دستـور الشرف العسكـري.. أسمى المعانـي وأنبل الغايـات
انه الجيش العربي سور الوطن الحصين ودرع المواطن، ولكبرى مؤسسات الدولة/ القوات المسلحة الباسلة، قيم وعلوم ومبادىء، ومن يحظى بشرف الانتساب للعسكرية، يتحلى بهذه المبادىء والقيم، والالتزام بها؛ ما جعل ابناء الجيش العربي، يضعون العسكرية مقابل الشرف؛ لان هذه المفردة (الشرف) في اللغة العامية الدارجة اصبحت ملازمة مع الاردني الذي امسى يستعين بها عندما يتخاصم بشأن قضية ما مع شخص اخر، وفي الاعراف الشرف يتمثل بالاخت والام والزوجة اللواتي يصنّ شرف الرجل في حضوره وغيابه بحيث باتت المرأة تحتل مرتبة عالية في اوساط المجتمع الاردني، بشكل اصبح يقسم بها، وكلمة «بشرفي» مفردة دارجة في الادب الشعبي الاردني عند الاختلاف بشأن ما.
ومن هنا فإن العسكرية «شرف عظيم» وهذه التسمية جاءت من منطلق حماية «الشرف» المتمثل بحماية النساء والرجال والاطفال والشيوخ من المخاطر كون ان العسكري يدافع عن شرفه وحياض وطنه ضد الاعداء، ويسهر رجال الجيش المغوار على حياض الوطن وحدوده واطرافه، حتى ينام الناس بأمن وسلام، بل وترخص الأرواح في سبيل ذلك.
ولا شك ابدا ان فلسفة دستور الشرف العسكري ترتكز على أسمى المعاني وأفضل وأنبل الغايات والمثل التي تتحلى بها وتطبقها الجندية الحقة من خلال الشعار النابع من الإيمان بالله سبحانه وتعالى والانتماء للأردن ولقيادته الهاشمية وتأكيده على صون الدستور،ووضوح المهمة الجليلة الدفاع عن الأردن والارتباط بأبناء الشعب بمختلف فئاته، ووضع مصلحة الأردن فوق كل اعتبار، والتحلي بالأخلاق والمثل العسكرية، وعنوانها الطاعة والانضباطية، وأداء الواجبات بكل أمانة وإخلاص وحيادية، والحفاظ على الأسرار حتى بعد التقاعد.
فيما يبقى العسكري الاردني تحت تأثير القسم الى ان يتوفاه الله تعالى، وقَسَم الشرف العسكري هو: (أقسم بالله العظيم، أن أكون مخلصاً للوطن والملك، وأن أحافظ على الدستور، والقوانين والأنظمة النافذة وأعمل بها، وأن أقوم بجميع واجبات وظيفتي، بشرف وأمانة وإخلاص دون أي تحيز أو تمييز، وأن أنفِّذ كل ما يصدر إليَّ من الأوامر القانونية من ضباطي الأعلين).
وهنا.. تشرق الذاكرة الاردنية برجال دولة غادرونا بطهرهم واخلاقهم واخلاصهم، تحت تأثير القسم، مخلصين، اوفياء لمبادىء العسكرية الاردنية النقية، مدججين بصمتهم النبيل، ومن هؤلاء «تغمدهم الله تعالى بواسع رحمته»: الفريق محمد رسول كيلاني، والامير المشير زيد بن شاكر، والمشير الركن حابس المجالي الذي ارتسم على وجهه الطيب الغضب عندما طلب منه احدهم ان يكتب مذكراته وقد اشار ابو سطام حينها الى صدره وقال: مذكراتي هنا!..، والمشير سعد بشير خير «المعلم» الذي كان متفانيا في واجبه وألمعيا في تفكيره ومتميزا في أدائه، وقد غادر بصمت؛ لأن شخصيته تفضل الصمت حيث لجأ إليه بعد التقاعد وتجنب الأضواء والزحام والتعليق على التحرشات أو حتى طرق الأبواب!.. والمشير عبدالحافظ مرعي الكعابنة، والمشير الركن فتحي ابوطالب، والفريق سميح عصفورة، والفريق اول الركن محمد ماجد العيطان، واللواء احمد علاء الدين الشيشاني، واللواء الركن خالد هجهوج، والفريق اول الركن تحسين شردم، واللواء كاسب صفوق الجازي، واللواء عبدالوهاب النوايسة واللواء مصطفى العضايلة وغيرهم ممن فاتنا ذكرهم.
وتزهر مواقف رجال وطن، «اطال الله بقاءهم» ومتعهم بالصحة والعافية، هم عنوان عريض للاخلاص والالتزام باخلاق العسكرية الاردنية مثل: الفريق اول مصطفى القيسي الذي يشرق فارسا نبيلا بذاكرته وانجازاته المحاطة بجدران قلبه الخافق حبا للقيادة والوطن، والفريق اول محمد رثعان الرقاد، والفريق اول طارق علاء الدين، واللواء المتقاعد منصور الشراري المجالي، واللواء المتقاعد عبدالاله الكردي، والباشا سميح بينو، واللواء عوني يرفاس، والفريق الطيار احسان شردم، والفريق عبدالرحمن العدوان وكل جندي وضابط من ابناء العسكرية الاردنية هم على العهد والوعد، يحرسون رؤى قيادتهم الهاشمية، ويحمون حلم أهلهم، يحملون السلاح بيدٍ، وينيرون باليد الأخرى قناديل المعرفة، فهم يعرفون مواعيد الوطن جيدا وهم أدرى بمواسم قمحه وزيتونه، ولا يتخلون عن عسكريتهم ومواثيقها، الى اخر الدم والزمان.