عباسي : اهتمام الملك بالأمن الغذائي يعبر عن وعي حقيقي لمواجهة الفقر والبطالة
الصمادي: جلالته يدعو العالم لاعادة بناء منظومة الأمن الغذائي لما بعد كورونا
وقال خبير الأمن الغذائي المهندس ماهر عباسي ، أن اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بالأمن الغذائي ومخاطبته للعالم يعبر عن وعي حقيقي للقائد في مواجهة مشكلتي الفقر والبطالة على المستوى العالمي في ظل تبعيات جائحة كورونا التي كشفت للعالم ضعفه وهي مبادرة تهدف بالاساس الا تفعيل دور الاردن كمركز اقتصادي غذائي لمواجهة الجوع التي سيقابلها العالم في قادم الايام.
واضاف لقد واجهت الزراعة في الاردن تحديا خطيرا ذا أبعاد سياسية واجتماعية وإقتصادية، يتمثل في قصور الانتاج الغذائي، والاعتماد المتزايد والمتسارع على المصادر الخارجية في تلبية احتياجات السكان من المواد الغذائية األاساسية، وعلى هذا الاساس تبدو المشكلة الغذائية بمثابة مشكل أمن غذائي وطني باعتبار أن الامن الغذائي أحد المكونات الرئيسية للامن الاستراتيجي للوطن ، ومن ثم أصبح على الاردن أن تنمي قطاعها الزراعي من أجل الحد من الفجوة الغذائية وذلك بتشجيع الاستثمارات المحلية وألاجنبية ، لافتا إلى أن الزراعة الاردنية تواجه مشكلة غذائية تتحدد ملامحها في تزايد الاعتماد على الخارج في تغطية الاحتياجات الغذائية الكلية بسبب قصور الانتاج الزراعي الوطني عن مواجهة تطور
الاستهلاك الغذائي للسكان وكذلك ارتفاع نسبة عدد السكان الفقراء.فالزراعة بالنسبة لجميع الدول الركيزة األساسية للتنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ونظرا لمحدودية الموارد الزراعية في الاردن، فإنه ينبغي الحرص أكثر على دور الزراعة التنموية بأبعادها الثالثة، والملاحظ أن أوضاع القطاع الزراعي في الاردن يشهد تخلفا نسبيا، حيث تهدف السياسة الزراعية إلى تحقيق الكفاءة الانتاجية القصوى للمواد الزراعية والحصول على أعلى ناتج بأقل جهد إجتماعي ممكن وأي غياب أو تقصير في الاليات الكفيلة بذلك تؤدي إلى الاختلال الهيكلي في الانتاج والاستهلاك، وعليه يبقى التحدي الغذائي هاجسا، يشكل أكبر التحديات التي واجهت وتواجه الاقتصاد الاردني الذي مازال عاجزا عن تلبية الحاجات الغذائية للسكان وتشكل العقبات التكنولوجية أهم المعوقات التي تواجه تطوير الزراعة الاردنيه بالإضافة إلى عدم فعالية السياسات الزراعية المتعاقبة.
واضاف هنا نخلص إلى نتيجة عامة، وهي مساهمة القطاع الزراعي في مجال التنمية الاقتصادية ضعيفة بحيث أدت إلى تبعية واضحة، سواء على مستوى الدولة او حتى الافراد.
وقال امين سر مجلس ادارة الاتحاد العام للمزارعين الاردنيين والناطق الاعلامي للاتحاد رئيس فرع نقابة المهندسين الزراعيين / في عجلون المهندس حسن الصمادي ، إن كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في حوار بورلوغ هو دعوة واضحة للعالم لاعادة بناء منظومة الأمن الغذائي العالمي لما بعد جائحة كورونا ضمن أطر واستراتيجيات تتبنى الابتكار والدعم لتطوير الخبرات واستخدام التقنيات الحديثة للانتاج الزراعي وذلك بتوفير الادوات والحصول على التمويل والتدريب لخدمة المجتمع ، وقد أشار جلالته لمعاناة العالم والعدد الذي يعاني من نقص الغذاء ليس بسبب جائحة كورونا وانما نتيجةً لتحديات واجهت العالم كالتغيرات المناخية ونقص المياه الصالحة للشرب والأزمة الاقتصادية العالمية والاضطرابات الاقليمية واستضافة اللاجئين ومعرفة الاردن الجيدة بهذه التحديات والدعوة لتلاقي اسيا وافريقيا واوروبا ، فهي دعوة للجهاز التنفيذي في الدول ليكون الاردن مركزا اقليميا داعيا لالتقاط هذه الإشارة الملكية والعمل على بناء المنظومة الزراعية والغذائية بكل مكوناتها ( المزارع والتاجر والصانع وقطاع الخدمات وقطاع النقل والتخزين) بتوفير رأس المال لعمل هذه القطاعات ضمن أسس علمية وواقعية ؛ حيث أن البنية التحتية موجودة من حيث الكوادر البشرية المؤهلة بالعلم والمعرفة سواء في القطاعين العام والخاص وقصص النجاح الموجودة ودور القطاع الزراعي الذي برزت أهميته في جائحة كورونا والعمل على الاستثمار من خلال موقع الاردن الذي أشار له جلالة الملك كنقطة التقاء بين القارات.