد حلقات تنموية متكاملة تخدم المحافظة وابنائها .
ان تنمية المحافظات يجب ان تتصدر أولوية الحكومة وخصوصا بعض المحافظات التي تعاني من ظروف تنموية صعبة حيث لا يتوفر فيها مشروع تنموي واحد رغم توفر المعوقات السياحية والاثرية والبيئية والزراعية ولديها ثروة وطنية .