تكثر قصص النجاح والتميز والابداع التي تسطرها حروف الكفاح و التضحية من اب وام شاء الخالق المولى ان يرزقا بابنهما المصاب بالتوحد مما دفعهما ان يكونا سببا في اعادة بهجة الحياة له والتغلب على ما يعانيه . الشاب “عقل” والده الصحفي عمر طالب الصمادي هذا الشاب الذي حقق إنجازًا استثنائيًا بتجاوزه امتحان الثانوية العامة بمعدل 70% ليكون أول شاب مصاب بالتوحد في الأردن و مصدر فخر لعائلته ولمدينته العقبة ولوطنه الأردن . “عقل ” لم يمنعه ما يعانيه من مواصلة رحلته في التميز في قصة تتداخل فيها المشاعر الإنسانية ومراحل تطوير الذات والأداء والتغيرات التي طرأت وحسنت من مهاراته وطرق تعاطيه مع الأشياء بفضل الله اولا وحكمة وصبر ونضال والديه ثانيا اللذان كافحا تربيته ودمجه في المجتمع ليكون احد القصص الفريده و الملهمة. وأكد عقل أنه تمكن من الوصول إلى هذا النجاح بفضل الله ثم دعم والديه، مشيرًا إلى أنه يحفظ جزءًا كبيرًا من القرآن الكريم، وكان يتلقى دعمه التعليمي من أسرته. واكد والده الصحفي عمر الصمادي، أن وصول عقل إلى هذه المرحلة لم يكن سهلًا، خاصة مع عدم توفر مراكز متخصصة لدعم المصابين بالتوحد في العقبة مضيفا اننا اضطررنا إلى التنقل بين مختلف محافظات المملكة بحثًا عن الأمل والمساعدة، وكنا نؤمن دائمًا أن عقل قادر على تحقيق النجاح، والتوحد ليس عائقًا أمام التعلم. واعرب عن فخره “بــ نجله عقل ” الذي اصبح اليوم نموذج يُحتذى به في مجال التعليم، ليؤكد أن المصابين بالتوحد يمكنهم الاعتماد على أنفسهم ولو جزئيًا، حتى وإن لم يكن هناك شفاء تام من التوحد. ويتمنى والد عقل من الجهات المسؤوله والمعنيه الاهتمام بقصة النجاح وتكريم عقل وتحفيزه وتشجيع الناس على دمج ابنائهم الذين يعانون من حالات مشابهه مع المجتمع للمحلي. وقالت والدة عقل مرام بركات، إن ابنها اجتاز الثانوية العامة دون أن يتلقى تعليمه في مراكز متخصصة، بل التحق بمدرسة عادية، وكان اعتماده الأكبر على دعم الأسرة، مضيفه اننا تقبلنا تشخيص عقل بالإصابة بالتوحد عندما كان في الثانية من عمره، وكنا كأي أسرة لا نعلم شيئًا عن التوحد، لكننا آمنّا به ودعمناه حتى وصل إلى هذا الإنجاز . ووجهت رسالة الى كافة الاهالي أن يتقبلوا أبناءهم كما هم، ويساعدوهم على الخروج من الظلمة إلى النور، فالبداية الحقيقية للتشافي هي القبول والدعم المستمر. قصة عقل الصمادي هي رسالة أمل لكل الأسر التي لديها أطفال من ذوي التوحد، ودليل على أن الإصرار والدعم العائلي قادران على صنع المعجزات.