كتب : الصحفي علي فريحات
الاسلام جاء بمجموعة من القيم ليرفع من قيمة الانسان وشأنه لذلك ينظر الى الانسان بوصفه جزءا لا يتجزأ من المجتمع حيث يتوجب احترام الانسان وحرياته وحقوقه .
ان الاهتمام بالجانب الانساني في العمل ليس بخطأ كما يعتقد البعض بل ان له تأثيرا ربما اكثر من الحافز المادي لدفع عجلة النشاط لأن ايجاد جو من العلاقات الانسانية الطيبة الهادفة هودافع وحافز نحو ايجاد علاقات وثيقة ما بين العامل و العمل .
يجب ان يشعر الانسان مع الآخرين ويفكر في ظروفهم ويحاول تقديم المساعدة والمساندة والعون لهم خصوصا الناس المقتدرة واصحاب الخير والمحسنين الذين يتوجب ان يكون لهم دور كبير في تلمس احتياجات الناس وظروفهم وخصوصا الفقراء والمحتاجين لان النفوس العظيمة تأبى الا ان تعطي وتدفع باتجاه ودعم مسيرة العطاء لخدمة الإنسانية .
فكر في الناس كما تفكر بنفسك اشعر بشعورهم وتعامل مع ظروفهم كأنك تمر بنفس ظروفهم الذين هم بأمس الحاجة للدعم والوقوف الى جانبهم لمساندتهم والتخفيف عليهم لأن مساعدة الناس والوقوف الى جانبهم واجب مقدس وعنوان للتعاون والتكافل والتعاضد والمرونة في اتخاذ القرارات التي يتوجب مراعاة ظروف وتلمس احتياجات الناس والتعاون معهم لتلبية متطلباتهم الضرورية .
“البعد الانساني” يمثل دائما قيم التكافل والتراحم والاخلاق الحميدة النابعة من الايمان لأن الأخلاق هي التعامل الحسن مع الآخر لتحقيق الخير للمجتمع لأن المسلم يجب ان يتعامل مع المسلم بقلبه وخلقه .
مسؤوليتك الوظيفية من خلال عملك المهني والنقابي والوظيفي والنيابي وصلاحياتك تذكر دائما ظروف الناس ومساعدتهم لأن قضاء حاجاتهم عمل انساني اخلاقي ويجب ان يكون هناك استثناء للحالات الانسانية من اجل تقديم المساعدة لهم لانها الفئة الاحوج دائما لتقديم الخدمة مراعاة لظروفهم الاجتماعية وان كان هناك ظروف قانونية مساعدتهم وفق القوانين والانظمة والتعامل معهم بروح القانون لأن صاحب الحاجة دائما يلهث وراء تحقيقها وهذا الامر يستدعي دائما الالتفات ومنحه مساهمة اوسع من الاهتمام لخلق جو من العلاقات الانسانية الايجابية .
يتطلب مراعاة ظروف الناس في بيئة العمل لانها الدافع نحوتكوين علاقة وثيقة بين العامل والعمل وتلبية متطلبات اصحاب الحاجة من خلال مساعدتهم في انجاز معاملاتهم من باب التعاون و التكافل .
الانسان لا يمكن ان ينفصل عن ناسه واهله ومحيطه الذي يعيش فيه لذلك يجب ان يكون ايجابيا ويتناغم مع الناس من حوله بالمحبة والسلام .
ان المؤسسات والشركات التي انشأت أقسام ووحدات خاصة من باب المسؤولية الاجتماعية هي مؤسسات رائدة لانها تتلمس قضايا موظفيها وتساعد الجمعيات التطوعية والانسانية في انجاح برامجهم وخططهم من خلال تقديم الدعم المالي ومساندة تنفيذ الاعمال التطوعية والخيرية والتعاونية .ثم ترقد
تذكر اليوم وانت في اوج صحتك وصهوة وظيفتك وكرسيك وصيتك وتعاني من الهموم والامراض الرقدة الدنيوية قرب المقبرة .
هناك فئة من اهل الخير والمحسنين يبذلون جهودا كبيرة لدعم الحالات التي هي بأمس الحاجة للدعم من خلال تقديم الدعم المالي المباشر او دعم مشاريع التنمية والمشاريع الصغيرة التي تساهم في تشغيل الايدي العاملة لانهم معنيون يحترمون الاخر والعيش بكرامة وهذه الفئة تستحق التكريم لانهم من اهل العطاء والانجاز والخير والهمة و”يجود عين الطيبون بتكريمهم ونحن بتكريم الطيبون نجود“.