الوحدة الوطنية في محيط ملتهب: ضرورة أردنية أكثر من أي وقت
بقلم فراس قطيفان
في ظل ما يشهده الإقليم من توترات وصراعات متلاحقة، تزداد الحاجة في الأردن إلى تعزيز الوحدة الوطنية بوصفها صمام الأمان الحقيقي في وجه الأزمات. فالمحيط الإقليمي الملتهب، من فلسطين وسوريا إلى العراق ولبنان، يفرض على المملكة تحديات سياسية وأمنية واقتصادية غير مسبوقة، مما يجعل التماسك الداخلي الخيار الوحيد لمواجهة هذه العواصف.
لقد أثبت التاريخ أن الأردن، رغم قلة موارده، يملك رصيدًا كبيرًا من الاستقرار بفضل وعي شعبه وحكمة قيادته. لكن هذا الاستقرار لا يمكن أن يُؤخذ كأمر مسلم به، بل يجب أن يُرعى ويُصان من خلال ترسيخ قيم المواطنة، وتعزيز العدالة، ومحاربة التفرقة بكل أشكالها.
الوحدة الوطنية لا تعني فقط اجتماع الناس تحت مظلة الدولة، بل تعني الإيمان المشترك بمصير واحد، والتعاون من أجل تحقيق المصلحة العامة، ورفض محاولات بث الفتنة أو استغلال الأزمات.
في وقتٍ تتزايد فيه الدعوات للتفرقة، وتشتد محاولات العبث بالسلم المجتمعي في أكثر من مكان، يقف الأردنيون أمام مسؤولية جماعية للحفاظ على النسيج الوطني، وعدم الانجرار وراء الشائعات أو الخطابات التحريضية. فالأردن، بطوائفه وأصوله كافة، نسيج متكامل لا يحتمل التمزق.
ختامًا، فإن الوحدة الوطنية لم تعد خيارًا، بل أصبحت ضرورة وجودية. وفي وجه محيط مشتعل بالأزمات، لا بد من أن يكون البيت الأردني أكثر تماسكًا، لأن الانقسام من الداخل هو الخطر الأكبر في زمن لا يرحم الضعفاء.