– د.مروان الشمري – تدخل الانتخابات الامريكية المرحلة الاخيرة والحاسمة في مشهد انتخابي اجمع على وصفه كبار المحللين الأمريكيين بالتاريخي وغير المسبوق من حيث خروج احد المرشحين عن كل ما أُلف سابقا من الالتزام بالكياسة واللباقة والأدب في الحديث.
في المناظرة الاخيرة بين المرشحين الرئيسيين كلينتون وترامب ركزت على متابعة سلوك ترامب وتحليل كلماته فقط لأتأكد مما اجمع عليه الخبراء بان هذا الشخص لا يلتزم أبدا باي سياق وقد يسبب أزمات عالمية غير مسبوقة وسجلت عدة مشاهدات:
استمرار ترامب بما نسميه نحن الباحثون الإنكار حيث استمر في تكذيب ما نسب اليه من اتهامات موثقة حول تصوره عن المرأة والطريقة التي ينظر للمرأة بها واعتباره النساء كسلع يتعامل معها بفوقية، حيث وصف احدى النساء اللاتي اتهمته بالتحرش سابقا بأنها ليست التايب المفضل لديه!
استمر ترامب في استخدام سياسة التعميم في حديثه عن الارهاب والمهاجرين من امريكا اللاتينية وأكد ان الاسلام دين راديكالي وانه سيمنع جميع المهاجرين من الشرق الأوسط من دخول امريكا وسيمنع اللاتين من دخول امريكا بحجة ان معظمهم مجرمين.
تصريحات ترامب بان على امريكا التخلي عن حلفائها في اسيا مثل اليابان والسعودية في الشرق الأوسط ودعوته لهذه الدول لاقتناء أسلحة نووية هو امر كارثي وغير مسبوق ويمثل خرقا لسياسة لطالما التزمت بها امريكا في الشرق الأوسط وآسيا وهي الحد من انتشار هذه الأسلحة.
روسيا: وجود روسيا لأول مرة في تاريخ الانتخابات كعنصر مؤيد لأحد المرشحين يزيد من تعقيد مشهد الانتخابات الامريكية، رصدت بالامس على عدة قنوات رئيسية تركيز المحللين على محاولات روسيا التأثير في الانتخابات الامريكية وخلق حالة من الارباك داخل البيت السياسي الامريكي تمكن روسيا من الاستمرار في سياساتها دون مشاغبة من القوة الرئيسية المنافسة لها
حيث ان حدة النقاش في هذا الموضوع وصلت الذروة بالامس خلال المناظرة بين كلينتون وترامب، وهنالك تقارير رسمية أمريكية أكدت لأول مرة ان الكرملين وكبار المسؤولين فيه مسؤولين بشكل مباشر عن هجمات الكترونية منظمة قامت بها روسيا ضد مؤسسات فدرالية أمريكية لمحاولة زعزعة النظام السياسي الامريكي والتأثير في الانتخابات الامريكية، بينما استمر ترامب في التغزل ببوتين وتحميل كلينتون واوباما مسؤولية صعود قوة ايران وأكد ان معركة الموصل ستصب في مصلحة ايران في نهاية المطاف. وما قاله ترامب أمس عن ان روسيا تسيطر الان على نصف اوروبا وعلى الشرق الأوسط بالتشارك مع ايران واعتراف كلينتون الضمني بذلك يوحي بان التوتر بين روسيا وأمريكا قد بلغ مراحل متقدمة سياسيا وهو ما يفرض نفسه على الانتخابات الامريكية.
اخيراً والاهم حتى الان هو انه لأول مرة في تاريخ امريكا، احد المرشحين للانتخابات الرئاسية يشير ضمنيا الى انه قد لا يقبل بتتائج الانتخابات وإذا اخذنا بعين الاعتبار ان معظم قاعدة ترامب الانتخابية هم من المتطرفين والعنصريين البيض، فان هذا نذر خطر لم يسبق لامريكا ان شهدته، حيث انه بمجرد ان يخسر ترامب، اذا خسر، فيكفي ان يشير بشكل غير مباشر ان هنالك تزوير وانه لا يقبل بنتيجة الانتخابات وان يدعو أنصاره للاحتجاج، وهؤلاء معروفون بنزعتهم المتطرفه والعنصرية لينطلقوا في احتجاجات قد تكون غير سلمية يتم خلالها استهداف الأقليات أو ممارسة الاحتجاج العنيف ضد مؤسسات حكومية قد تدخل امريكا في فوضى.
سننتظر ونتابع ويبدو ان مشاهدات كثيرة حتى الان تشير الى وجود بعض المسلكيات التي لم يعتد عليها الأمريكان في الانتخابات وهو امر ينبئ بمزيد من الاهتمام بمجريات الأمور.