عقد مجلس الأوقاف والشؤون المقدسات الإسلامية جلسة طارئة اليوم في إطار انعقاده الدائم، واجتماعاته المتواصلة لمتابعة التطورات المتعلقة بشأن استمرار تعليق وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك بسبب استمرار تفشي جائحة كورونا، وتابع المجلس الدعوات التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تدعو إدارة الأوقاف إلى اعادة فتح المسجد أمام المصلين وتحميلها مسؤولية استمرار الوضع الراهن.
إن مجلس الأوقاف يؤكد مجدداً بأن الأسباب الاحترازية التي أوجبت قرار تعليق دخول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك ما زالت قائمة، وما زالت المرجعيات الطبية تحذر من رفع التعليق حرصا على حياة المصلين وعدم إلحاق الضرر جراء الاختلاط واسع النطاق.
إن مجلس الأوقاف يؤكد بأن المسجد الأقصى المبارك غير مغلق على الإطلاق كما يدعي البعض، حيث يتم رفع الأذان وإقامة الصلوات الخمس في جميع الأوقات بما فيها صلاة الجمعة والتراويح للمتواجدين من أئمة وموظفي دائرة الأوقاف وضمن شروط السلامة.
إن موضوع رفع تعليق دخول المصلين إلى المسجد الأقصى غير خاضع للعواطف الدينية أو الضغط على إدارة الأوقاف، وإنما هو مسؤولية شرعية ووطنية وأخلاقية يتحملها مجلس الأوقاف بالتشاور مع المرجعيات الصحية ذات الاختصاص والكفاءة والتي مازالت تشدد على استمرار التعليق.
إن تخفيف قيود الدخول إلى بعض الاماكن والمرافق من خلال التحكم بالعدد وشروط السلامة، لا ينسحب على المسجد الأقصى، لأن أي قرار يرفع تعليق دخول المصلين يعني السماح لعشرات الآلاف من المواطنين بالدخول والصلاة من كافة المناطق الفلسطينية، ولن تستطيع إدارة الأوقاف التحكم في هذه الأعداد الكبيرة التي لن تخلوا من أشخاص يحملون الوباء وقد ينقلونه الى آلاف المصلين.
إن مجلس الأوقاف وهو يدرك المشاعر الدينية المتأججة لدى المواطنين وتوقهم للصلاة في المسجد الأقصى المبارك خلال هذا الشهر الفضيل، فأنه في الوقت نفسه يتمنى على المواطنين التصرف بمسؤولية وتفهم خطورة الوضع خشية أن يتحول أولى القبلتين لا سمح الله الى بؤرة لتفشي الوباء وينتقل إلى آلاف المواطنين.
إن مجلس الأوقاف والمرجعيات الطبية يعملون باستمرار على تقييم الوضع أسوة بباقي الأماكن المقدسة الإسلامية وفي الحرمين الشريفين، وسوف يتم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب لرفع تعليق دخول المصلين إلى المسجد الأقصى بعد التأكد من توفر الظروف الكفيلة في الحفاظ على حياة المواطنين وسلامتهم ونرجو أن يكون ذلك قريباً.
ويؤكد المجلس على قراره السابق المتضمن إبقاء أبواب المسجد الأقصى المبارك مغلقة، وفي حال صدور أي اختراق ستفتح جميع الأبواب ويدخل المسلمون للصلاة وتتحمل سلطات الاحتلال تبعات ذلك.
آملين من الله عز وجل أن يرفع هذا الوباء عن الأمة الإسلامية والعالم أجمع، وأن يعود المسجد الأقصى المبارك وسائر الأماكن المقدسة الإسلامية عامرة بالمصلين.