سمير الحباشنة .. كلمة حق
بقلم : د. محمد سند العكايله
تطبيق ماجاء في الاوراق النقاشية لجلالة الملك، وتمكين الجبهة الداخلية، وتوحيد الرؤى الوطنية، واختصار مسافات الاختلاف، والحوار الهادف، والوقوف وراء رؤى قائد الوطن، وكثرة زحام الاحزاب يعيق الحركة، هي عناوين لفكر رجل عرفته منذ سنوات خلت يطرحها في كل لقاءاته وحواراته بكل اتزان وفكر نابض بالحيوية والتفاؤل، وهواجس خوفه على انسان الوطن قبل خوفه على الوطن نفسه، فالوطن بناسه وأهله ومواطنيه، ويطرح مايجعلك تشد جل انتباهك نحو مايبدي ومايقول ويسير بك الى اتجاه وطني جاد ومطمئن.
ابو الفهد من النخب الاردنية التي تتقد وتتفاعل مع كل قضايا الوطن الشاملة والكبرى والمصيرية، والبعد الوطني المتتد الى الاقليم في فكره يجعل النظرة الشمولية لمسيرة الوطن في باب يبتعد عن الامنيات والتوقع، فكثير من مشاكل الوطن سياسية او اقتصادية او اجتماعية يفندها هذا الرجل بكل مهنية وحرفية عالية، فيرى ان التربص بالاردن خارجيا ووضعه في عنق الزجاجة ماهو الا من اساليب تركيعه وسلخه من قضاياه المصيرية التي طالما آمن بها مبدئيا وفطريا، فقيادة الوطن الهاشمية لم يكن لتشرف الاردن بولايتها وقيادتها الا الانسجام التام والبيَن مع قضايا الامة التي تنعكس سلبا او ايجابا على كل جزء من وطننا العربي الكبير والاردن جزء من هذا النسيج الكبير والمتتد جغرافيا وزمنيا.
لست في موضع للثناء او المديح في هذه العجالة، وانما لتسليط الضوء على مثال اردني ووطني منتمي نفتقده في خضم مايدور في الوطن وحوله، فعناوين فكره التي اسلفت تعتبر ضمانة أكيدة ودرعا حصينا لوطن تكاد تندر فيه وتعزَمثل هذه الرؤى والتوجهات، فلا سبيل لتفويت الفرصة على كل المتربصين وأصحاب الاجندة المشبوهة في اختراق صفنا الا بتحكيم وتمكين جبهة الوطن الداخلية والبعد عن الاقليمية الضيقة والمناطقية التي فتت وافسدت خططا وتوجهات على مر السنين ووضعت العصا في دولاب رؤى قائد البلاد وتوجهاته، كما وان هناك الكثير ممن اخفوا لا بل شوهوا بعض صور وتوجهات ورؤى بعض الرموز الوطنية امام سيد البلاد الذي لم يكن الا منفتحا ومصغيا بدرجة عالية لكل الطروحات والافكار والمباردات، فهؤلاء ايضا ممن عطلوا وافسدوا ماكان له ان يكون في مصلحة الوطن ومواطنيه، وأخروا الوطن كثيرا باغتيال شخصيات وطنية ورموز كفؤة حجبوها عن صاحب الولاية وسمعه .
سمير الحباشنة وهو السياسي المخضرم ومهندس الادارة الداخلية يعبق بتجربة ثرية وفريدة لاتدعو معها مجالا للشك بأن اختصار مسافات الاختلاف بين كل القوى الوطنية على امتداد مساحة الوطن تضع فكرا جديدا وتوجها ناضجا للمرحلة الوطنية القادمة، ورغم صحَية الاختلاف الا ان مايجمعنا اكثر مما يفرقنا في أي توجه او فكر طالما ان البوصلة تؤشر باتجاه مستقبل الوطن ومواطنيه.
في لقاء جمعني بأبي الفهد طرح حلا لزحام الاحزاب الهشة داخل الوطن بجمعها في ايدولوجيات ثلاث او اربع، وهي الفكر القومي واليساري والمعتدل والديني، ولهذا الطرح مايماثله في اغلب ديموقراطيات العالم المتحضر في كل اجزاء المعمورة، فكثيرة الاحزاب والتجمعات والنقابات في الوطن الا ان بعضها مازال غير ناضج ومفرغ من مضمونه الايدولوجي الوطني، واذا اثني على الطرح فاننا بحاجة ايضا لحكومة ظل تراقب اداء الحكومات بعد ان ابتعد مجلس النواب عن دوره الاساسي في الرقابة والمراقبة لاداء الحكومات.
حديثي ليس شخصيا عن معالي ابو الفهد بقدر ماهو حديث عن فكر وطني وقومي راق مستنير نحن بأمس الحاجة الى بلورة هذه الطروحات والعناوين، ضمن أطر الحوار والنقاش الهادف، ولانريد ان تتكرر مسألة تهميش الاجندات الوطنية التي لم تر النور، فأمام الجميع وكما يطرح ابي الفهد الاوراق النقاشية لقائد الوطن، والتي ان طبق ماجاء فيها فان الوطن يتجه بخطى اكيدة وثابتة الى مستقبل الوطن ومواطنيه، ففخر للوطن وجود مثل هؤلاء الرجال وهذه الرؤى وهم الاجدر بتولي دفة قيادة وتنفيذ رؤى قائد الوطن وتطلعاته.