تضع نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، بين يدي القارئ اليوم الأحد، معلومات مهمة عن التهاب وتر العرقوب، الحالة المرتبطة بالإفراط في الاستخدام وأسباب أخرى، وقد تحتاج إلى جراحة إذا لم يتحسن الألم بعد 6 أشهر من العلاج.
وتوضح نشرة المعهد ماهية التهاب وتر العرقوب، وأسبابه، وأعراضه المختلفة، وطرق تشخيصه، إضافة إلى أنواع العلاجات المستخدمة في تقليل حدة الأعراض وتخفيف الألم.
التهاب وتر العرقوب هو حالة تسبب ألمًا في الجزء الخلفي من الساق، فوق الكعب مباشرةً. يحدث ذلك عندما يصاب الناس بالتهاب وتر العرقوب. الأوتار عبارة عن عصابات قوية من الأنسجة تربط العضلات بالعظام. وتر العرقوب هو أكبر وتر في الجسم، يربط عضلات الربلة بعظم الكعب ويستخدم عند المشي والجري وتسلق السلالم والقفز والوقوف على أطراف الأصابع. على الرغم من أن وتر العرقوب يمكن أن يتحمل ضغوطًا كبيرة من الجري والقفز، إلا أنه عرضة أيضًا للإصابة بالتهاب الأوتار، وهي حالة مرتبطة بالإفراط في الاستخدام.
التهاب أو اعتلال الوتر العرقوبي هو التهاب حاد في الوتر. الالتهاب هو استجابة الجسم الطبيعية للإصابة وغالبًا ما يسبب التورم أو الألم أو التهيج.
يختلف التهاب وتر العرقوب عن تمزق العرقوب، وهي حالة ينفصل فيها الوتر عن عظم الكعب أو يتمزق تمامًا إلى نصفين. ينتج تمزق وتر العرقوب عادةً عن إصابة مفاجئة.
ما الذي يسبب التهاب وتر العرقوب؟
عادة لا يرتبط التهاب وتر العرقوب بإصابة معينة. تنتج المشكلة عن الإجهاد المتكرر على الوتر. يحدث هذا غالبًا عندما ندفع أجسادنا للقيام بمقدار كبير من الجهد وبسرعة كبيرة. يمكن لعوامل أخرى أيضًا أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالتهاب وتر العرقوب، بما في ذلك:
– زيادة مفاجئة في مقدار أو شدة نشاط التمرين: على سبيل المثال، زيادة المسافة التي تجريها كل يوم ببضعة أميال دون إعطاء الجسم فرصة للتكيف مع المسافة الجديدة قد يسبب تهيجًا والتهابًا.
– عضلات بطة مشدودة: يضع شد عضلة الربلة ضغطًا إضافيًا على وتر العرقوب، خاصةً حيث يتصل في عظم الكعب.
– تشوه هاغلوند (Haglund’s deformity): وفي هذه الحالة يكون هناك تضخم في عظم مؤخرة الكعب، مما يسبب الالتهاب والألم للوتر.
– عدم القيام بتدفئة عضلات ربلة الساق قبل التمرين.
– التمرن بأحذية رياضية بالية أو لم تصنع للتمرين.
– وجود التهاب في المفاصل أو نمو عظمي في الجزء الخلفي من عظم الكعب(Bone spur) ، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى احتكاك الوتر وإلحاق الضرر به.
ما هي أعراض اعتلال وتر العرقوب؟
الأعراض الأكثر شيوعًا هي:
– ألم في الجزء الخلفي من الساق، فوق الكعب مباشرة – عادة ما يزداد الألم سوءًا مع ممارسة الرياضة ويكون أفضل مع الراحة.
– تصلب أو وجع في مؤخرة الساق، وخاصة في الصباح.
– انتفاخ الجلد فوق وتر العرقوب.
– مشكلة في الوقوف على رؤوس الأصابع.
– حدوث تمزق في الوتر. يمكن أن تشمل أعراض تمزق وتر العرقوب ما يلي:
– ألم شديد ومفاجئ في الجزء الخلفي من الساق (فوق الكعب).
– صعوبة في تحميل الوزن على القدم أو المشي بشكل طبيعي.
هل يوجد اختبار لاعتلال وتر العرقوب؟
لا. ولكن يقوم الطبيب بمعرفة الإصابة من خلال التعرف على الأعراض والقيام بالفحص السريري. قد يطلب الطبيب إجراء أشعة سينية أو اختبار آخر للتحقق مما إذا كانت هناك حالة أخرى تسبب الأعراض.
إذا اعتقد الطبيب أن هناك تمزقاً في وتر العرقوب، فقد تخضع لاختبار تصوير يسمى الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي. يمكن أن تشكّل هذه الاختبارات صورًا للوتر.
كيف يتم علاج اعتلال وتر العرقوب؟
عادة ما يتحسن اعتلال وتر العرقوب من تلقاء نفسه، ولكن قد يستغرق شهورًا للشفاء تمامًا. للمساعدة في تحسين الأعراض، يمكن إجراء التالي:
– إراحة وتر العرقوب وتجنب الأنشطة التي تسبب الألم.
– وضع ثلج على المنطقة المصابة إذا تفاقم الألم بعد النشاط، يمكن وضع كيس من الجل البارد أو كيس من الثلج أو كيس من الخضروات المجمدة على المنطقة المصابة كل ساعة إلى ساعتين (لمدة تصل إلى 6 ساعات) لمدة 15 دقيقة في كل مرة . ضع منشفة رقيقة بين الثلج (أو أي جسم بارد آخر) والجلد.
– لف الكاحل بضمادة مرنة، يمكن أن يساعد ذلك في منع الوتر من الحركة كثيرًا. سيوضح الطبيب أو الممرضة كيفية لف الكاحل بشكل صحيح.
– تناول دواء لتقليل الألم، فقد يوصي الطبيب بتناول دواء لتخفيف الألم مثل أسيتامينوفين أو إيبوبروفين أو نابروكسين
– القيام بتمارين لتقوية عضلات ربلة الساق وجعلها أكثر مرونة، حيث سيوضح الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي التمارين التي يجب القيام بها.
– العلاج الجراحي: يجب النظر في جراحة التهاب وتر العرقوب فقط إذا لم يتحسن الألم بعد 6 أشهر من العلاج غير الجراحي. يعتمد النوع المحدد من الجراحة على مكان التهاب الأوتار ومقدار الضرر الذي يلحق بالوتر. نتائج جراحة التهاب وتر العرقوب جيدة جدًا بشكل عام. أفادت الدراسات التي أجريت على تنظيرالأوتار بالعودة إلى مستوى نشاط ما قبل الجراحة في ما يصل إلى 75٪ من المرضى، بمعدل رضا يصل إلى 90٪. العامل الرئيسي في التعافي الجراحي هو مقدار الضرر الذي يلحق بالوتر. كلما زادت الإصابة في الوتر، زادت فترة التعافي، وقل احتمال عودة المريض إلى النشاط الرياضي. يمكن ملاحظة استمرار الألم بعد الجراحة في ما يصل إلى 20٪-30٪ من المرضى وهو أكثر المضاعفات شيوعًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحدث التهابات الجروح وقد يكون من الصعب علاجها في هذا المكان من الجسم.
– العلاج الطبيعي جزء مهم من أساليب التعافي. يحتاج العديد من المرضى إلى إعادة تأهيل تصل إلى 12 شهرًا للوصول إلى أقصى قدر من التحسن.
– ارتداء جهاز في الحذاء أو حول الكاحل لإبقاء القدم في وضع يمكنها من التعافي بشكل صحيح.