عجلون: شبح كساد الزيت للموسم الثاني ما يزال يتربص بالمزارعين عامر الخطاطبة- الغد
يتخوف مزارعو الزيتون في محافظة عجلون من تكرار حالة الكساد، وانخفاض أسعار الزيتون للموسم المقبل، سيما في ظل وجود فائض كبير ما يزال موجودا لدى الكثير من المزارعين، جراء انخفاص أسعاره العام الماضي.
وطالبوا الجهات المعنية باتخاذ التدابير، التي تمنع تكرار حالة الكساد التي تسببت بخسائر كبيرة ما يزالوا يعانونها إلى الآن، وتضمن في نفس الوقت إيجاد اسواق تستوعب الإنتاج بأسعار عادلة.
ويؤكد محمد القضاة، أن مزارعي الزيتون في المحافظة عانوا الموسم الماضي حالة كساد على شراء زيت الزيتون، ما تسبب بوجود فائض كبير ما يزال لدى أغلبهم، مؤكدا أن اي قرار بمنع التصدير سيكبدهم خسائر فادحة، ويتسبب بانخفاض الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة كما حدث العام الماضي.
ويطالب المزارع حسين الخطاطبة، بأن تقوم وزارة الزراعة ومن الآن بالبحث عن اسواق خارجية وفتح باب تصدير زيت الزيتون، وذلك لوجود كميات فائضة وكبيرة جدا من الزيت في المعاصر ولدى المزارعين في منازلهم.
وأكد أن المزارعين تكبدوا العام الماضي خسائر كبيرة، جراء عدم التسويق وتراجعت أسعار الزيت حيث بيعت الصفيحة ما بين 50 إلى 60 دينارا.
وأكد حسين الزغول، أن معظم المعاصر في المحافظة ما يزال تتكدس بها كميات كبيرة من الزيت، رغم كل المحاولات التي بذلتها وزارة الزراعة والحكومة العام الماضي لمساعدة المزارعين، لافتا إلى ان إحدى المعاصر ما يزال يتكدس فيها زهاء ألفي صفيحة.
يذكر أن أسعار الزيت تراجعت الموسم الماضي إلى مستويات قياسية لم تشهدها محافظة عجلون منذ سنوات طويلة، حيث اضطر مزارعون في أواخر الموسم لبيع منتجاتهم من زيت الزيتون بسعر يتراوح ما بين 50 و60 دينارا للصفيحة الواحدة لتعويض جزء قليل من خسائرهم وللوفاء بالتزاماتهم ومصاريفهم المترتبة عليهم، جراء العناية بالأرض وحراثتها، ودفع أجور العمال الذين يعملون على قطف ثمار الزيتون. ونفذ مزارعون حينها وقفات احتجاجا على وقف التصدير، ومطالبة وزارة الزراعة والحكومة بتحمل مسؤولياتها للتخفيف من خسائرهم.
وتقدر مديرية زراعة المحافظة كميات الإنتاج السنوية ب 41 ألف طن زيتون، بحيث يتم تحويل 39 ألف طن منها إلى مادة الزيت، فيما يتم استغلال ألفي طن منها للكبيس، في حين تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة بـ 86 ألف دونم.
في الأثناء، بدأ مزارعو الزيتون في المحافظة بحزم أمتعتهم للبدء في قطف ثمار أشجارهم مطلع الشهر المقبل ، والتي يعولون عليها الموسم الحالي لتوفير سلعة غذائية رئيسة لأسرهم، وإيجاد مصدر دخل لقضاء احتياجاتهم.
كما بدأ أصحاب المعاصر بتحضير معاصرهم، خصوصا مع توقع استقبال كميات جيدة من الثمار الموسم الحالي، فيما بدأت مديرية الزراعة والجهات الرقابية المختلفة بمتابعة تلك المعاصر، والتأكد من جاهزيتها بما يضمن السلامة والصحة العامة وعدم مخالفة الاشتراطات البيئية للتراخيص.
ويؤكد مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان أن موسم الزيتون يعد من أهم المواسم في محافظة عجلون، نظرا لانتشار الأشجار المعمرة والحديثة في جميع مناطق المحافظة والتي توفر كميات جيدة.
وأشار إلى أن المحافظة تتميز بأشجار الزيتون المعمرة “الرومي” التي تتفرد بجودة زيتها وثمارها، كما أن كثيرا من الأراضي الزراعية التي تم استصلاحها تمت زراعتها بأشجار الزيتون منذ بضع سنين، مؤكدا أن المديرية تبذل قصارى جهدها لضمان عدم ارتكاب بعض المعاصر لمخالفات بيئية أثناء الموسم، بحيث تقوم بالتعاون مع لجنة السلامة العامة في المحافظة بالكشف على زهاء 15 معصرة في المحافظة، للتأكد من التزامها بشروط التراخيص ومعالجة السلبيات.
وأكد أن الجولات ستستمر على المعاصر طيلة الموسم لضمان التزامها باشتراطات الترخيص ولضمان نقل مخلفات “الزيبار” بالصهاريج إلى مكب الإكيدر، لافتا إلى أن مديرية الزراعة تعنى بأشجار الزيتون الرومي”الأمهات”، وهي ملتزمة بحمايتها، بحيث لا تسمح بالمتاجرة بها، ولا تسمح باقتلاعها إلا بعد الحصول على التصاريح من المديرية وفي حالات نادرة كفتح الطرق وتراخيص البناء.