رسالة ماجستير في معهد الاعلام الاردني تناقش موضوع التضليل الاعلامي
عمان-محمدنور نايف الكردي
أوصت دراسة بحثية بعنوان ” ادراك الصحافيين الأردنيين معالم التضليل الإعلامي” أن يلتزم الصحافيون بأخلاقيات الإعلام، التي تفرض عليهم القيام بواجباتهم بصدق، وأمانة، وعدالة، وموضوعية، وتوازن، وشمول، ودقة، وعدم إساءة استخدام سلطة الإعلام.
وأوصت بأن يعتمد الصحافيون على مصادر موثوق بها لأخبارهم؛ لأثرها في مصداقية الوسيلة الإعلامية، والمتلقي، والمجتمع بشكل عام، وبتشكيل مجلس لشكاوى الإعلام؛ ليعزز مفهوم التنظيم الذاتي للمهنة، ويتابع عدم التزام بعض وسائل الإعلام بالمواثيق الأخلاقية.
كما أوصت بأن يحظى موضوع التضليل الإعلامي باهتمام أكبر من قبل الباحثين؛ لأهميته البالغة، والعمل على توعية الصحافيين، والجماهير بخطورته، وأساليبه، وأشكاله المختلفة؛ ليكونوا قادرين على اكتشافه.
ودعت الدراسة، التي نوقشت في معهد الاعلام الأردني للباحث محمدنور الكردي لنيل درجة الماجستير، إلى ضرورة نشر مهارات التفكير الناقد، وتعليمها لأفراد المجتمع، وتدريبهم على ممارستها بشكل صحيح وايجابي؛ لتساعد المتلقي على أن يكون إيجابيا قادرا على انتقاء المضمون الإعلامي، وتحليله، وتقويمه، وتجعل القائمين على وسائل الإعلام، والمعلنين أيضا يعرفون مشاعر المتلقي حول الرسائل الإعلامية، والمضمون والمحتوى الذي يقومون بإنتاجه، وتوزيعه، وبثه.
وكانت الدراسة التي تميزت بأنها من الدراسات الحديثة، التي تسهم في فهم درجة إدراك الصحافيين لمعالم التضليل الإعلامي، والكيفية التي تعمل بها وسائل الإعلام ضمن الأحداث المختلفة، والمتعاقبة بشكل سريع من منظور الصحافيين، قد هدفت للتعرف إلى درجة إدراك الصحافيين الأردنيين لمعالم التضليل الإعلامي، وتكمن أهميتها في سعيها إلى إبعاد المؤسسات الإعلامية عن التضليل المؤثر في وسائل الإعلام، وتجاوز القواعد المهنية.
وتشكل مجتمع الدراسة من الصحافيين المسجلين في نقابة الصحافيين الأردنيين، حيث تم تطوير العينة، وتصميمها على مرحلتين: الأولى: العينة الحصصية الموزعة حسب تمثيل وجود وسائل الإعلام في النقابة على النحو الآتي: الصحافة المطبوعة: 39 %، وكالة الأنباء الأردنية( بترا ): 13%، الصحافة الإلكترونية: 15.5 %، الفضائيات والإذاعات: 13.4 %، متقاعدون: 8.6 %، أخرى ( مؤسسات حكومية، وخاصة، جامعات، صحافيون سابقون): 10.2 %. والمرحلة الثانية، والأخيرة: العشوائية المنتظمة: حيث حصل الباحث على كشف بأسماء أعضاء النقابة من كل فئة، وتم ترقيمهم، وسحب العينة المستهدفة الممثلة للنسبة بشكل منتظم.
وتوصلت الدراسة إلى وجود درجة مرتفعة في إدراك الصحافيين الأردنيين لمحور مفهوم التضليل الإعلامي، إذ بلغ المتوسط الحسابي (2.71)، ومحور معالم التضليل الإعلامي، إذ بلغ المتوسط الحسابي(2.52)، ومحور موضوعات التضليل الإعلامي، إذ بلغ المتوسط الحسابي للمحور(2.62)، ومحور دوافع التضليل الإعلامي، إذ بلغ المتوسط الحسابي للمحور (2.59). بينما أظهرت وجود درجة متوسطة لإدراك الصحافيين لمحور مصادر التضليل الإعلامي، إذ بلغ المتوسط الحسابي (2.91)، ومحور وسائل التحقق من التضليل الإعلامي، إذ بلغ المتوسط الحسابي (2.86).
وأظهرت نتائج السؤال: ما المقصود بالتضليل الإعلامي من وجهة نظر الصحافيين الأردنيين؟ أن فقرة:” التضليل الإعلامي هو التلاعب بالرأي العام؛ لأهداف مقصودة بمعلوماتٍ مُعالَجةٍ بطرائق ملتوية ” حظيت بأعلى درجة موافقة بتكرار بلغ (242) فردا، وبنسبة مئوية (96.8%)، تليها فقرة: ” التضليل الإعلامي هو تقديم معلومات خاطئة، أو غير دقيقة بشكل مقصود؛ لتوجيه الرأي العام إلى وجهة محددة ” بتكرار بلغ (225) فردا، وبنسبة مئوية (90%)، ثم فقرة: ” التضليل الإعلامي هو استعمال تقنيات الإعلام الجماهيري؛ من أجل التغليط، وإخفاء الوقائع وتحريفها” بتكرار بلغ (222) فردا، وبنسبة مئوية بلغت (88.8%).
كما أظهرت النتائج المتعلقة بالسؤال ما درجة إدراك الصحافيين لمعالم التضليل الإعلامي أن الفقرة: ” تضخيم وسائل الإعلام بعض الأحداث ” حققت أعلى متوسط حسابي (2.90)، تلتها الفقرة: ” نشر الحقائق التي تتناسب مع أهدافها ” بمتوسط حسابي (2.84)، ثم فقرة: ” تشكل الأفكار، والرأي العام؛ بما يتناسب مع الجهات المهيمنة على الوسيلة ” بمتوسط حسابي بلغ (2.83).
بينما أظهرت النتائج المتعلقة بالسؤال ما موضوعات التضليل الإعلامي من وجهة نظر الصحافيين الأردنيين؟ أن فقرة: “تمارس وسائل الإعلام التضليل الإعلامي في القضايا السياسية” حظيت بأعلى بمتوسط حسابي بلغ (2.88)، تليها فقرة: “تمارس وسائل التضليل الإعلامي في شؤون الحرب، والأزمات بمتوسط حسابي بلغ (2.82). وحصلت فقرة: “التضليل عبر المواد الإعلامية المتداولة من مصادر إعلام خاصة على متوسط حسابي بلغ (2.67)،وهذا يعود إلى أن العديد من المواقع الإلكترونية تتبع سياسة تجارية على حساب المادة التحريرية الخبرية. وتليها فقرة: “التضليل عبر المواد الإعلامية المتداولة من مصادر اعلام رسمية بمتوسط حسابي بلغ (2.54).
في حين بينت النتائج المتعلقة بالسؤال: ما مصادر المعلومات المتاحة في القضايا الغامضة، وأوقات الأزمات من وجهة نظر الصحافيين الأردنيين؟ أن فقرة: “المعلومات المضللة المتاحة في القضايا الغامضة، وأوقات الأزمات متوافرة ” حققت أعلى متوسط حسابي بلغ (3.04) ، تليها فقرة: “المعلومات المضللة المتاحة في القضايا الغامضة وأوقات الأزمات متوافرة في مصادر إعلامية خارجية” حققت أعلى متوسط حسابي بلغ (3.04) ، ثم فقرة: “المعلومات المضللة المتاحة في القضايا الغامضة وأوقات الأزمات متوافرة في مصادر إعلام خاصة” بمتوسط حسابي بلغ (2.95).
وأظهرت نتائج السؤال: ما وسائل التحقق من المعلومات المتاحة في القضايا الغامضة، وأوقات الأزمات من وجهة نظر الصحافيين الأردنيين؟ أن الجهات الأمنية الرسمية حققت أعلى متوسط حسابي بلغ (3.11)، تليها: “عبر تطابق مصدرين، أو أكثر” بمتوسط حسابي بلغ (3.05)، ثم شهود عيان بمتوسط حسابي (3.02)، ومصادر خاصة بمتوسط حسابي بلغ (3.0).
وبينت نتائج السؤال: ما دواعي ممارسة بعض وسائل الإعلام للتضليل الإعلامي من وجهة نظر الصحافيين ؟ أن إجابة أجندات سياسية حلت بالمرتبة الأولى بمتوسط حسابي بلغ (2.95)، تلاها التأثير في الجمهور والرأي العام بمتوسط حسابي بلغ (2.88)، ثم كسب أكبر عدد من المتابعين بمتوسط حسابي بلغ (2.72).
يشار إلى أن لجنة المناقشة تكونت من عميد المعهد الدكتور باسم الطويسي، والدكتور صخر خصاونة، والدكتور سليم عبد الرحيم مناقشا خارجيا، والمشرف على الرسالة الدكتور جان كرم .