غنيمات: وساطة أردنية تعيد المعارضة السورية للتفاوض
بدأ مفاوضون من المعارضة السورية المسلحة أمس جولة جديدة من المحادثات مع ضباط روس، بشأن اتفاق سلام في جنوب سورية بوساطة أردنية، بحسب وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات.
وقالت غنيمات، ردا على سؤال لـ”الغد” أمس، إنه “تم تشكيل لجنة مفاوضات موسعة تمثل الجنوب السوري بشكل كامل، وذلك بهدف الوصول إلى اتفاق يحفظ دماء الأبرياء ويضمن سلامة الأهالي ويهيئ الظروف لحل سياسي نهائي”.
في السياق ذاته، قال متحدث باسم المعارضة السورية إن المفاوضات التي بدأت أمس تهدف للوصول إلى اتفاق سلام في جنوب سورية يقضي بتسليم مقاتلي المعارضة أسلحتهم والسماح للشرطة العسكرية الروسية بدخول البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال المتحدث إبراهيم الجباوي، لوكالة أنباء “رويترز”، إن المعارضة “حملت إلى طاولة المفاوضات ردا على قائمة المطالب الروسية التي تشمل تسليم الأسلحة وتسوية وضع المسلحين في اتفاق ينهي القتال”.
وتسببت المطالب الروسية، التي سلمت إلى المعارضة خلال اجتماع في بلدة بجنوب سورية السبت الماضي في انسحاب مفاوضي المعارضة، الذين قالوا إن المطالب “مهينة”.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن الأردن “تمكن من إقناع فريق المعارضة بالعودة إلى طاولة المفاوضات”.
ومفاوضات أمس هي الجولة الثالثة منذ اندلاع الأعمال العسكرية الواسعة في الجنوب السوري قبل عشرة أيام، والتي يتوقع أن “تسفر عن نتائج تنهي أزمة الجنوب”، وفقا للمتحدث باسم المعارضة الجباوي، سيما وأن وفد المعارضة “يحمل في جعبته هذه المرة ردودا على الشروط الروسية التي طرحت في الجولة الثانية”.
وما يدفع لهذا الاستنتاج هي إشارات بيان التكليف، الذي صدر عن “غرفة العمليات المركزية للجبهة الجنوبية” المعارضة أمس لوفد تفاوضي جديد، مثل جميع مكونات الجنوب، بديلا عن الوفد السابق الذي شهد خلافات واستقالات.
وبدا بيان الغرفة واضحا في جنوحه نحو الاتفاق بالجولة الجديدة، بالقول إن ما يدفعها للعودة للتفاوض هو “ما تمر به المنطقة الجنوبية من ظروف صعبة وهجمة شرسة يقودها النظام السوري أودت بحياة الكثير من الأبرياء ودمرت بلدات بأكملها وشردت الأهالي”.
وأضافت في بيانها أنها “قامت بتشكيل لجنة تفاوض موسعة تمثل الجنوب بشكل كامل للوصول إلى اتفاق يحفظ دماء الأبرياء ويضمن سلامة الأهالي والمقاتلين لتهيئة الظروف لحل سياسي نهائي يحقق طموحات الشعب السوري”.
ومن المرجح أن يشهد الجنوب وفقا لهذه المعطيات اتفاقا يهيئ الظروف لحلّ سياسي نهائي، يحقن الدماء ويخفف من معاناة سكان الجنوب السوري، والذين تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح حوالي 270 ألفا منهم حتى اول من أمس.
من جانبه، كشف منسق لجنة “إدارة الأزمة” المعارضة المستقيل عدنان المسالمة لـ”الغد”، أن المفاوضات بين المعارضة والروس “لم تتوقف”، مشيرا الى انه بعد انتهاء الجولة الثانية للمفاوضات وصل الوفد الروسي الى بصرى الشام وبقي يتحاور مع بعض فصائل المعارضة.
الى ذلك، استمرت الاشتباكات في الجنوب السوري امس، حيث يسعى الجيش السوري الى استعادة السيطرة كاملة على الجنوب من التنظيمات العسكرية المعارضة ومن التنظيمات الارهابية ايضا، وشهدت مناطق درعا قصفا مدفعيا في حين توقف الطيران الروسي عن المشاركة بعمليات القصف “انتظارا لنتائج المفاوضات”.
وتحدثت أوساط المعارضة السورية عن تواصل القتال والاشتباكات مع الجيش السوري والميليشيات المؤيدة لها امس، وقالت انها “صدت اكثر من هجوم والحقت خسائر عديدة بالقوات المهاجمة”، وهو ما لم تؤكده مصادر محايدة.
الى ذلك، تحدث ناشطون سوريون امس عن دخول طيران “مجهول” على خط سير العمليات العسكرية بالجنوب السوري، ويعتقد انه اسرائيلي، بعد ان شن غارات شمال درعا قيل انها ادت الى انفجارات عنيفة في مستودعات عسكرية تابعة للجيش السوري، بحسب اوساط المعارضة.-(وكالات)