ستتأثر المنصات والمواقع الإخبارية التي تعتمد في نشر محتواها على جذب تفاعلات مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بالتغيرات الجديدة التي أعلن عنها الموقع العملاق، بحسب ما قاله خبراء في مجال الاتصالات.
وأعلنت إدارة الفيس بوك منذ يومين أن شريط الأخبار newsfeeds في الصفحة الشخصية لمستخدم فيس بوك، ستقل عليه المنشورات الخبرية والإعلانات التجارية، بشكل تلقائي، مقابل المنشورات الخاصة بأصدقاء وعائلة المستخدم.
وقال خبير في مجال الاتصالات، إن التعديلات الجديدة ستسبب خسائر لجميع وسائل الإعلام والأخبار التي تعتمد على ترافيك مستخدمين الموقع بسبب هذه التعديلات.
كما ستؤدي هذه التعديلات إلى خسائر لشركة فيس بوك نفسها، لكن الشركة ستجني بعد ذلك أرباحا كبيرة تعوض خسائرها عبر تحصيل رسوم من وسائل الإعلام الراغبة في نشر محتوياتها على الفيس بوك وظهوره عند عدد أكبر من المستخدمين.
واضاف “مع تطبيق الإجراءات الجديدة، ستتحول منصات الأخبار والمواقع الإلكترونية إلى الاعتماد على التفاعل المباشر من الجمهور لتوصيل المحتوى أو نشر هذا المحتوى كإعلان على فيسبوك، بعد أن كان فيسبوك يعتمد على الإعلانات التي تظهر في صفحات هذه المنصات على موقع التواصل الاجتماعي”.
وبين أن وسائل الإعلام التقليدية التي تنشر جزءا من محتوياتها على فيس بوك لزيادة شعبيتها، بعد هذه التعديلات، سيقل عدد تفاعلات منشورات الأخبار لهذه الوسائل، ولن تظهر تلقائيا على شريط الأحداث للمستخدم الذي يتابع وسيلة إعلامية ما أو ماركة تجارية، إلا إن جرى تداولها عبر أصدقاء له على الموقع.
وقال فارس العقاد، مسؤول الشراكات مع الإعلام في الشرق الأوسط وأفريقيا بشركة “فيس بوك”، إن الشركة مازالت مهتمة بدعم المحتوي الصحفي والخبري عبر منصتها.
وأضاف أن الشركة لديها فريق يهدف إلى زيادة التعاون مع هيئات الصحافة والإعلام خاصة بمنطقة الشرق الأوسط، نافيا أن تكون التعديلات الجديدة التي أعلنت عنها الشركة مؤخرا تهدف لتقليل المحتوى الخبري.
وقال إن “التعديلات تعني أنه سيتوجب على الإعلام إنتاج المحتوى المنشور عبر الفيس بوك بطريقة تلائم المنصة”.
ورفض العقاد التعليق على إذا ما كانت فيس بوك ستفرض على هذا المحتوى رسوما للنشر.
وبحسب ما أعلنه الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرج، فإن التعديلات الجديدة التي سيشهدها الموقع ستمنح أولوية الظهور لمنشورات الأصدقاء والعائلة، وتقلل معدل الظهور لوسائل الإعلام والصفحات ذات الأنشطة التجارية.
وقال مارك عبر صفحته الشخصية “إن أساس بناء موقع فيس بوك هو جعل الناس متصلين ببعضهما البعض، وحلقة وصل مع جميع الأشخاص المقربة لنا”.
وخسر الملياردير الأمريكي مارك زوكربيرج مؤسس ورئيس شركة “فيسبوك”، 3.3 مليار دولار من ثروته خلال آخر 24 ساعة لتسجل 72.4 مليار دولار حاليا محتلا المركز الخامس على مستوى أغنى أغنياء العالم، بحسب موقع فوربس أمس.
وقال خبير في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن الأمر يتعلق أكثر بمطالب تتزايد حول فرض بدل مالي على فيس بوك مقابل نشر المحتوى الخبري عبر منصتها، حيث تطالب العديد من وكالات الأنباء في الفترة الأخيرة بجزء من أرباح الموقع الأشهر مقابل حقوق الملكية لاستخدام المحتوى الإخباري الذي تجني منه أرباحا طائلة.
وناقش الاتحاد الأوروبى تشريعا يفرض على فيسبوك وجوجل وتويتر وغيرها من الشركات العملاقة دفع بدل مالى مقابل ملايين المقالات الصحفية التي تستخدمها أو تنشر روابط لها، قبل أن تعلن الشركة عن تعديلاتها الأخيرة. (مصراوي)