قلنسوة – أ ف ب – عم الاضراب العام البلدات العربية داخل اسرائيل امس الخميس احتجاجا على سياسة هدم البيوت غداة استشهاد مواطن من عرب الـ 48 برصاص الشرطة الاسرائيلية خلال هدم قرية بدوية لا تعترف بها الدولة العبرية.
ودعت لجنة المتابعة العربية العليا التي تعد اعلى هيئة تمثل الاقلية العربية في اسرائيل الى الاضراب والى ثلاثة ايام من الحداد احتجاجا على هدم قرية ام الحيران البدوية في صحراء النقب، جنوب اسرائيل ومقتل ابن القرية يعقوب ابو القيعان برصاص الشرطة.
وقتل ايضا شرطي اسرائيلي في هجوم صدما بالسيارة خلال الاحتجاجات على هدم منازل في أم الحيران الاربعاء.
واعلن نائبان عربيان في البرلمان الاسرائيلي انهما سيقدمان مشروع قانون يدعو لتجميد هدم المنازل في البلدات العربية.
وقال فراس العمري، عضو لجنة الحريات في لجنة المتابعة «هناك التزام كامل بالاضراب في النقب، بما في ذلك المدارس. بينما في البلدات (العربية) الاخرى، هناك التزام ولكن ما زالت الامور غير واضحة» مشيرا الى ان اللجنة قررت عقد اجتماع في النقب لمناقشة اتخاذ اجراءات اخرى ضد سياسة هدم البيوت.
واضاف العمري ان اللجنة دعت الى ثلاثة ايام حداد بعد مقتل ابو القيعان، مشيرا الى ان «الطلاب (في البلدات العربية الاخرى) سيذهبون الى المدارس وسيتم التركيز في الحصتين الاوليين على ما يحصل من هجمة على بيوتنا وقرانا وموضوع الشهيد».
واكد العمري ان اللجنة دعت الى تظاهرة حاشدة غدا السبت المقبل في وادي عارة «ضد هدم البيوت ومحاولة التطهير العرقي في ام الحيران البارحة».
وفي مدينة قلنسوة، شمال اسرائيل التي شهدت الاسبوع الماضي اضرابا بعد هدم السلطات الاسرائيلية 11 منزلا، كانت غالبية المتاجر والخدمات مغلقة امس.
وتم الالتزام بالاضراب في الناصرة، اكبر مدينة عربية في اسرائيل، وفق وسائل الاعلام الاسرائيلية.
ونشرت الشرطة الاسرائيلية مقطع فيديو التقطته طائرة مروحية للاحداث، وتظهر فيه سيارة تتقدم ببطء، ثم يبدأ رجال الشرطة باطلاق النار، ثم تتقدم السيارة بسرعة لعدة امتار باتجاه رجال الشرطة.
واكد وزير الامن الداخلي الاسرائيلي جلعاد اردان ان رجال الشرطة فتحوا النار في الهواء عندما كانت السيارة تتحرك ببطء وامروا السائق بالتوقف.
واصيب العضو العربي في البرلمان الاسرائيلي ايمن عودة بجروح في المواجهات التي اندلعت في ام الحيران اثناء عملية الهدم.
وعودة رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست الاسرائيلي التي تشغل 13 مقعدا احدها ليهودي، من اصل 120 مقعدا.
واعلن اردان انه طلب من المدعي العام للحكومة افيخاي ماندلبليت فتح تحقيق ضد عودة واثنين من النواب العرب في القائمة، «للتحريض على العنف والقتل»، والنائبان هما جمال زحالقة وحنين زعبي.
من جانبه، اكد النائب العربي في البرلمان الاسرائيلي احمد الطيبي انه سيقدم بالاشتراك مع نواب عرب آخرين الاحد مشروع قانون يدعو لتجميد هدم البيوت في البلدات والقرى العربية، مقابل التزام المسؤولين العرب بالقوانين بشكل اكثر صرامة.
وقال «التخطيط والبناء والاراضي وهدم البيوت من المشاكل الاكثر حساسية بين الدولة والاقلية العربية».
واعترف الطيبي انه من غير المرجح ان يمر مشروع القانون لان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يعارضه.
ويقيم نحو 1000 شخص في قرية ام الحيران البدوية غير المعترف بها في النقب.
يحمل سكان ام الحيران الجنسية الاسرائيلية، وكانت الدولة العبرية سمحت لهم في عام 1956 بالسكن فيها بعد ان طردتهم منها في عام 1948 بعد قيام دولة اسرائيل.
ولكن السلطات الاسرائيلية رفضت الاعتراف بالقرية او توفير الخدمات الاساسية لها مثل الماء والكهرباء، او وضع خطة تقسيم مدني للسماح للسكان بالحصول على تصاريح بناء.
ووافقت الحكومة الاسرائيلية في تشرين الثاني 2013 على بناء بلدتين يهوديتين على اراضي ام الحيران باسم حيران وكسيف في موقع القرية ثم وافقت المحكمة العليا الاسرائيلية على اخلاء السكان في عام 2015.
وتقول الحكومة الاسرائيلية انه سيتم نقل سكان ام الحيران الى بلدة حورة البدوية القريبة التي تقيم فيها 300 عائلة بدوية بالفعل.
وام الحيران من بين العديد من القرى البدوية غير المعترف بها رسميا في اسرائيل.