انجاز : نظمت هيئة شباب كلنا الاردن في محافظة عجلون بالتعاون مع مديرية الثقافة ندوة عن تطور الثقافة والإعلام بمناسبة عيد الجلوس الملكي برعاية مدير الثقافة سامر فريحات تحدث فيها الزميلان عامر خطاطبه وعلي القضاة .
وقال الزميل القضاة المشهد الثقافي الأردني في مئوية الدولة الأردنية، والذي يستمد خصوصيته من خارطة ثقافية غنية بالصروح والفعاليات والابداعات الثقافية والفنية المختلفة، رعته الدولة ووفرت كل الإمكانات لاستدامته لاسيما في ظل تداعيات جائحة كورونا، فأطلقت وزارة الثقافة مسابقة “موهبتي من بيتي” والتي تعد الأولى في الوطن العربي، تلتها مباردات أخرى للوزارة والهيئات الثقافية الأهلية والخاصة عبر وسائط التواصل الرقمي.
واضاف ان الحركة الثقافية في الأردن نشطت في ظل المناخ الإيجابي بإنشاء مؤسسات خاصة وجمعيات ودور وروابط واتحادات وغيرها لافتا الى أن الأردن يستند على تاريخ للوجود الإنساني يتجاوز 8 آلاف عام، ويحتوي إرثاً ثقافياً يشهد على إسهاماته الكبيرة في حقب تاريخية قديمة ومهمة، كما مهد لنشوء الكتابة والحرف العربي عندما قدم الأنباط الحرف وانتقلوا به من الآرامية إلى العربية، وهو ما يمثل إسهاما مهما في السياق الحضاري العالمي.
ولفت تأخذ الدولة على عاتقها التوسع في إنشاء مراكز ثقافية في جميع المحافظات الأردنية ومنها مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي في الزرقاء ومركز إربد الثقافي ومركز الأمير الحسن الثقافي في الكرك، ومركز جرش الثقافي، ومركز عجلون الثقافي، ومركز الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الثقافي في معان.
ومع تطور الحركة وتتويجا للحراك الثقافي الكبير للأردن كان باختيار عمان عاصمة للثقافة العربية العام 2002، وتم الاحتفال بها لمدة عام كامل، أقيمت خلاله العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المحلية والعربية والدولية وكانت نموذجا يحتذى به بفضل اللجان الفاعلة من جميع المؤسسات الحكومية والأهلية لإنجاح هذه الاحتفالية ، مشيرا إلى وزارة الثقافة قدمت تجربة مهمة بعنوان “مشروع المدن الثقافية الأردنية” عام 2007، بهدف تحقيق عدالة توزيع مكتسبات التنمية الثقافية وتعزيز تنمية الحراك الثقافي في مدينة الثقافة، والمساهمة في إرساء البنية التحتية للثقافة في الأقاليم والمحافظات وتشجيع الإبداع والمبدعين، وتتجسد أهمية المشروع بكونه الأول من نوعه في تاريخ الأردن، وفي الدول العربية.
وبين أن وزارة الثقافة تقدم الدعم المالي واللوجستي للمئات من الجمعيات والهيئات الثقافية والفرق الفنية بشكل سنوي، إذ بلغ عدد الجمعيات العاملة في الشأن الثقافي والتي تتبع لوزارة الثقافة أكثر من 700 تمارس مختلف الشؤون الثقافية والإبداعية، عملت جميعها على تنوير ورفع الذائقة الإبداعية في المجتمع ورفده بالمواهب الشابة وتنميتها وصقلها، بهدف الارتقاء بالفعل الثقافي وإيصاله إلى سائر محافظات المملكة.
وقال الزميل الخطاطبه استمر الاهتمام بقطاع الإعلام وتطويره في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، مع التأكيد على التمسك بمبادئ المهنية والموضوعية، للحفاظ على التوازن الضروري، بين الحريات الصحافية والحقوق الشخصية. وشهد الأردن نمواً ملحوظاً في عدد المواقع الإعلامية على شبكة الانترنت، وأدت سرعة انتشار الإنترنت في الأردن إلى زيادة إقبال الصحفيين المستقلين على إنشاء مواقع إلكترونية إخبارية أثرت المشهد الإعلامي المحلي من حيث سرعة نقل الأخبار والمساهمة في النقاش العام ، مشيرا إلى أنه في عام 2001م أنشئت في الأردن شركة المدينة الإعلامية الأردنية كأول مدينة إعلامية خاصة في المنطقة ترفد صناعة الإعلام الإقليمية والعالمية بمدينة إعلامية متكاملة ذات مرافق عالية التقنية، معفاة من الضرائب والرسوم الجمركية وفي عام 2003، شهد الأردن إنشاء الهيئة الملكية للأفلام بهدف بناء صناعة أفلام حديثة ورائدة ذات مستوى عالمي في الأردن، وهي مؤسسة عامة مستقلة مالياً وإدارياً، يديرها مجلس المفوّضين برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين. وتعنى الهيئة بخلق برامج تعليمية للأردنيين العاملين أو الراغبين في العمل في مجال صناعة الأفلام، وترويج وتعزيز ثقافة الأفلام في الأردن وبالتالي المساهمة في تثقيف ورعاية وتنمية روح الإبداع والابتكار، بالإضافة إلى إبراز الأردن كمركز للإنتاج المرئي والمسموع العالمي وفي 2007، أصبح الأردن أول بلد عربي يصدر قانون ضمان حق الحصول على المعلومات، لتمكين المواطنين من الوصول إلى المعلومات العامة والمتاحة بيسر، وخلق مجال إعلامي منفتح ومتعدد ونقاش وطني مستند لمعلومات دقيقة.
ولفت إلى أن الحكومة الأردنية قامت باتخاذ خطوات لتنظيم قطاع الإعلام، فقد أصدر مجلس الوزراء في عام 2014 قراره (2784) القاضي بإنشاء هيئة الإعلام لتصبح الخلف القانوني لدائرة المطبوعات والنشر وهيئة الإعلام المرئي والمسموع، بحيث تكون معنية بإنفاذ قانوني المطبوعات والنشر والإعلام المرئي والمسموع والأنظمة والتعليمات الصادرة بمقتضاهما.
وتأسس عام 2013 معهد الإعلام الأردني كمؤسسة تعليمية غير ربحية أسستها سمو الأميرة ريم علي، بهدف تطوير أداء العاملين في ميدان الصحافة والإعلام في الأردن والمنطقة العربية. ويقدم المعهد برنامج الماجستير في الصحافة والإعلام الحديث باللغة العربية للمساهمة في رفع مستوى الإعلام في الوطن العربي ورفد الشبكات الأجنبية الناطقة بالعربية بطاقات إعلامية عربية متميزة. وتفيد قاعدة بيانات خريجي المعهد إلى أن (90%) من خريجي المعهد حصلوا على وظائف وهناك (5%) مسجلين لدراسة الدكتوراة.
واضاف في الأردن ست جامعات تُدرس تخصصات إعلامية يلتحق فيها نحو 1500 طالبة وطالب. وكاضافة نوعية للبث الإعلامي المرئي، وللقنوات الفضائية الأردنية، انطلقت في الأردن قناة المملكة الإخبارية الأردنية والتي تأسّست بموجب نظام خاص كنواة لمنظومة إعلام عام مستقل، وباشرت بثها الفضائي والرقمي عام 2018، عبر تقنية ال SD وHD.
وقال الخطاطبه يتوقع أن تشهد العقود التالية من عمر الدولة الأردنية في مئويتها الثانية تطويرا للعمل الإعلامي والصحفي في مجالات التدريب والإعداد المهني المتخصص، والتطوير التقني لوسائل الإعلام التي تتجه نحو إنتاج محتوى متعدد الوسائط، والتوسع في الأطر المهنية الناظمة للعمل الإعلامي، والمزيد من الإصلاحات للارتقاء بوسائل الإعلام العمومية والاتصال .
وفي نهاية الندوة التي حضرتها فعاليات شبابية وثقافية واعلامية دار حوار مفتوح بين المتحدثين والحضور .