الدكتور عبيدات : اهتمام ملكي بمياه خليج العقبة عكس اهتماما عالميا رفيع المستوى
العقبة – نجح علماء وباحثون من الجامعة الأردنية ( عمان والعقبة ) بتنفيذ نحو 65 بالمئة من المشروعات العلمية على متن السفينة البحثية العملاقة “OceanX” لسبر أعماق خليج العقبة وهو آخر حيد للشعاب المرجانية الحيوية على سطح الكرة الأرضية، والكشف عن مكنوناته ضمن أعماق لم يصلها احد من قبل، حيث تمَّ قبول 13 مشروع بحث من أصل (20) كانت حصة الجامعة الأردنية فرع العقبة منها سبعة مشاريع فيما نفذت محطة العلوم البحرية أربعة منها واثنان نفذتها كلية العلوم في الجامعة الأردنية الأم فيما نفذت جامعة العلوم والتكنولوجيا وجامعة اليرموك والجامعة الألمانية الأردنية ومركز لوزان الفيدرالي للأبحاث- سويسرا وجامعة كونستنانتس- ألمانيا المشاريع السبعة المتبقية.
رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور نذير عبيدات عقَّب على وصول سفينة البحوث الاستكشافية الأحدث والأكثر تقدما على مستوى العالم، والتي تعد منصة أبحاث بحرية عائمة ومتكاملة تضم أستوديو إنتاج إعلامي، تعود ملكيتها لمنظمة اوشن إكس (OceanXplorer) الأميركية، إلى خليج العقبة، بالقول : – انه حدث علمي نوعي بالغ الأهمية، حيث نفذت البعثة بحوث علمية غير مسبوقة بتقنيات عالية جدا، توجت الاهتمام والمتابعة الملكية السامية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بمياه خليج العقبة بالنجاح الباهر، لاستكشاف خصائص وأعماق الخليج، في اطار المساعي لتأسيس مركز دولي للعلوم ومحمية العقبة البحرية، بما يعزز موقع المدينة الساحلية كوجهة عالمية للبحوث واستضافة الفعاليات الأبرز الداعمة لعلوم البيئة البحرية، حيث عكس الاهتمام الملكي اهتماما علميا وبحثيا رفيع المستوى من اعرق المؤسسات العلمية البحثية على مستوى العالم، ورسخ التزاما دوليا اتجاه البيئة البحرية الغنية التي تتفرد بها مياه خليج العقبة على وجه الخصوص، حيث التنوع الحيوي النوعي.
وقال الدكتور عبيدات ان تواجد منظمة اوشن اكس لاستكشاف المحيطات غير الربحية وسفينة الاستكشاف التابعة لها لإجراء بحوثها البحرية في خليج العقبة شكل فرصة للعلماء والباحثين الأردنيين من مختلف الجامعات الأردنية لإجراء بحوث علمية للتنوع الحيوي في أعماق مياه خليج العقبة، وأتاح فرصا قيمة أمام طلبة العلم والاكاديميين والمختصين للاطلاع على الإمكانات التقنية والفنية المتطورة جدا في هذا الجال.
بدوره قال رئيس الجامعة الأردنية العقبة الأستاذ الدكتور عامر سلمان نتطلع من خلال هذه الفرصة العلمية الثمينة الى مخرجات مهمة ومفيدة لتشكل إضافة استراتيجية لآثار التغير المناخي على خصائص الحياة البحرية لا سيما الشعاب المرجانية على طول الخليج من اجل حمايته من التهديدات التي يتعرض لها والعناية به لأجيال المستقبل .
وبين الدكتور سلمان ان تسعة عشر من أعضاء هيئة التدريس والباحثين ومساعدي البحث من الجامعة الأردنية-عمان و الجامعة الأردنية – فرع العقبة ومحطة العلوم البحرية شاركوا في تنفيذ الأبحاث على متن السفينة على مدار 8 أيام متواصلة، حيث عملوا على جمع عينات مياه ورسوبيات قاعية وكائنات بحرية بالإضافة إلى جمع بيانات عن الأعماق السحيقة للتعرف على التركيب الجيولوجي لمياه خليج العقبة، بالإضافة إلى تسجيلات فيديو لتوزيع الشعاب المرجانية، وذلك في ثمانية مواقع مختارة في الخليج وعلى أعماق مختلفة بدءاً من 150 متر إلى 870 متر وهي أعمق نقطة في خليج العقبة الأردني
من جانبه ثمن عميد كلية العلوم في الجامعة الأردنية عمان الأستاذ الدكتور نضال الرشيدات النتائج العلمية المكتشفة حول دراسة مياه خليج العقبة من خلال رحلات الغوص التي نفذتها غواصة السفينة البحثية في أعماق المياه حيث تم اكتشاف معلومات ثرية ومفيدة للعلم وللبيئة البحرية الطبيعية، قام بها العلماء والباحثون الدوليون والأردنيون لدراسة الشعاب المرجانية المقاومة للتغير المناخي والطبيعة الجيولوجية في خليج العقبة.
عميد البحث العلمي في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور فالح السواعير ثمن كافة الجهود المبذولة لترجمة الرؤية الملكية لحماية البيئة البحرية في خليج العقبة والعمل على وقف أية تهديدات قد تتعرض لها ضمن مسارات عالمية متخصصة بشراكة أردنية وعربية ستجعل من العقبة وجهة للبحث العلمي وسياحية لهواة الغوص والمغامرة والاستمتاع بالتنوع الحيوي في مياه البحر مؤكدا على التزام الجامعة الأردنية بمواصلة العمل لحماية البيئة البحرية، بالتعاون مع مختلف الشركاء بهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية.
وبين مدير محطة العلوم البحرية الدكتور علي السوالمة ان هذه التجربة الفريدة سترفع من سوية خبرات الكوادر البحرية والمينائية والبيئة من اجل محمية العقبة البحرية ولأغراض علمية أخرى من أبحاث ودراسات استكشافية ومسوحات بحرية متعددة داخل العمق البحري في الخليج ، مؤكداً ان الجولة الاستكشافية دعمت الجهود العالمية لحماية النظم البيئية البحرية والحفاظ عليها في كافة أنحاء العالم، مؤكدا اعتزاز محطة العلوم البحرية بما وصلت اليه من تقدم وعلى يد الخبرات الوطنية المتميزة بالتعاون بين الجامعتين العريقتين الأردنية واليرموك وأن المحطة لن تدخر جهدا لدعم وتسهيل العقبات أمام الباحثين وإشراكهم في مختلف الفعاليات العلمية والبحثية النوعية.
وجدير بالذكر انه كان متن السفينة البحثية 19 باحثاً منهم 3 من الجامعة الأردنية (أ. د. صابر الروسان، أ. د. مالك الزحلف، د. مأمون إرشيدات) و 3 من الجامعة الأردنية فرع العقبة (د. زينب عربيات، أ. د. محمد الزبدة، أ. د. رياض مناصرة) و 3 من محطة العلوم البحرية (د. علي السوالمة، ميسون قطيفان، إياد الزغول).
تجدر الإشارة إلى أن السفينة الاستكشافية ( أوشن إكس ) مملوكة لرجل الأعمال العالمي داليو وهو مؤسس أحد أكبر صناديق الاستثمار العالمية الذي يدير محفظة مالية لا تقل عن 150 مليار دولار، وهو مؤسس منظمة أوشن اكس التي تعمل بشراكة حثيثة مع مشروع نيوم السعودي وتدعم مشاريع نوعية متقدمة في أمارة أبو ظبي ذات علاقة بالبيئة البحرية، حيث أتاحت الوسائط والتقنيات الحديثة على متن السفينة وأدوات جمع العينات الكيميائية والبيولوجية والجيوفيزيائية ونظام البيانات المركزي، إمكانية استكشاف وتوثيق أجزاء من أعماق سحيقة في الخليج لم يختبرها ولم يصل إليها البشر من قبل.