الأطفال والإنترنت
تعود «ريم» من مدرستها الساعة الثانية وتتوجه مباشرة إلى غرفتها، مهملة السلام على إخوتها ومن هم في المنزل، حتى إنها ترفض تناول الغداء أحيانًا لتتابع أحاديثها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار غضب والدتها، التي باتت تتابعها وتحسب لها كم ساعة تهدر من يومها على مواقع التواصل والحياة في العالم الافتراضي. «ريم» البالغة من العمر خمسة عشر عامًا، كحال كثير من الفتيات والفتية الذين يمرون بمرحلة المراهقة ويريدون صنع عالم خاص بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي الكثيرة، بعيدا عن جدران العائلة، التي تتملكها المخاوف من أن يعيش أبناؤهم في عالم افتراضي يشكل خطرًا عليهم، ويجرّهم إلى متاهات وخيمة. تقول ريم: «لست صغيرة، فأنا قادرة على أن أميز بين الخطأ والصواب، أمضي ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لأنني أشعر بالمتعة والسعادة، وأجد نفسي مع الأشخاص الذين تعرفت عليهم، في حين أن أبي وأمي دومًا منشغلان بالعمل وقصص العائلة ومشكلات الحياة، ولا تعرف أمي متى أكون سعيدة أو حزينة، ولكن تعرف أن تطلب مني كلمة المرور الخاصة بي لتلك المواقع، لهذا لن أمنحها طلبها».