Palestinian demonstrators returns a tear gas canister fired by Israeli troops during a protest in the village of Aboud near Ramallah in the Israeli-occupied West Bank February 15, 2020. REUTERS/Mohamad Torokman
تقول الوقائع في المشهد الفلسطيني، إن إجراءات صفقة القرن قد بدأت على الأرض، وإن كان بعض المراقبين يرى أن التنفيذ بدأ سابقاً بالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبشرعنة الاستيطان وضم الجولان. لكن أمس، بدأت لجنة إسرائيلية أمريكية معنية بموضوع ضم الضفة، عملها، وكانت إشارة الانطلاق تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال فيه إن حكومته «تعمل على تحويل الضفة إلى جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل»، غير مكترث بما يصدر عن المسؤولين الفلسطينيين، ولا بالشارع الفلسطيني الملتهب ضد الاحتلال والصفقة.
نتانياهو أكد في جلسة حكومته الأسبوعية، أمس، أن «لجنة فرض السيادة» من خلال رسم الخرائط والمشكلة بفريق إسرائيلي- أمريكي، بدأت أعمالها. وأعلن أسماء أفراد الفريق الخاص، الذي شُكِّل لرسم الخرائط وعملية المسح، لتطبيق «صفقة القرن» الأمريكية. ويتكون الطاقم، حسبما نقلت وكالة معا الفلسطينية، عن هيئة البث الإسرائيلية، من الوزير الليكودي ياريف ليفين، ومئير بن شابات، ورونين بيريتس، ويستعين أفراد الفريق بالسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان الذي هو أيضاً عضو في الجانب الأمريكي باللجنة.
وجاء على لسان مسؤول أمريكي رفيع أن أعضاء هذه اللجنة سيكونون عن الجانب الأمريكي ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، والمستشار الرفيع للسفير الأمريكي آييل لاتستون، وكذلك سكوت ليث، المسؤول عن ملف الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية في مجلس الأمن القومي الأمريكي.
وبدأت اللجنة عملها لتحديد المناطق التي ستفرض عليها السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية، وفقا لما نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم». وكتب السفير الأمريكي ديفيد فريدمان على صفحته في «تويتر»، بأنه يأمل بأن تنطلق أعمال اللجنة على الفور. وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، إنه سيتم بعد الانتهاء من ترسيم الخريطة إرفاقها إلى خطة ترامب .
عدوان
واعتبرت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية، أن تشكيل هذه اللجنة إمعان في «العدوان» على الحقوق الفلسطينية. وقالت، في بيان، إن «الخطوة تمثل استخفافاً بالمواقف الدولية التي رفضت صفقة القرن.. وتمادياً في التمرد والانقلاب على القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها». وقالت إنها تنظر بخطورة بالغة لـ «هذه الخطوة الاستفزازية العدوانية، وتتعامل معها كجزء لا يتجزأ من صفقة القرن».
وجددت الوزارة تأكيدها على أن إقدام إسرائيل على ضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة «يؤسس بوضوح لنظام فصل عنصري بغيض الابرتهايد في فلسطين المحتلة، ويُجهز نهائياً على ما تبقى من الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».
الضم الكهربائي
وليس بعيداً عن توجّهات الضم، ثمة خطة إسرائيلية لبناء شبكة كهربائية في الأراضي الفلسطينية وصفتها سلطة الطاقة الفلسطينية بأنها تكريس للضم وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة ودعم الاستيطان. وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلت عن سلطة الطاقة القول إن بناء شبكة كهربائية على الأراضي الفلسطينية يخدم فقط المستوطنين، وتذرعها بأن هذا سيساعد على التخفيف من أزمة الكهرباء للفلسطينيين مجرد وهم. كانت هيئة البث الإسرائيلي أفادت الأسبوع الماضي بأن «شركة الكهرباء» الإسرائيلية قامت ببلورة خطة شاملة لتطوير البنى التحتية الكهربائية في الضفة للتجمعات السكنية الفلسطينية واليهودية (المستوطنات) على حد سواء.
ولفتت إلى أن وزير الطاقة يوفال شتاينتس أوعز قبل حوالي عام «بإعداد هذه الخطة التي من شأنها أن تحسن الخدمات الكهربائية، وذلك بعد سنوات من تزايد الأعطال وانقطاع التيار مرارا وتكرارا، وذلك بسبب مد خطوط الشبكة الكهربائية دون تخطيط مسبق وشامل».
وبموجب هذه الخطة، سيتم إنشاء محطتين لتوليد الطاقة في المنطقة بحلول عام 2025، ويُتوقع أن تنتهي كافة أعمال البنى التحتية بحلول عام 2040 المقبل، حيث سيتم مد أكثر من 300 كيلومتر من خطوط الضغط العالي في المنطقة. وأعرب شتاينتس عن أمله في أن «تسهم هذه الخطة في تحسين ظروف الحياة واستقرار التزويد بالتيار الكهربائي لجميع السكان».
اتفاق سلام
وفي حين يتحدث نتانياهو عن بدء ضم الضفة، يقول نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، إنه إذا وافقت إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، فإنّ السلطة الفلسطينية ستكون على استعداد لتوقيع اتفاق في غضون أسبوعين. التلفزيون الإسرائيلي نقل عن أبو ردينة: «نحن نتعامل مع حكومة إسرائيلية تدمر أي فرصة للسلام والحكومة الأمريكية تدفع إسرائيل والفلسطينيين إلى صراع دائم».
وبعد نشر «صفقة القرن»، هدد الرئيس محمود عباس بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. لكن أبو ردينة قال إن «العلاقات الأمنية مستمرة، ولكنها لن تستمر إلى الأبد». أما فيما يتعلق بالانتخابات الإسرائيلية التي ستجري في إسرائيل خلال أسبوعين، قال أبو ردينة: «نحن لا نتدخل في الانتخابات في إسرائيل… نريد شريكاً يريد السلام، نريد رجالاً مثل بيريس ورابين يدعمان السلام». وقال أيضاً: «لن يتم حل الصراع عن طريق صفقة قدمها الأمريكيون ولكن عن طريق المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين». مضيفاً: «نحن أمام نقطة تحول هل تختار إسرائيل السلام أم الصراع المستمر؟».