“مجلس النقباء” يرفع أسعار لائحة أجور الاطباء ويطالب الحكومة بخفض لوائحها
كأن الأمر بدا كالتالي: يجُن جنون رئيس مجلس النقباء نقيب الاطباء الدكتور علي العبوس لأن الرئيس الدكتور عمر الرزاز سيرسل مشروع قانون ضريبة الدخل المعدل الى مجلس النواب قبل عرضه على النقابات.
العبوس يخشى من أن يصيب قانون ضريبة الدخل الاطباء بالأذى. للدكتور العبوس كل الحق في ذلك، لولا أن نقابته هي الاخرى أصابت الأردنيين بالأذى.
مجلس النقباء وعلى رأس طاولته نقيب الاطباء لن يجرؤ على رفع عينه بعين الرزاز. د. العبوس رفع اللائحة. فلماذا لا يرفع د.. الرزاز لائحته هو الآخر. يكاد الطبيب أن يقول للرزاز: خذني. الطبيب مريب والرزاز يتجمّل.
ما يفعل العبوس على الطاولة التي يجلس عليها الرزاز وهو يقول للرئيس: نرفض قانون دخل مجحف على الشعب الأردني. ليقل مثلا: انه يدافع فقط عن المصالح المالية للأطباء. يحق له ذلك أليس نقيبا لهم. لكن لا يرفع لواء الشعب. فالتصريح بالقطعة يصيب الرأس بالصداع.
لو كنت مكان الرزاز لنظرت في عين العبوس مباشرة وقلت له: هذه بتلك. رفعتم على الأردنيين أجوركم، سنرفع بدلا من ذلك ضغطكم.
لكن. هل في حسبة الإثنين – الدكتوران الرزاز والعبوس – مصالح الشعب الفقير؟ أعني إذا كانت نقابة الأطباء رفعت أجورها، فأي عين ترفعها وهي تقول للحكومة لا تظلمي الشعب.
الشعب الضحية. الفقراء هم الحبة بين حجري رحى. الكل يطحنها. حجر الاطباء صار اليوم يطحن أيضا، ثم لا تكاد تسمع إلا صرخة ‘اللهم نفسي نفسي’.
كأن الجميع يريد نفخ قيامة الاقتصاد الوطني. هذا – الرزاز – ليس بين يديه خطة ينقذ فيها الاقتصاد، فيروح لملء الخزينة بالرفع. الاستراتيجية التي اتّبعها أسلافه من الرؤساء. وذاك نقيب الأطباء يريد أن يحقق مصالح أعضاء نقابته. فيما نقابة الشعب – مجلس النواب – في كل واد تهيم. لا يجد الشعب فيها إلا الكلام والقوافي.
المسألة لا تمر. التقط اللحظة المهندس مسيرة ملص الناشط النقابي، فوصف رفع الاطباء لأجورهم بالاجراء في وقت قاتل، وغير مناسب. وأن المواطنين في اسوأ أحوالهم المادية، ولا تسمح الظروف بتحميلهم مزيدا من الأعباء.
يقول ملص: لن تجرؤ النقابة أخلاقيا التي يقود نقيبها مجلس النقباء مواجهة مشروع قانون ضريبة الدخل القادم، فكيف لنقابة ترفع الاجور لصالح منتسبيها على حساب المواطن. تطالب الحكومة بعدم ارهاق المواطن بزيادة قيمة الضرائب عليه.