المطران بيتسابالا يثمّن دور جلالة الملك من أجل القدس
أحيت الكنائس الكاثوليكية في الأردن، صباح امس الجمعة، وللسنة الثامنة عشرة، يوم الحج الوطني والمسيحي إلى موقع معمودية السيد المسيح – المغطس، على نهر الأردن، وهو تقليد متبع منذ اليوبيل الكبير عام ألفين، في الحج إلى أبرز موقع ديني مسيحي في المملكة.
وثمّن المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية المطران بييرباتيستا بيتسابالا، خلال مؤتمر صحفي عقد قبيل الاحتفال بتنظيم من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، دور المملكة الرائد في العيش المشترك بين جميع المواطنين، موجهًا الشكر إلى جلالة الملك عبدالله الثاني لدعمه المسيحيين في المملكة وفلسطين، وكذلك في مدينة القدس الشريف.
كما عبّر عن تقديره للجهود التي يقوم بها جلالته من أجل المدينة المقدسة، والتي عادت من خلالها مدينة القدس لتكون القضية الأبرز في المنطقة خلال الأيام الماضية، مؤكدًا من جديد أن الكنيسة تنظر إلى القدس بوصفها أمًا للجميع، ولا يمكن أن يتم حصرها على شعب دون آخر ، كما شدد على أهمية أن يصل الإسرائيليون والفلسطينون إلى اتفاق ثنائي من أجل مستقبل مدينة القدس من خلال المفاوضات.
ونقلت وزيرة السياحة والآثار لينا عنّاب تحيات رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي للكنائس الكاثوليكية في حجها السنوي لموقع المعمودية، مشددة أن هذه المناسبة هي تأكيد بأن الأردن هو بلد مقدّس، وهي خير تذكير للعالم أيضًا بأن جذور المسيحية ستبقى راسخة في الشرق.
وبعثت عناب من موقع المغطس المقدس رسالة مفادها أننا مسلمين ومسيحيين جزءٌ لا يتجزأ من نسيج الوطن، وأن حضارتنا وتاريخنا المشترك يمليان علينا دومًا أن ننقل ما لدينا من ثقافة وحضارة إلى العالم أجمع، لأن قوة الأردن تكمن في عمقه الحضاري ومكوناته الإسلامية والمسيحية معًا.
وانطلق موكب الحج تتقدمه الفرق الكشفية نحو كنيسة المعمودية، ليترأس المطران بيتسابالا قداسًا حبريًا حاشدًا بمشاركة النائب البطريركي المطران وليم الشوملي والمطران ياسر عيّاش، ورؤساء الكنائس الكاثوليكية، وحضور ستة آلاف مشارك من المؤمنين القادمين من مختلف المحافظات، وشارك فيه عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية… وعلى وقع ترانيم جوقة يوحنا المعمدان في مادبا، وجوقة الروم الكاثوليك والجوقة المارونية، رش سيادته الحضور بمياه نهر الأردن المباركة.
ولفت المطران ياسر عيّاش في عظة القداس إلى أن كنائس المنطقة قد بدأت الاحتفال رسميًا بعيد معمودية السيد المسيح في نهر الأردن منذ القرن الخامس للميلاد، لافتًا إلى معاني الطقوس الدينية المستخدمة في هذا العيد، فرش المؤمنين بالمياه يعني التطهير والتبرك.
ورفعت خلال الاحتفال الأدعية من أجل أن ينعم الله العلي القدير على الأسرة الأردنية الواحدة بدوام الأمن والاستقرار، وأن تبقى المملكة منارة للسلام والطمأنينة في المنطقة بهمّة الأجهزة الأمنية.
كما رفع الحضور أدعيتهم من أجل جلالة الملك عبدالله الثاني كي يزيده الله قوة وعزمًا في مساعيه الدبلوماسية الحكيمة لاسيما إزاء التطورات في مدينة القدس، وهو صاحب الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
وفي ختام القداس، وبعد كلمة تهنئة ومعايدة من وزيرة السياحة، قدّم الأمين العام للبطريركية اللاتينية كلمة شكر وتقدير باسم اللجنة التحضيرية والكنائس الكاثوليكية لكل من أسهم وحضّر لهذا الاحتفال السنوي الثامن عشر، رافعًا التحية إلى الأسرة الأردنية وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ، كما قدّم الشكر لرئيس مجلس أمناء المغطس صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد .