عبدالقادر الفاعوري – بدأت في بيروت اليوم الخميس اعمال المؤتمر السنوي الثاني عشر للمنتدى العربي للبيئة والتنمية(أفد) حول التربية البيئية في البلدان العربية واصدار الدليل البيئي للمدارس العربية واطلاق تقريره عن التربية البيئية من أجل تنمية مستدامة في البلدان العربية” لتحقيق اهداف التنمية المستدامة. وقال رئيس مجلس امناء (أفد) الدكتور عدنان بدران رئيس مجلس امناء الجامعة الاردنية خلال افتتاح المؤتمر” ان بناء الوعي البيئي والتنمية المستدامة من خلال التعليم والتربية البيئية في جميع المراحل التعليمية، تهدفُ إلى تعزيزِ القيمِ والمفاهيمِ التي تقودُ إلى وعيِ الناسِ حولَ البيئةِ وتحدياتِها، وتُسهُم بتطويرِ المهاراتِ لمواجهةِ التحدياتِ لاتخاذِ قراراتٍ مستنيرة . واضاف ان في العالمِ العربيِّ بادرَتْ المنظمةُ العربيةُ للتربيةِ والثقافةِ والعلومِ (ألكسو) إثر مؤتمرَيْ ستوكهولم وتبليسي في وضعِ مناهجِ التربيةِ البيئيةِ، وتأليفِ كتبِها، ولاسيما في المرحلةِ الثانويةِ في السبعينياتِ من القرن الماضي، و تفاعلَتْ أجهزةُ وزاراتِ التربيةِ والتعليمِ في البلدانِ العربيةِ مع هذه التوجهاتِ البيئيةِ والإقليميةِ والدولية، ونحنُ الآن بحاجةٍ إلى انطلاقةٍ جديدةٍ، تحقيقاً لأهدافِ التنمية المستدامةِ، بالأخذِ بتمكينِ التربيةِ البيئيةِ في مناهجنِا الحديثة. من جانبه تحدث الامين العام لمنتدى ( أفد ) نجيب صعب عن تقارير المنتدى ومحافظة التقارير السابقة على مكانتها كأكثر المراجع حول البيئة العربية احتراماً ورواجاً ، مبينا استمرار الموقع الإلكتروني لمجلة المنتدى، “البيئة والتنمية”، في الوصول إلى أعداد متزايدة من المستخدمين وصلت إلى 26 مليوناً في السنة. وأشار إلى أن المنتدى أصدر، بالتزامن مع المؤتمر، دليلاً للتربية البيئية، كمرجع للمناهج البيئية المدرسية، وهو سيكون أيضاً متاحاً على الإنترنت. واستمر “أفد” في لعب دور محوري مع الشركاء الإقليميين والدوليين، حيث ساهم عام 2019 في اعداد 25 تقريراً وبحثاً حول السياسات البيئية، وانتُخب في مجلس إدارة شبكتين دوليتين. ويبحث تقرير “أفد” العلاقة بين التربية والتنمية، تحت عنوان “التربية البيئية من أجل تنمية مستدامة في البلدان العربية”. وهو يتضمن أول مسح شامل للمحتويات البيئية في المناهج المدرسية والجامعية في المنطقة العربية، من أجل تحديد الفجوات وتقديم توصيات لتعزيز دور التعليم في النهوض بقضية حماية البيئة وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة. ووجد التقرير أن الجامعات العربية شهدت خلال العقد الماضي، زيادة سريعة في البرامج المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة. ففي 57 جامعة تمت دراسة مناهجها، تبين أن هناك 221 شهادة في الموضوعات البيئية، معظمها يغطي العلوم الطبيعية والصحة لكن التقرير أظهر قصوراً في بعض الموضوعات المستجدة، مثل تغيُّر المناخ والاقتصاد الأخضر والقانون البيئي والسياسات البيئية واقتصاد التنمية. ودعا الجامعات العربية إلى دمج أهداف التنمية المستدامة في نشاطاتها التعليمية والتدريبية والبحثية وتعزيز المبادرات المجتمعية وإدخال برامج دراسات عليا تضمّ اختصاصات مختلفة. كما أوصى التقرير بإحداث مقرَّر جديد يكون متاحاً لطلاب السنة الجامعية الأولى من جميع الاختصاصات، تحت عنوان “مقدمة في البيئة والتنمية المستدامة”. ولا بد من ربط الجامعات ومؤسسات البحث العلمي بالإدارات الحكومية والقطاع الخاص، من صناعة ومؤسسات تجارية وخدماتية ومالية، والمجتمع عامّة، لتتفاعل إيجاباً مع حاجات التنمية الفعلية وسوق العمل. وفي حين أخذت البيئة مكانة أكبر في المناهج المدرسية العربية خلال السنين العشر الأخيرة، لا يزال التركيز محصوراً في موضوعات تقليدية مثل جمال الطبيعة والتلوّث والنظافة، مع قصور في موضوعات مثل تغيُّر المناخ والكوارث وأنماط الاستهلاك وعلاقة الأمن الغذائي بالبيئة. ويوصي التقرير بأن تصبح التحدّيات الكبرى التي تواجه البلدان العربية، مثل ندرة المياه والتصحُّر والجفاف والتلوث البحري ومخاطر ارتفاع سطح البحر بسبب التغيُّر المناخي، جزءاً أساسياً من المناهج المدرسية،والدعوة إلى زيادة النشاطات التطبيقية والرحلات التعليمية، وتشجيع إنشاء الأندية البيئية. ويناقش المؤتمر على مدى يومين بمشاركة اكاديميين وخبراء من الاردن ولبنان وبعض الدول العربية، التنمية المستدامة والتربية البيئية في الجامعات العربية و المقرر المقترح والاستراتيجية المتوسطة للتعليم من اجل التنمية المستدامة والتربية البيئية في المدارس العربية وعرض دليل(أفد) للنشاطات البيئية المدرسية ، اضافة الى عرض خاص للافلام القصيرة الفائزة في المهرجان الدولي لافلام البيئة .