كتب: محمد سلامة ونحن نتوق إلى فتح أبواب المساجد ، والتئام الصلاة فيها، وعودة صلاة الجماعة، واستعادة الجمعة ، فانه عندما تفتح بيوت الله للعبادة فان على المصلين المؤمنين ان يكونوا احرص الناس على تحقيق متطلبات السلامة العامة ، وليكن التواجد فيها تدريجيا، وليصار الى مراقبة الوضع بدقة فإذا لم تسجل اية إصابة منبعها تجمع المصلين فيستمر فتح المساجد واذا حدث غير ذلك لا سمح الله فيتخذ القرار الذي يستهدف حماية أرواح المصلين.
الحكومة أعلنت عن إعادة فتح المساجد، غدا الجمعة، وذلك وفقا لعدة ضوابط ومعايير تُعنى بالسلامة العامّة.
ودعت وزارة الأوقاف، إلى الالتزام بالتعليمات حتى لا تكون المساجد سبباً للنقل العدوى -لا سمح الله-، بل تبقى أماكن للطهارة والطمأنينة والسكينة.
وقد قال الله تعالى « يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»
إن هذه الآية نزلت في زجر المشركين عن الطواف بالبيت الحرام عراة، كذا قال ابن كثير وعزاه لكثير من السلف، وذكر أيضاً أنها يؤخذ منها الحض على التجمل عند الذهاب للصلاة في المسجد، وقال الشوكاني في فتح القدير: هذا خطاب لجميع بني آدم وإن كان وارداً على سبب خاص فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والزينة ما يتزين به الناس من الملبوس، أمروا بالتزين عند الحضور إلى المساجد للصلاة والطواف وقد استدل بالآية على وجوب ستر العورة في الصلاة.
والمساجد من أحب البلاد إلى الله, وأشرفها منزلة، من أحبها لأجل الله كان حبه لها دينا وعبادة, وربحا وزيادة, ومن تعلق قلبه بها أظله الله تحت عرشه يوم القيامة.
صيانتها عن الأدناس قربة, وتنظيفها طاعة, وتطييبها عبادة، أرأيت حال الرسول – صلى الله عليه وسلم – عندما رأى نخامة في جدار المسجد فتغير وجهه منكراً ذلك الفعل، وآمراً بإزالتها.
ومن عظيم فضل العناية بالمسجد أن جارية دخلت الجنة بسبب كنسها له.
فالمساجد أماكن عامة تؤدى فيها أعظم عبادة, وهي بحاجة إلى كل عناية ورعاية لتؤدي النفس عبادتها وهي مقبلة بخشوع وطمأنينة، فطلب الرائحة الطيبة للمسجد مطلب رفيع، وغاية مقصودة في دين الإسلام .
ونقول الواجب على إمام المسجد ومؤذّنه ولجان المساجد : لقد عرفتم عظم شأن المسجد، ومكانته في الإسلام، فأنتم رعاة بيوت الله، حقها عليكم العناية والرعاية بصيانتها وحمايتها من كل ما يشينها ويدنسها، ويفرق جماعتها، فمن كان على هذه الحال فهو خير وأفضل، ولا تحقروا من المعروف شيئاً، وإياكم والتخذيل عن القيام بمثل هذا العمل، فشتان بين إمام لم يأبه بمسجده؛ وبين أمام همه مسجده تطييباً وتأليفاً ورعاية.
وليعلم الجميع أن جلب الرائحة الزكية للمسجد تزيل كثيراً مما قد يعتريه من روائح, وتجلب السرور للمصلين لأن من فوائد الطيب أنه يفرح القلب, ويغذي الروح.