بقلم الباحث / عبدالناصرعبدالحليم حسن
المقصود في السياحة الداخلية هو زيارة المعالم الاثرية والمواقع الدينية والترفيهية والعلاجية والتاريخيّة الداخلية والقريبة الموجودة داخل الوطن والدولة نفسها. وهي نشاط سياحي داخلي في نفس الدولة،
إن السياحة الداخلية في الاردن لم تأخذ دورها المنشود الذي نطمح له أن يكون في السياحة حيث أن الكثير من الافراد والمواطنين محروم من ممارسة هذه الحاجة الضرورية والاساسية وهذا الحق لكل مواطن والسبب هو بعض السياسات والادارات التي لا تعي معنى السياحة وأهمية المحافظة عليها وبشكل خاص من الناحية الاقتصادية في دعم الموازنات وتحريك عجلة الاقتصاد ودفع افراد المجتمع الى الامام وللأسف ما تزال محدودة و مقتصرة على طبقة خاصة وفئة محدودة من الناس ولهذا السبب نقول أن إسهام السياحة الداخلية في صناعة السياحة الأردنية ما يزال في حدوده الدنيا. ويمكن القول أن نسبة مساهمة السياحة الداخلية في المملكة خلال العقد الماضي كان في حدود (7%) من إجمالي النشاط السياحي فيها مما يتطلب ضرورة مضاعفة جهود القطاعين العام والخاص لتوسيع إسهام السياحة الداخلية في دعم النشاط السياحي داخل الأردن.. وبالمقارنة مع الدول المتقدمة والاكثر رفاهية حيث تستحوذ السياحة الداخلية على اهمية كبيرة جدا واهتمام لا مثيل له في الدول المتقدمة التي تتمتع برفاه اجتماعي كبير وتقدم بارز في الحياة حيث تستحوذ على غالبية الأنشطة السياحية،وتشكل حوالي (90%) من إجمالي النشاط السياحي في هذه الدول وهذا يعني ان السياحة الخارجية (الدولية والإقليمية) تسهم بحوالي (10%) فقط من إجمالي الأنشطة السياحية على المستوى الدولي.
والحقيقة أن السياحة الداخلية إذا احسنا استخدامها فإنها ستعود بالنفع على المواطن والوطن حيث تساهم بشكل فعال في تحقيق مستوى عالٍ من الرفاهيّة للفرد سواءً النفسيّة أم الاجتماعيّة أم الصحيّة أم الاقتصاديّة أم البدنيّة أم الفكريّة لكل من الفرد والمجتمع بشكل عام. وتحد السياحة الداخليّة من تسرّب الدخل الوطني خارج البلاد من خلال تشجيع الاستثمار السياحي داخل الدولة نفسها. وتساهم في رفع مستوى فرص العمل للشباب العاطلين عن العمل في حال كان الاستثمار السياحي داخل الدولة، وتكمن أهمية السياحة الداخلية كذلك في زيادة وعي المواطن من خلال معرفة أهمية الارض التي يعيش عليها وما تحوية من مكنوزات اثرية وتاريخية وأماكن جذب سياحي حيث تزيد من وعيه وادراكه لحقائق لم يكن يعلمها الا عندما يرى على ارض الواقع حيث مواقع جذب طبيعي خلابة ومعالم أثرية وتاريخية ومواقع تراثية ومياه معدنية وهذا يخلق تغذية راجعة للفرد تجعل منه مواطن صالح منتمي لهويتة الوطنية.وترابه وعقيدته من خلال رؤيته للاماكن التاريخية والمواقع الدينية والطبيعية وأثار المعارك في بلده التي تشد القلوب والارواح اليها .
وبألمقارنة نقول أن السياحة الداخلية في العالم تأتي في المرتبة الثانية من حيث اهتمام سياسات التخطيط والتوجه السياحي، الذي يكون في معظمه متجها إلى السياحة الخارجية الوافدة، نظرا إلى عامل جلب وضخ العملة الصعبة في الإقتصاد المحلي. وبهذه النقطة تتفوق نوع السياحة الخارجية الوافدة على نوع السياحة الداخلية، رغم أهميتها في تحريك الإقتصاد الوطني والمحلي، وتعويض أي نقص طاريء في عدد الوافدين من السياح الأجانب، خصوصا في الإقتصاديات الهشة لدول الجنوب والعالم الثالث ككل.