إنجاز-أسامة القضاة
تعدّ شجرة البطم المنتشرة في المناطق المرتفعة والمنحدرات الوعرة في محافظة عجلون، شاهدة على تاريخ من التعايش بين الطبيعة والإنسان، مثلما تشكل موروثا طبيعيا يستحق الحماية والعناية.
وأكد مدير زراعة عجلون المهندس رامي العدوان اليوم، أن شجرة البطم تُعد من الأشجار الحرجية المحلية التي تحمل قيمة بيئية عالية نظرًا لقدرتها على التكيّف مع الظروف الطبيعية ودورها في تحقيق توازن بيئي في الغابات خاصة في المناطق التي تعرّضت للتدهور.
وأوضح أن التحديات التي تواجه الشجرة تشمل الرعي الجائر والقطع العشوائي والحرائق والتوسع العمراني، مشيرًا إلى أن الحماية لا يمكن أن تقتصر على التشريعات فقط بل يجب أن تكون هناك شراكة مجتمعية واعية تدرك أهمية هذه الأشجار كجزء من تراث وطني يجب الحفاظ عليه.
وقال المواطن عبد الله المومني إن شجرة البطم منتشرة في كل مكان بالمحافظة كما إننا نستخدم ونتناول ثمرها، وكان الزيت الذي يُستخرج منها يُستخدم لعلاج مشاكل الجلد والمفاصل.
وأوضحت المواطنة ميسون القضاة، أن شجرة البطم تصف بشجرة البركة، مشيرة إلى أن أوراقها توضع في الماء لأغراض العلاج من بعض الأمراض وكان يُستخدم زيت البطم في التجميل الشعبي إلى جانب قيمته الغذائية.
وأكد الأكاديمي حسين العنانزة، أن البطم كان موضوعًا أساسيًا في الحصص البيئية في المدارس الريفية وهي تمثل جزءًا من الذاكرة البيئية لعجلون وغيابها يعني فقدان عنصر من عناصر الهوية الريفية، ورغم هذه الجهود يبقى التحدي قائمًا بسبب غياب الاهتمام الكافي بأهمية هذه الأشجار.
وأشار رئيس جمعية البيئة الأردنية/ فرع كفرنجة محمد خطاطبة إلى أن شجرة البطم تمتاز بصلابتها وقدرتها على التكيف مع الظروف المناخية القاسية وارتباطها العميق بالنظام البيئي في محافظة عجلون، حيث تنتشر في عدة مواقع جبلية وغابية وتُعد من الأشجار المعمّرة التي تُسهم في تثبيت التربة ومنع الانجراف وتوفير بيئة مناسبة لتكاثر أنواع مختلفة من الكائنات البرية.
يذكر أن شجرة البطم ترتبط في ذاكرة سكان عجلون بالعديد من الاستخدامات اليومية والرمزية حيث كانت جزءًا من الممارسات الزراعية والبيئية القديمة وكان يُنظر إليها كشجرة مباركة ونافعة.