رعى وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرَّسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، اليوم الثلاثاء، اختتام فعاليات النسخة الثانية من برنامج “إعلام السلام”، الذي نظَّمته هيئة “أجيال السلام” بالشراكة مع السفارة الأميركية في عمّان، بمشاركة حوالي 100 صحفي وصحفية من العاملين في وسائل الإعلام الأردنية، والدوائر الإعلامية في المؤسسات الحكومية والخاصَّة وغير الربحية بالإضافة إلى طلبة الصحافة والإعلام.
واستهلَّ الشبول كلمته المسجَّلة التي عرضت خلال الحفل بتقديم التَّعزية لذوي ضحايا الحادث الأليم الذي وقع في العقبة أمس، وتمنِّياته بالشِّفاء العاجل للمصابين، مطمئناً الجميع أنَّ الحياة عادت إلى طبيعتها سواءً في المدينة أو الحركة التجاريَّة والسِّياحيَّة والموانئ.
وأثنى على جهود هيئة “أجيال السَّلام”، خصوصاً برنامج “إعلام السَّلام” كنموذج توعوي يسهم في ترسيخ مفهوم السَّلام كقيمة إنسانيَّة.
وقال الشبول: ” إن الأردن بقيادته الهاشميَّة الحكيمة يسعى باستمرار نحو السَّلام، ليس في المنطقة وحسب، وإنَّما في العالم أجمع”، مشيراً إلى مشاركة قوَّات حفظ السَّلام الأردنيَّة في مهام حفظ السلام الدوليَّة في العديد من المناطق حول العالم”.
وأضاف: “خطابنا وقناعتنا وعقيدتنا أنَّنا نسعى باستمرار نحو السَّلام في منطقة لم تشهد سلاماً حقيقيَّاً منذ أكثر من 7 عقود”، مؤكِّداً أنَّ الأردن يسعى إلى السَّلام بكلِّ ما أوتي من عزم من أجل مصلحة الأجيال المقبلة، مع التمسُّك بثوابتنا نحو هذا السَّلام العادل والشَّامل الذي يعيد الحقوق لأصحابها.
وشدَّد الشبول في هذا الصَّدد على أنَّه لا يمكن أن يكون هناك سلام في ظلِّ استمرار الاحتلال واغتصاب حقوق الشَّعب الفلسطيني، مؤكِّداً أنَّ أساس عدم الاستقرار هو الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيَّة، واستمرار الاعتداءات على المقدَّسات الإسلاميَّة والمسيحيَّة في القدس.
كما أكَّد الشّبول أنَّ إحقاق السَّلام في المنطقة هو أساس السَّلام في العالم، وأنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة هي أقدم قضيَّة عرفها العالم.
ونوَّه إلى المعاناة التي نشهدها بسبب حجم التدخُّلات الخارجيَّة التي تعانيها المنطقة، والعبث بمقدَّرات الأمَّة التي تتسبَّب بالقضاء على أحلام أجيال المستقبل؛ مجدِّداً التأكيد على أنَّ الأجيال المقبلةيجب أن تنعم بالسَّلام ليس كما عاشته أجيال الماضي والحاضر التي لم تعرف السَّلام يوماً في هذه المنطقة.
وأشار إلى تطوُّر مجالات الاتِّصال والتَّواصل في العالم وتأثيرها السَّلبي في كثير من الأحيان على تحقيق الاستقرار، لافتاً إلى الأزمة الروسيَّة – الأوكرانيَّة وما شهدته من دخول وسائل الإعلام ومواقع التَّواصل الاجتماعي على خطِّ العداء بين الشَّرق والغرب وما شهدته الأزمة من حجب هذه الوسائل.
وهنأ الشّبول المشاركين والمتدرِّبين الذين شاركوا في برنامج “إعلام السَّلام”، معرباً عن تقديره لهيئة “أجيال السَّلام” والدَّاعمين لمثل هذه البرامج المهمَّة.
وجاء الحفل الختامي تحت عنوان “لكل كلمة صدى” وهو الشعار الذي رفعه البرنامج، للتأكيد على أهمية المحتوى الذي تبثه وسائل الإعلام ومدى تأثيره، مع ضرورة انتقاء الكلمات والمصطلحات بعناية، لتجنب المساهمة في التأثير السلبي على المجتمعات التي تتعرض للمادة الإعلامية.
وتخللت فعاليات الحفل، عرض فيديو لتجربة اجتماعية نفّذها فريق البرنامج، إذ تعرض التجربة الأثر المباشر للمحتوى الإعلامي على متلقيه، من خلال عرض مقاطع فيديو عنيفة وأخرى تحوي أهدافاً ومضموناً متوازناً، ومن ثم مراقبة الأثر الذي تتركه هذه الفيديوهات على المشاركين في التجربة.
كما تحدث مجموعة من مدربي البرنامج عن أبرز المحاور التي جرى التطرق إليها خلال التدريبات المكثفة التي شارك فيها 97 صحفياً ومتخصصاً في المجال الإعلامي، بالإضافة إلى مجموعة من طلبة الصحافة والإعلام، وتركزت هذه التدريبات حول مهارات الاستهلاك النقدي لوسائل الإعلام والتغطية الصحفية الحساسة للنزاع وأخلاقيات العمل الإعلامي والتصوير الصحفي والتغطية الصحفية الحساسة للنوع الاجتماعي بالإضافة إلى مهارات التحقق من صحة المعلومات.
وقالت مستشارة الشؤون العامة في السفارة الأميركية ستيفاني ألتمان–وينانز، من جهتها، ” نركز في السفارة على التعليم لإنه يمكّن المتعلمين من أن يكونوا محرّكاً للتغيير الإيجابي، وندعم المحترفين من الشباب ليكونوا قادة في ميادينهم المختلفة”.
وأشار رئيس هيئة “أجيال السلام” الدكتور مهند عربيات إلى “أن برنامج إعلام السلام يهدف إلى توفير حالة من الوعي بين الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي، ففي ظل التطور التكنولوجي، باتت وسائل الإعلام ترافقنا في كل مكان وزمان، لذلك فإنه لا بد من التأكيد على ضرورة أن يعي الصحفيون مدى أهمية المحتوى الذي تبثه وسائل الإعلام بمختلف أشكالها وأدواتها وأثره على حياة الناس وسلوكياتهم، ودوره المحوري في تشكيل الوعي وبناء ثقافة المجتمعات وتحديد أولوياتها.
يذكر أن “إعلام السلام” هو برنامج تدريبي نفذته هيئة “أجيال السلام” بالشراكة مع السفارة الأميركية في عمّان، ويتضمن فعاليات وأنشطة عدة، من بينها جلسات تدريبية وأخرى نقاشية، بالإضافة إلى اجتماعات عصف ذهني مع العاملين في المجال الإعلامي وطلبة الصحافة والإعلام.