الأردن يشارك العالمين العربي والإسلامي الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية الشريفة غدًا
يشارك الاردن العالمين العربي والاسلامي الاحتفال، غدا الأحد، بذكرى الهجرة النبوية الشريفة، هجرة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام واصحابه من مكة المكرمة الى المدينة المنورة بداية تأسيس الدولة الاسلامية.
1438 عاما تمر على تلك الذكرى التي غيرت بمعانيها الجليلة مجرى التاريخ وحققت أهدافاً عظيمة، ومنعطفا تاريخيا في مسيرة الدعوة الاسلامية، وكانت الأساس في تكوين الدولة الإسلامية القائمة على أدق النظم، وأوجدت موطئ قدم للدعوة الاسلامية وانعكست أمنا واستقرارا على شتى مجالات الحياة.
عميد كلية الشريعة السابق واستاذ الشريعة بالجامعة الاردنية الدكتور أمين القضاة، قال ان الهجرة النبوية هي مرحلة انتقالية نقلت فيها الامة العربية من امة كانت تعيش وفق تقاليد وعادات جاهلية منها السليم ومنها غير سليم، وانتقلت الى مرحلة بناء الامة التي تقوم على اساس المبادئ والافكار والقيم السليمة.
واضاف انه من اللافت في الامر ان الرسول عليه الصلاة والسلام حينما هاجر وكتب الوثيقة التي نظمت العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، وبين المسلمين والمسلمين انفسهم، وبين المسلمين والعرب، وهذه كانت اشارة واضحة جدا الى ان الدولة التي بناها الرسول عليه السلام كانت تؤمن منذ فجرها ومنذ بدايتها بالتعايش وقبول الاخر ومشاركة الاخر من كل مكونات المجتمع، وبذلك كان البند الاول في الوثيقة التي كتبها الرسول عليه السلام المسلمون من اهل مكة ويثرب ومن تبعهم ولحق بهم امة واحدة من دون الناس، حيث طرح مفهوم الامة اما البند الذي يليه فكان 🙁 يهود بني عوف، امة مع المسلمين)، يهود بني عوف هم الذين كانوا يسكنون المدينة المنورة، ولذلك بقيت العلاقة بين المسلمين واليهود حتى نقض اليهود عهودهم، واكد على ان الاسلام يقبل التعايش مع الاخر طالما ان الاخر لا يخونه ولا يعتدي عليه ولا ينقض عهوده.وقال من الممكن اليوم ان نبني علاقتنا السياسية والاجتماعية التي يمكن ان تشمل كل مكونات المجتمع بغض النظر عن التوجه والديانة والعرق والاصل، وغيره، ذلك ان بيننا قواسم مشتركة، جميعنا يتعاون للحفاظ عليها وفي بنائها، ونهضة الامة وعلى رأس هذه القواسم المشتركة الحفاظ على الوطن بأمنه وبنائه ونهضته.
الاستاذ المشارك في العقيدة والفلسفة الاسلامية في جامعة العلوم الاسلامية الدكتور الليث العتوم، قال ان الهجرة في تعاليم ديننا الاسلامي هي معنوية وليست حسية او مادية، فالمعنى المعنوي للاسلام هو هجران كل ما يسيء للنفس الانسانية التي تمثلت بهجرة الرسول عليه السلام من مكة الى المدينة لتخليص النفس من كل ما يشوبها من معاص وكراهية وغرس معان سامية فيها من محبة وتعايش والتحام.
واضاف ان المعنى الثاني للهجرة النبوية هو ان الانسان مجبول على حب الاشياء، موضحا ان الاسلام جاء ليميز بين هذه الاشياء كحب الاخر وحب الوطن، فعندما رجع الرسول عليه السلام من الطائف اثر تداعيات الهجرة، جاءه الوحي جبريل عليه السلام يقول : ( إن شئت اطبقت عليهم الاخشبين) ويقصد بالاخشبين الجبلان المحيطان بمكة – ولكن الرسول الكريم عليه السلام قال: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا.
واوضح ان اجابة الرسول تجسدت في محبته لجميع الناس سواء المؤمن او الكافر رغم ايذائهم له، حيث تجلت هذه المحبة بان يتعلم الناس من رسولنا الكريم بان نجتمع تحت راية واحدة.
وبين انه وعند عودة الرسول عليه السلام الى مكة المكرمة قال موجها حديثه لها: انت أحبُ البقاع الي حيث يظهر هنا حبه للمكان الذي ولد وترعرع وعاش به، فمجتمع الآخر (الجمادات ) تنطلق من الاحياء الذي لا بد ان تفيض لزوما للموجودات، فعند حبه لمكة كانت محبته نابعة من الاسلام، فهاجر الرسول الكريم الى السمو والارتقاء والمحبة والاشخاص الموجودين وان كانوا على خلاف ديني وفكري.
وقال انه عند رجوعه عليه السلام لمكة فاتحا بقوله : ( اذهبوا فانتم الطلقاء ) هذا يدل على سماحة وعدالة الاسلام لجميع البشر.