الاسكدنيا… ذات أهمية اقتصادية تنضج بعد انتهاء الثمار الشتوية
البقعة _ تُعد شجرة الأسكدنيا، التي تُسمى أيضًا المشمش الهندي والبشملة، من الأشجار المهمة اقتصاديًا، كون ثمارها تنضج في وقت انتهاء الثمار الشتوية، وقبل بدء النضج في الثمار الصفية، ما يحقق لثمارها السعر المرتفع.
وتزرع “الأسكدنيا”، التي تُعد شجرة مثمرة دائمة الخضرة، تنتمي إلى العائلة الوردية، في المناطق الدافئة، حيث تزهر في الخريف، وتنضج ثمارها في الربيع.
ويقتصر انتشار هذه الشجرة في الأردن، على محافظات عجلون وجرش والمفرق، وفق المهندس رائد أحمد من المركز الوطني للبحوث الزراعية.
وقال أحمد تكمن الأهمية الاقتصادية لشجرة الأسكدنيا، بأن ثمارها تنضج خلال الفترة الواقعة بين منتصف نيسان (ابريل) وحتى نهاية أيار (مايو)، أي بعد انتهاء فترة الحمضيات وقبل بدء موسم اللوزيات، مضيفًا في هذه الفتره تكون الفاكهة قليلة في السوق المحلي، الأمر الذي يجعل من سعر “الأسكدنيا” مرتفعا نسبيًا.
وأوضح أن معدل إنتاج شجرة الأسكدنيا الواحدة في مرحلة الإثمار يتراوح بين 25 و40 كيلوغراما، مشيرًا إلى الخصائص البيولوجية لهذه الشجرة، إذ تختلف عن باقي أشجار الفاكهة، فهي تُزهر وتثمر خلال فصلي الخريف والشتاء، من كل عام ولا تمر بفترة سكون كغيرها من اشجار الفاكهة.
وقال أحمد إن ثمرة “الأسكدنيا” تكون مستديرة أو بيضاوية الشكل، ذات لون أخضر قبل النضج، وأصفر برتقالي بعد النضج، وتحتوي بداخلها بين 1 و5 بذور ملساء بنية اللون.
وبين المهندس عمرو المحاسنة، من المركز الوطني للبحوث الزراعية، أن المتطلبات البيئية الملائمة لـ”الأسكدنيا” تتمثل بدرجة الحرارة، حيث تنجح زراعة الشجرة في المناطق ذات الشتاء المعتدل الدافئ، حيث يؤدي انخفاض درجة الحرارة إلى موت البراعم الزهرية قبل تفتحها، وقد تؤدي إلى موت الأزهار المتفتحة، وكذلك إلى تساقط الثمار الصغيرة.
وقال إن ارتفاع الرطوبة الجوية، يُسبب إصابة الثمار بمرض اللفحة، في حين أن الجو الجاف والطقس المعتدل، يُحسن من عقد الثمار، لافتًا إلى أن الرياح تؤثر في “الأسكدنيا”، لذلك من الضروري زراعة مصدات رياح مناسبة عند إنشاء بساتين لزارعة هذه الشجرة.
وأوضح المحاسنة أنه يوجد عدة أصناف من الأسكدنيا، التي تختلف عن بعضها بعضا، كحجم الشجرة وقوة نموها والصفات الكمية والنوعية للثمار وموعد النضج، مشيرًا إلى أن أغلب الأصناف المحلية، ذات منشأ بذري، وتتميز بصغر حجم ثمارها، وقلة سماكة المادة اللحمية للثمرة وكثرة البذور.
في حين تتميز الأصناف التجارية، بكبر حجم ثمارها، وذات طعم حلو، ولها قيمة تسويقية وتجارية عالية، حسب المحاسنة الذي بين أن أشجار الأسكدنيا تُزرع المملكة بشكل عام على نطاق ضيق، مقارنة مع أنواع الفاكهة الأخرى.
وقال المحاسنة إن زراعة الأسكدنيا بشكل تجاري تتركز بنطاق محدود في مناطق محافظات عجلون وجرش والمفرق، موضحًا أن المساحة المزروعة بالأسكدنيا في الأردن تُقدر بحوالي 3 آلاف إلى3.5 ألف دونم.
وأشار إلى أهم أصناف “الأسكدنيا” المعروفة في المملكة، وهي: “عكا 13″، البلدي (السكري)، صيدا، لارج راوند، سمبانيا، فكتوريا الأحمر، ادفانس، وتاناكا