– عقد الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لقاء قمة في القاهرة اليوم الثلاثاء، تناول آفاق تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين على الصعد كافة، والتطورات الإقليمية الراهنة.
وتناولت المباحثات الثنائية والموسعة التي عقدها الزعيمان في قصر الاتحادية، وحضرها كبار المسؤولين في البلدين، آليات تعزيز وتمتين العلاقات الأردنية المصرية والحرص على توسيع قاعدة التعاون المشترك لا سيما في المجالات الاقتصادية.
وشدد الملك والرئيس المصري، على أهمية البناء على نتائج اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة التي عقدت في القاهرة العام الماضي، وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في القطاعات التجارية والخدمية والاستثمارية والسياحية.
وأعرب الزعيمان، في هذا الصدد، عن تطلعهما إلى اجتماع اللجنة القادم في عمان العام الحالي في تحقيق المزيد من الشراكات خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
كما أكد الزعيمان الحرص على إدامة التنسيق والتشاور حيال مختلف التحديات التي تواجه المنطقة، وبما يخدم قضايا الأمة العربية ويحقق الأمن والاستقرار لشعوبها.
وتناولت المباحثات القمة العربية المقبلة التي تستضيفها المملكة، حيث أكد الزعيمان أهمية انعقادها في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات، ما يستوجب تعزيز ومأسسة العمل العربي المشترك، وتوحيد المواقف لضمان التوصل لحلول سياسية لها.
وفي إطار متصل، شدد الملك على أهمية الدور المحوري لجمهورية مصر العربية في خدمة القضايا العربية وجهودها في تعزيز التضامن العربي.
وجرى، خلال المباحثات، استعراض المستجدات والقضايا الإقليمية، وفي مقدمتها الأزمة السورية، وعملية السلام والقدس، وجهود محاربة الإرهاب.
وأكد الزعيمان ضرورة أن تقود الجهود المستهدفة تحريك عملية السلام إلى إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفق حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع.
وشدد الزعيمان، في هذا السياق، على أن أية طروحات لا تستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية سيكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة برمتها.
وبالنسبة للقدس، تم التأكيد، خلال المباحثات، على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس وعدم المساس به، لما سيكون له من انعكاسات على أمن واستقرار المنطقة، حيث شدد الملك على استمرار المملكة، ومن منطلق الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس، بممارسة دورها، وفي مختلف المحافل، لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، وتثبيت أهلها، وبما يحافظ على هوية المدينة المقدسة وعروبتها.
وركزت المباحثات على ضرورة العمل على إيجاد حلول سياسية للأزمات الملحة في المنطقة، خاصة الأزمة السورية، حيث جرى التأكيد على ضرورة البناء على الجهود الدولية الأخيرة ضمن اجتماعات استانا، لتثبيت وقف إطلاق النار، تمهيدا لإيجاد حل سياسي ضمن مسار جنيف.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في العراق، أكد الجانبان دعمهما لعملية تحرير الموصل، ولجهود تحقيق المصالحة الوطنية.
كما بحث الجانبان تطورات الأوضاع على الساحة الليبية، حيث جرى التأكيد على دعم الجهود الرامية إلى توحيد الصف الليبي وبناء المؤسسات وترسيخ الأمن والاستقرار هناك.
المباحثات ركزت أيضا، على ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة خطر الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية، كونه بات يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وتطرقت المباحثات إلى زيارة الملك الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومباحثاته مع أركان الإدارة الأمريكية والكونغرس حول ضرورة التوصل إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة، وبما يحقق تطلعات شعوبها بالأمن والاستقرار.
من جهته، شدد الرئيس السيسي، خلال المباحثات، على عمق ومتانة العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط الأردن ومصر في جميع المجالات، وحرص بلاده على تطويرها والارتقاء بها، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وقدر الرئيس السيسي عاليا الدور المهم الذي يقوم به الأردن بقيادة الملك في الوقوف إلى جانب أشقائه العرب ودعم قضاياهم العادلة، ومساعيه المتواصلة في تعزيز وحدة الصف العربي، والتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة.
وأقام الرئيس السيسي مأدبة غداء تكريماً للملك والوفد المرافق، حضرها عدد من كبار المسؤولين المصريين.
وحضر المباحثات رئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار الملك لشؤون الأمن القومي مدير المخابرات العامة، ومستشار الملك مقرر مجلس السياسات الوطني، والسفير الأردني في القاهرة.
فيما حضرها عن الجانب المصري رئيس الوزراء، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية، ووزير الخارجية، ورئيس المخابرات العامة، ومدير مكتب رئيس الجمهورية، والسفير المصري في عمان، والمتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية.
وكانت جرت للملك لدى وصوله قصر الاتحادية في القاهرة، مراسم استقبال رسمية، حيث عزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني والجمهوري المصري، وتفقد جلالته والرئيس المصري حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالة الملك.