ام اية اصيبت بحروق بالغة وكان همها ان تعبر بابنتيها بر الامان
عمان- مجد الصمادي-إذا نظرت إليها تقرأ بعيونها حجم الالم والمعاناة، الا ان املها بالله واصرارها من اجل رعاية ابنتيها كان الهم الاكبر لتتحدى الحياة وتواجه العزله والفقر وتكمل مشوارها .
ام آية تعرضت لحريق شوه كامل وجهها ويديها عام 2005، ادى الى قلب حياتها بشكل كامل، ما اضطرها الى اجراء عمليات جراحية متعددة لتتمكن من ممارسة حياتها ورعاية ابنتيها بعد انفصالها عن زوجها الذي يعاني من مرض نفسي .
خضعت لعملية زراعة أنسجة لليد داخل منطقة البطن باتت بالفشل وعملية اخرى للوجه على حساب تأمين فئة غير القادرين ، الا ان فقر ذات الحال بات دون اكمال رحلة علاجها واجراء عمليات اخرى بسبب تكاليفها المرتفعة، اذ تتلقى معونة شهرية مقدارها 114 دينارا لا تكفيها لدفع اجرة منزلها ومصروف عائلتها ما يضطرها للاستدانة لتوفير باقي المستلزمات.
لا تقوى ام آية على القيام باعمال المنزل دون مساعدة احدى ابنتيها، كون اليدين لا يوجد فيهما اصابع لتحمل بهما وانما ندوب واضحة، مشيرة الى انها ذهبت لإجراء العمليات متحمسة للغاية إزاء إمكانية الحصول على حياة رائعة ، لكن لا يوجد باليد حيلة – على حد تعبيرها – مضيفة ” أحب أن أُوصف بأنني إحدى الناجيات من الحروق، لأني لست ضحية بل ناجية”.
آية البنت الكبرى والبالغة من العمر 18 عاما تستعد لدخول “التوجيهي ” تقول ان ضحكت امي هي منبع الامل وحب الحياة لي، مشيرة الى ان والدتها تصر على اكمال دراستها رغم الظروف المادية الصعبة التي نعيشها لأخطو نحو مستقبل افضل من واقع الحال الذي اعيش
ويعلق استاذ علم الاجتماع والجريمه في جامعة مؤته الدكتور حسين محادين على هذه الحالة اننا نعيش حالة من التفكك الاسري المتنامي نتيجة ضعف اوجه التكامل وغياب السكنة لدى الاسر من جهة، ومن جهة اخرى الضغوط النفسية والحياتية مشيرا الى اننا بدأنا نلاحظ ان هناك الغاء لحياة الاخر او اقصاء اي من افراد الاسرة بصوره تتصادم مع منظومة القيم واللافت ان السلوكيات غير المألوفة قد وصلت الى المحافظات التي كان اهم ما يميزها هو التساند الاجتماعي والقيم الجماعية التي تستند الى العلاقات الوجاهية بين افرادها .
ويوضح ان سرعة وتعمق التغيرات الحياتية بكل عناوينها بالمجتمع حتى ان المتابعين لمثل تلك الحالات قد فقدوا تأثيراتهم الوقائية التي كانت نسقا منتشرا بين مؤسسات مجتمعنا لافتا الى ان هذه الحالات تنذر بتحولات عميقة اتجاه البناء الاسري ةتعتبر هذه السلوكيات مدانة قانونيا ودينيا ولذلك نلاحظ ان الموقف من المرأة وللأسف يمارس على اساس النوع الاجتماعي بافتراض خاطىء على انها الاضعف وبعض المنحرفين يعتقدون خطأ ان من حقهم كذكور ممارسة تلك الاعمال المدانة .
ويشير الى ان نظرة المجتمع ككل تبقى في مدى تقبل الجميع لهم وتقديم الخدمات المساندة لتجاوز بعض الاراء غير الناضجه بحقهم مبينا ان من حق المصابين ان يتمتعوا بجميع حقوقهم .
وتناشد ام اية اهل الخير لمساعدتها بإصلاح ما شوهه الحريق من جسدها وممارسة حياتها بشكل طبيعي وتأمين حياة كريمة لابنتيها.