دور الإعلام في تنمية الوعي المجتمعي
كتب –محمد انيس المحتسب .
إن الإعلام أمانة ومسؤولية، والمؤسسة الإعلامية كالمؤسسة التربوية من حيث أثرها في تشكيل بنية المجتمعات ورسم ملامحها. وقد يتفوق أثر المؤسسة الإعلامية على التربوية نتيجة عوامل مختلفة، منها طبيعة المادة التي تقدمها كل منهما ومدى مناسبتها لأهواء المتلقين.
ووسائل الإعلام لا تزودنا فقط بالمعلومات والقضايا والأحداث التي تجري من حولنا محليا وإقليميا وعالميا، بل تزودنا كذلك بمنظور معين وبإطار محدد لتلقي هذه الأحداث وهذه القضايا وتفسيرها وتحليلها وفهمها.
وهذا يعني أن وسائل الإعلام تضع الأحداث والقضايا داخل سياقات وأطر خاصة ومحددة وفق آليات وميكانيزمات وأعراف متفق عليها ضمنيا في قاعات التحرير وفي وكالات الأنباء العالمية وإمبراطوريات الإعلام والاتصال.
ووسائل الإعلام لا تحدد لنا ما نشاهده ونقرؤه فقط، بل تحدد لنا كذلك كيف نقرأ الأحداث وكيف نفهمها وفي أي إطار نضعها لنفسرها ونحللها.
ويتزايد دور وسائل الإعلام في تنمية وعي الأفراد وزيادة معلوماتهم وتطلعاتهم،
وتلعب أدوارا مهمة على الصعيد السياسي والتنشئة السياسية، إذ هي مرآة عاكسة للتطور السياسي الديمقراطي، وما تشهده الدول من تطور ديمقراطي،ويستطيع الاعلام في هذا الشأن ان ينمي روح المواطنة، بين أفراد المجتمع، وأن يغرس مفاهيمها للناشئة، وللصغار، وأن يعطي دافعا كبيرا للأفراد لمحبة أوطانهم والدفاع عنها
كما أنه الوسيلة الفعالة في محاربة الكراهية والطائفية والمزاجية، والعنصرية وكل ألأشكال التي تسعى للتفرقة والانقسام.
ويمارس الإعلام دورًا جوهريًا في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة، حيث تعد وسائل الإعلام مصدرًا رئيسًا يلجأ إليه الجمهور في استقاء معلوماته عن كافة القضايا السياسية، والثقافية، والاجتماعية بسبب فاعليته الاجتماعية وانتشاره الواسع.
وإذا كان للإعلام تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية ، فإن دور الإعلاميين هو تعظيم الايجابية منها وتقليل ما أمكن السلبية ، وهذه ليست مسؤولية القائمين على الإعلام فقط بل هي مسؤولية مشتركة بين وسائل الإعلام والمؤسسات المجتمعية الأخرى من جهة وبين الجماهير المتلقية. ذلك أنها تقع ضمن ثلاث دوائر : وسائل الإعلام ، المجتمع بمؤسساته المختلفة والجماهير، وكلما كان هناك تعاون وتنسيق بين هذه الدوائر المختلفة كلما كان النجاح كبيرا والمردود الايجابي عظيما .