استطاعت «رؤى عبد السلام» تحقيق طموحها بانشاء مشروع حضانة اطفال خاص بها يحقق لها ولعائلتها حياة كريمة بعد ان فقدت الامل بالوظيفة الحكومية التي انتظرتها طويلا.
وتقول رؤى « تخرجت عام 2011 تخصص ادب انجليزي وتقدمت الى ديوان الخدمة المدنية بهدف الحصول على وظيفة بالقطاع الحكومي الا انني انتظرت طويلا ولم يأت دوري للتوظيف لذلك قررت مواجهة هذا الواقع والتوجه نحو بديل اخر يحقق لي طموحي بالعمل ويوفر لي ولعائلتي متطلبات الحياة».
وتضيف « توجهت نحو صندوق التنمية والتشغيل لاخذ قرض وانشاء الحضانة وبعد اعداد دراسة الجدوى و توفير كافة المتطلبات تم افتتاح الحضانة وترخيصها منذ عامين وهي ناجحة بحمد الله ويشتغل فيها (5) معلمات«
وتؤكد رؤى ان المشاريع الصغيرة توفر بديلا لجميع من يرغب بالعمل ولم يأت دوره في الوظيفة العامة خصوصا وان العديد من التخصصات اصبح الطلب عليها ضعيفا في ديوان الخدمة لذلك فان انتظار التعيين هو مجرد هدر للوقت وبالتالي يجب على الانسان ان يبحث عن البدائل دائما.
ويواجه ديوان الخدمة المدنية تحديا كبيرا مع استمرار تدفق اعداد الخريجين من الجامعات وكليات المجتمع سنوياً والذين يصل عددهم لحوالي (60) الفا، يتقدم منهم حوالي (30-35) الفا بطلبات توظيف للديوان اذ يؤكد رئيسه د. خلف الهميسات ان هذه الاعداد من الطلبات السنوية زادت من تفاقم وتضخم حجم البطالة حيث ان عدد الوظائف المستحدثة سنوياً في الجهاز الحكومي لا تزيد عن (9-10) الاف وظيفة.
واكد رئيس ديوان الخدمة المدنية د. الهميسات ان ديوان الخدمة المدنية يعمل وضمن مسؤوليته المجتمعية ومساهمته في التخفيف من ظاهرة البطالة على ايجاد الفرص البديلة عن التعيين في القطاع العام وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية بالتشغيل والتاهيل.
ودعا الهميسات كافة الجهات المعنية كالمؤسسات الرسمية والخاصة ووسائل الاعلام المحلية توعية المجتمع بكافة شرائحه باهمية التوجه نحو التخصصات التقنية والتطبيقية والمهنية المطلوبة في سوق العمل المحلي والخارجي، وتعزيز فكرة المشاريع الريادة والصغيرة لديهم، والاستفادة من نافذة صندوق التنمية والتشغيل التي تم فتحها في الديوان لتوفير التمويل لمثل هذه المشاريع للمتقدمين من اصحاب التخصصات الراكدة.
ويقوم صندوق التنمية والتشغيل بتقديم مجموعة من البرامج الاقراضية التي تهدف الى تمكين الأفراد والأسر والجماعات الفقيرة او المتدنية الدخل او العاطلين عن العمل لترسيخ ثقافة العمل الحر وذلك انطلاقا من مسؤولية الصندوق في تعزيز التنمية المستدامة والمساهمة في حل مشكلتي الفقر والبطالة ودعم التنمية المحلية في مختلف محافظات المملكة.
وبين د.الهميسات ان عدد المشاريع الممولة من خلال نافذه الصندوق في قاعة مكتب خدمة الجمهور في مبنى الديوان خلال عام 2015 حوالي (20) مشروعاً موزعين على عدد من محافظات المملكة، وذلك تنفيذاً لبنود الاتفاقية التي ابرمها الديوان مع الصندوق.
واشار الهميسات الى اهمية تعاون مؤسسات المجتمع المدني كافة في تكثيف الجهد الوطني لتغيير الثقافة المجتمعية نحو الوظيفة الحكومية وتشجيع طلبة الثانوية العامة وخريجي التعليم العالي للتوجه نحو المهن والاعمال التي يوفرها سوق العمل.
وقام الديوان بتوقيع مذكرة تفاهم مع جمعية الاسر التنموية (مشروع ازدهار) وتم بموجبها انشاء نافذه في قاعة خدمة الجمهور بهدف ايجاد فرص بديله للاناث من خريجات التخصصات الراكدة والمشبعه عن العمل في القطاع العام، وذلك من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الجمعية في التخصصات والمهن التي يحتاجها سوق العمل المحلي، حيث استفادت ما يزيد عن (200) فتاة/سيدة من مختلف مناطق المملكة من هذه البرامج التدريبية من خلال مراجعة نافذة الجمعية في الديوان، حيث تم تشغيل ما يقارب (30) فتاة /سيدة في المهن التي تم تدريبهم عليها من خلال مشروع ازدهار
كما تقدم الديوان بمبادرة بخصوص «اعادة تاهيل قدامى خريجي الدبلوم « وبعد موافقة مجلس الوزراء تم تكليف المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية وبالتنسيق مع وزارة العمل بإدارة المشروع والهادف إلى إعادة تأهيل (5) آلاف منهم بما فيهم الحالات الإنسانية وخاصة الإناث من خريجي التخصصات الراكدة والمشبعة في المناطق النائية وجيوب الفقر بحيث يتم إعادة تأهيلهم في المهن المطلوبة في سوق العمل (القطاع الخاص )، وقد كان مشروع مشرفي الصحة والسلامة المهنية المنفذ مؤخرا باكورة مخرجات عمل هذه المبادرة حيث تم تدريب (137) مشاركا ومشاركة ضمن هذا البرنامج.
ويذكر ان مجموع طلبات التوظيف لدى ديوان الخدمة المدنية حتى كانون الثاني لعام 2016 وصل الى مايزيد عن (311) الف طلب في مختلف التخصصات.