أعلن الجيش السوداني عن اعتقال الرئيس عمر البشير وإغلاق المجال الجوي والمطارات 24 ساعة، وفق بيان ألقاه وزير الدفاع الفريق الركن عوض بن عوف.
كما أعلن عوف عن حل المجلس الوطني ومجالس الولايات ووقف إطلاق النار الشامل في البلاد وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
وأعلن الجيش في بيانه عن تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون السودان لفترة انتقالية مدتها عامان تجرى في نهايتها انتخابات، معلنا تعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة 3 شهور.
كما قرر الجيش إغلاق نقاط الدخول والمعابر الحدودية لحين إشعار آخر.
ونقلت رويترز عن مصدر في قيادة تجمع المهنيين المنظم للاحتجاجات “نرفض بيان القوات المسلحة وندعو الثوار لمواصلة الاعتصام”.
وكان عمر صالح سنار، قيادي بارز في تجمع المهنيين السودانيين، قال لرويترز قبل إعلان بيان الجيش: “نحن الآن في الشارع في مكان الاعتصام في انتظار بيان الجيش. لن نقبل إلا بحكومة مدنية انتقالية مكونة من قوى إعلان الحرية والتغيير”، مشيرا إلى بيان يحدد مطالب تجمع المهنيين.
مصادر في الحكومة السودانية، ووزير في ولاية شمال دارفور كانت قد قالت إن “الرئيس عمر البشير تنحى، وأن مشاورات تُجرى لتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد”، وأكدت مصادر سودانية حينها أن “البشير محتجز في القصر الرئاسي تحت حراسة مشددة.”
وقالت تقارير إعلامية في وقت سابق نقلا عن الصديق الصادق المهدي، نجل زعيم حزب الأمّة السوداني المعارض، الصادق المهدي، قوله، إن “البشير تحت الإقامة الجبرية الآن، وكذلك عدد من قيادات تنظيم الإخوان المسلمين”.
وأعلنت وكالة الأنباء السودانية، أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني قرر “إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل أنحاء البلاد”.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود أن “محتجين هاجموا مقر جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني في مدينتي بورسودان وكسلا الخميس”.
وبحسب الشهود فإن “مئات المحتجين شاركوا في الهجوم على مبنى جهاز الأمن والمخابرات في بورسودان بينما لحقت أضرار بمبنى الجهاز في كسلا عندما هاجمه المحتجون”.
وقال التلفزيون الرسمي فجر الخميس إن القوات المسلحة ستذيع بيانا مهما بينما انتشرت قوات في أنحاء الخرطوم.
وذكر شاهد آخر من رويترز أن جنودا داهموا مقر الحركة الإسلامية التي يتزعمها البشير في الخرطوم. والحركة الإسلامية هي المكون الرئيسي للحزب الحاكم في البلاد.
من جهة أخرى، قال شاهد ثالث من رويترز، إن قوات من الجيش وأجهزة الأمن انتشرت في محيط وزارة الدفاع وعلى طرق رئيسية وجسور في العاصمة، مضيفا أن الآلاف تدفقوا إلى موقع اعتصام خارج وزارة الدفاع.
وخرج عشرات الآلاف في مسيرات في وسط الخرطوم ابتهاجا بالنبأ، وهتفوا بشعارات مناهضة للبشير.
وهتف المحتجون عند وزارة الدفاع “سقطت، سقطت … انتصرنا”.
وتصاعدت الأزمة الراهنة في السودان منذ مطلع الأسبوع بعدما بدأ آلاف المحتجين اعتصاما خارج مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم حيث مقر إقامة البشير.
واندلعت اشتباكات الثلاثاء بين جنود حاولوا حماية المحتجين، وأفراد من أجهزة الأمن والمخابرات كانوا يحاولون فض الاعتصام. وذكر وزير الإعلام نقلا عن تقرير للشرطة أن ما لا يقل عن 11 شخصا لقوا حتفهم في الاشتباكات منهم 6 من القوات المسلحة.
ووصل عدد القتلى في حركة الاحتجاج المستمرة منذ ديسمبر إلى 49، بحسب السلطات. إلا أنّ منظّمات غير حكوميّة تؤكّد أنّ الحصيلة أكبر، مشيرةً إلى أنّ 51 شخصًا قُتلوا حتّى السبت الماضي، وفقا لوكالة فرانس برس.
واندلعت التظاهرات في 19 ديسمبر ردًّا على قرار الحكومة رفع أسعار الخبز 3 أضعاف. ثم تحوّلت إلى حركة احتجاجية في كلّ أنحاء البلاد، وخرجت تظاهرات غير مسبوقة في أنحاء عدة في البلاد.
وكانت شخصيات من المعارضة قد دعت الجيش للمساعدة في التفاوض لإنهاء حكم البشير المستمر منذ ما يقرب من 3 عقود والانتقال نحو الديمقراطية.
ودعا حزب المؤتمر الوطني الحاكم الأربعاء أنصاره إلى الخروج في مسيرات تأييدٍ له في الخرطوم الخميس، لكن تمّ الإعلان عن إرجاء التجمع من دون تحديد موعد آخر مساء اليوم نفسه.
وقال شهود لوكالة فرانس برس إن متظاهرين خرجوا محتفلين كذلك في مدن عدة بينها مدني والقضارف وبورتسودان والعبيد وكسلا، ملوحين بالأعلام السودانية.
وشوهدت العديد من الآليات العسكرية وعلى متنها جنود تدخل مقر الجيش في ساعات مبكرة صباح الخميس، مع انتشار لمركبات الجيش السوداني على الطرق والجسور الرئيسية في الخرطوم.
ويضم مقر الجيش المقر الرسمي للبشير ووزارة الدفاع.
وطلب جهاز الأمن والمخابرات في بيان الخميس من “المواطنين الشرفاء الانتباه إلى محاولات جرّ البلاد إلى انفلات أمني شامل”، مؤكّدًا “قدرته والمنظومة الأمنيّة على حَسم العناصر المتفلّتة، نصحًا بالحسنى أو أخذًا بالقوّة المقيّدة بالقانون”.
وبقي البشير متمسّكاً بموقفه، وفرَضَ سلسلة إجراءات مشدّدة شملت إعلان حال الطوارئ في أنحاء البلاد، اعتُقل على أثرها صحافيّون وناشطون.