كتب :فايق حجازين
ونحن نحتفل باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش، إنما نحتفل بالعديد من الإنجازات التي تحققت بفضل قيادة جلالته، والتي تغلبنا فيها على الكثير من الصعوبات الضاغطة، وتجاوزناها بالمزيد من المنعة والتجربة التي تعطينا الثقة بأننا ندخل في مرحلة جديدة ستشهد مواصلة الإنجازات، لاسيما والمملكة قد بدأت، بتوجيهات ملكية سامية، بتنفيذ خطط تحول اقتصادية وسياسية وإدارية، ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، لتحقيق مستهدفات على المستوى الكلي والجزئي، أبرزها رفع معدل النمو الاقتصادي المستدام، على أساس سنوي، وتوفير?فرص العمل وزيادة الصادرات الصناعية ورفع القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.
دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، وفي مقابلته مع قناة المملكة، استعرض أبرز الإنجازات منذ تولى جلالة الملك سلطاته الدستورية في عام 1999، حيث زادت قيمة الناتج المحلي الإجمالي بالقيمة المطلقة إلى حوالي 36 مليار دينار مقارنة مع 6 مليارات دينار، والدخل المتأتي من قطاع الصناعة وصل 7.3 مليار دينار مقارنة مع 1.3 مليار دينار، وكذلك حجم القطاع التجاري الذي وصل إلى 2.6 مليار دينار مقارنة مع 0.6 مليار دينار. وارتفع الدخل السياحي السنوي إلى 5.2 مليار دينار مقارنة مع 1.3 مليار دينار، وارتفعت احتياطات المملكة من ال?ملات الأجنبية لمستوى تاريخي تجاوزت معه 19 مليار دولار.
وكل ذلك انعكس على عدد القوى العاملة في المملكة التي ارتفعت، حسب تقرير حديث للبنك الدولي إلى 3.1 مليون عامل في نهاية 2023 مقارنة مع 1.162 مليون عامل في عام 1999، وموضوع التوظيف وتوفير فرص العمل من المؤشرات المهمة لقياس صحة الأداء الاقتصادي.
كل هذه المنجزات تحققت رغم التحديات التي واجهت العالم والإقليم، والأردن جزء منه، أبرزها تداعيات الهجوم الإرهابي على برجي التجارة العالمية، واحتلال العراق والأزمة المالية العالمية والأزمة العقارية في دبي وأزمة منطقة اليورو وما تلاها من ازمات مركبة بسبب الربيع العربي، وبعدها أزمة كورونا مرورا بأزمة الحرب الروسية الأوكرانية، وأخيرا العدوان الغاشم على غزة. وأكثر أزمة كانت ضاغطة استقبال ما يعادل 20% من عدد سكان المملكة لاجئين تم تخصيص ما يعادل ثلث الموازنة لتوفير الاحتياجات الإغاثية والإنسانية لهم، في ظل عدم الت?ام المجتمع الدولي في تعهداتها التي قطعها لمساعدة الأردن كدولة مستضيفة.
على الأردني أن يؤمن بقدرته وقدرة المؤسسات الوطنية على تجاوز العقبات والبناء على الإنجازات والاستفادة من التجارب والخبرات لمراكمة الإنجاز والبناء في السنوات المقبلة من عمر الدولة التي احتفلت قبل عامين بمئوية التأسيس.