كتب :خالد الزبيدي
ثلاث ساعات قضيناها في رحاب جامعة سمية كانت كافية لإظهار ملامح رئيسية لواحدة من افضل الجامعات الاردنية في الاستثمار بالإنسان وتنقله من مقاعد الدرس والبحوث والتجارب الى مواقع الانتاج والعمل بدون واسطة ولا تدخل احد فالبضاعة الجيدة يتهافت عليها الجميع، وينخرط طلبة الجامعة قبيل تسلم شهاداتهم في تخصصات مختلفة، وبعد سنوات قليلة من العمل قد تجد بعضهم قد انتقلوا الى مواقع جديدة في دول اخرى بمزايا مجزية.
3200 طالبة وطالب و133 هم الهيئة التدريسية التي إكتسبت خبرة تراكمية في مقدمتها تنامي البجوث التي تنجز لتشكل خبرة تفاعلية بين الهيئة التدريسية والطلبة، ويزبد عدد الابحاث عن 170 بحثا وهي من عالية وفق المعايير الدولية نسبة الى تعداد الطلبة والهيئىة التدريسية، وهذا يؤكد نجاح الإدارة في الجامعة والاشراف المباشر الذي لايترك صغيرة ولا كبيرة من قبل سمو الاميرة سمية بنت الحسن، وهذا العمل الدوؤب مستمر منذ تأسيس الجامعة في العام 1991، بعيدا عن الصخب الاعلامي وحملات التسويق التي باتت غير منتجة في هذه الايام.
الف خريج سنوي او اقل بقليل يغادرون الجامعة 89 % منهم يجدون فرص عمل مجدية، والنسبة المتبقية إما يلتحقون ببرامج للحصول على درجات عليا ..الماجستير والدكتوراه، او يلتحقون باعمال خارج البلاد، وهذه النتائج اقل ما يقال عنها بأنها رائعة ومقدرة ونأمل ان تحتذى من قبل الجامعات الاردنية الحكومية والخاصة، فالإستثمار في الانسان افضل انواع الاستثمارات، وهي اقصر الطرق للريادة.
ابتعاد الجامعة عن الربحية وتقديم المنح والمساعدات والخصم للطلبة المحتاجين هو نمط تنفذه الادارة الجامعية، والتعاون مع الجامعات العالمية ادخلتها في نمط فعال من التعليم ونقل المعرفة، وجاءت ضمن قائمة افضل الف جامعة وتجتهد للتقدم لإدراجها ضمن قائمة افضل 500 جامعة، فالمبادلات في تدريس الطلبة الاردنيين في جامعات يشار اليها بالبنان وقبول جامعة سمية طلبة من جامعات دولية يسجل لها ولنظام التعليم الجامعي الاردني ومخرجاته.
البرامج اللامنهجية وتطوير إمكانيات الطلبة وصقل تجاربهم تساهم في تخريج طلبة يحملون صفات القادة المسؤولين في اماكن التحاقهم بأعمالهم، وهذه غاية في الاهمية فالعلم الذي يترافق مع بناء الشخصية المبادرة وصقلها يعزز قدرة المجتمع للنهوض برغم الإخفاقات التي نعيشها ونكتوي بها، فالشباب هم عماد اي تغيير فالعزيمة المقترنة بالعلم والشخصية القوية المتوازنة قادرة على تقصير المسافات لصالح تحقيق النجاح المطلوب، فالاستاذ الدكتور مشهور الرفاعي قدم امس صورة طبيعية مقنعة لدور الجامعة وما نصبوا اليه.