يأخذ الموقف الأردني من القضية الفلسطينية والقدس المحتلة ودرّتها المسجد الأقصى، بعدا عمليا، تبتعد فيه التفاصيل عن أي كلام، أو حتى فزعة الحدث والموقف، فالأردن أعلنها بأنه يقف مع فلسطين، إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية، ولم ولن يتوقف للحظة عن حماية المقدسات في القدس الشريف، حماية عملت وتعمل بعمنى الكلمة على دعم صمود المقدسيين، وعلى رعاية المقدسات وترميمها وصيانتها في أي وقت تعرضت به لأذى.
خلال الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة، التي تعرض لها المسجد الأقصى، لعب الأردن بقيادة جلالة الملك دورا تجاوز وصفه بالمهم، حيث حرص كل الحرص على الوقوف مع الأشقاء في فلسطين ودعمهم ومساندتهم في صمودهم، ووجّه جلالة الملك عبد الله الثاني بالبدء بترميم كل ما تضرر في المسجد الأقصى، ذلك ان الاعتداءات الإسرائيلية تسببت بأضرار كثيرة تحتاج للإصلاح، ورغم أن اسرائيل أعاقت بدء عمليات الترميم والإصلاح، إلاّ أن الأردن تمكن من انتزاع هذا الحق المشروع لصاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات، وعمليا تمت المباشرة بأعمال الصيانة.
يتسيّد الحضور الأردني بقيادة جلالة الملك مشهد النضال الفلسطيني، والمقدسي، ففي كل مرة يؤكد المقدسيون والفلسطينيون أن الأردن توأم حضورهم ونضالهم، والسبب الرئيسي في حماية المقدسات وصونها وصيانتها، وفي ذلك تصدر آلاف الشهادات، من القدس وفلسطين، مؤكدين أنه لولا جلالة الملك لتمكنت اسرائيل من تهويد القدس المحتلة، وانتهاك مقدساتها.
وأكد عدد من المقدسيين أن حجم أضرار المسجد الأقصى كبير عقب الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة من جيشها وقطعان المستوطنين، وشمل الكثير من محتوياته، ومبناه وإنارته، وفرشه، الأمر الذي يتطلب صيانة فورية، وهو ما وجّه به جلالة الملك عبدالله الثاني، استمرارا لدوره العظيم في حماية الأقصى وصيانته، واصلاح أي أضرار تقع به، مثمنين توجيهات جلالته التي بدأت بالتنفيذ على الفور رغم وضع اسرائيل المعيقات أمام تنفيذها.
وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» مع شخصيات من القدس عبر الهاتف اشاروا الى أن الأردن أول من بادر للتأكيد على حق أهالي حي الشيخ جراح الذين يقطنون في الحي منذ أكثر من 60 عاما، وأن جلالة الملك أول من وقف ويقف في مواجهة خطط اسرائيل الاحتلالية في القدس المحتلة والأقصى الشريف، والوحيد الذي يسارع لصيانته وتزويده بكل ما يحتاجه، وكذلك للمصلين والمعتكفين به.
وأشار متحدثو «الدستور» إلى أن الدور الأردني الهام جدا في القدس، يتجاوز أيضا موضوع الصيانة والترميم، حيث يحرص الأردن على تزويد الأقصى بما يحتاج من موظفين وحرّاس، وعاملين وغيرهم من الوظائف، حيث يتم تعيينهم من خلال الأردن ويتقاضون رواتبهم أيضا من الأردن، وفي ذلك دعم عملي مثالي لصمود المقدسيين وحماية المقدسات، معتبرين بذلك أن جلالة الملك متفرّد في دعم القضية الفلسطينية والقدس المحتلة ودرتها الأقصى.
الشيخ عزّام الخطيب
مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى فضيلة الشيخ «محمد عزام» الخطيب، جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وجّه منذ أسابيع بالبدء في صيانه ما تعرض له المسجد الأقصى من أضرار نتيجة للإعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المسجد، وهي كثيرة جدا طالت تفاصيل هامة وحيوية في الأقصى، طالت الزجاج والأبواب والمبنى والخشب في جدرانه.
وأكد الشيخ الخطيب أن الأردن بدأ بالفعل بأعمال الصيانة، وانجز جزءا كبيرا من هذه الأعمال التي شملت اصلاح الزجاج والخشب، والشبابيك الجصية المزخرفة، وغيرها، ورغم أن اسرائيل حاولت اعاقة الصيانة، إلاّ أن هذه الأعمال بتوجيهات من جلالة الملك تم المباشرة بها وقد أنجز جزء منها.
وأشار الشيخ الخطيب إلى أن جلالة الملك يقوم بدور هام جدا في حماية المقدسات وصيانتها، ودعم المصلين والمعتكفين في الأقصى، وسرعان ما يتقدّم لحمايتهم والدفاع عنهم، وصيانة أي أضرار يتعرض لها الأقصى الشريف، مثمنا لجلالة الملك مواقفه التي لم تتوقف يوما عن دعم القدس والمقدسيين والقضية الفلسطينية. ولفت الخطيب إلى أن الأردن يزوّد الأقصى والأوقاف المقدسية بكل احتياجاتها من الموظفين والعاملين والحرّاس، ورواتبهم من الأردن، وفي ذلك دعم مباشر وهام جدا لصمود المقدسيين، فنحن على تواصل مع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات في الأردن بشكل دائم، ونزوّد الوزارة باحتياجاتنا من الوظائف، وسرعان ما يتم التعيين، وهذا الجانب غاية في الأهمية لنا جميعا.
الأب عطالله حنّا
من جانبه، وصف رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس «بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس» الأب عطا الله حنّا موقف جلالة الملك من القدس بالمدافع الصلب عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، مشددا على أن كل أبناء القدس متمسكين في الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
وقال الأب حنّا، لقد اعتدى الاحتلال الاسرائيلي على مقدساتنا وأوقافنا كما ان هناك تعديات على احياء مقدسية لا سيما حي الشيخ جراح وسلوان والبلدة القديمة من القدس، كلها تعرضت للاقتحمات وللاستهداف وخاصة المسجد الأقصى، حيث دخل المستوطنون ومعهم جنود الاحتلال بأسلحتهم وكانت هناك تعديات وجرحى واستهداف للمصلين والأبنية التاريخية والتراثية، والتي تعتبر جزءا اساسيا من تاريخ مدينة القدس وهويتها، ولكن مجلس الاوقاف الاسلامية في القدس وبرعاية هاشمية حكيمة ومسؤولة بدأ بترميم ما يمكن ترميه واصلاح ما يمكن اصلاحه، فهناك نوافذ مكسرة وآثار رصاص في أماكن متعددة بالأقصى والكثير من التعديات، التي بدأ الأردن بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك باصلاحها.
وأضاف الأب حنا «نحن حقيقة من قلب مدينة القدس نوجه التحية لجلالة الملك حامي مقدسانتا الاسلامية والمسيحية والمدافع الصلب عن القدس وهويتها العربية الفلسطينية».
وقال الأب حنّا «أنا على يقين أن جلالة الملك لن يألو جهدا من أن يرمم الأقصى ويقوم بكل ما يجب ان يقوم به، لكي يعود الاقصى كما كان سابقا ولكي تزول آثار العدوان والتعدي الذي حصل على هذ المكان المقدس».
وشدد الأب حنّا على ان المقدسين كافة متمسكون بالوصاية الهاشمية، وكل التحية لجلالة الملك والاردن، مبينا أن مجلس الاوقاف يقوم بدور رائع برعاية وحماية من جلالة الملك عبد الله الثاني.
الشيخ عكرمة صبري
بدروه، أكد خطيب المسجد الأقصى فضيلة الشيخ عكرمة صبري على بدء عمليات صيانة وترميم المسجد الأقصى بتوجهات مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني من الاعتداءات التي تعرض لها نتيجة للاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة، والتي الحقت أضرارا كبيرة في المسجد الأقصى.
وأكد الشيخ صبري أن مثل هذه الاقتحامات الاسرائيلية متوقعة لوجود التحالف الشيطاني بين حزب الليكود والجماعات اليهودية المتطرفة، مبينا أن قوات الاحتلال تضيق على المصلين، وتعتدي على الاقصى باتلاف محتوياته