اللواء المتقاعد مروان العمد
الآن وبعد ان اسدل الستار على الانتخابات البلديه واللامركزيه ونجح في الانتخابات من نجح وعين من عين ابارك لهم جميعاً واتمنى لهم ان يملكوا قدره الحركه ورغبه العمل لما فيه خدمه للمناطق التي تولوا ادارتها . وبعد ذلك لا بد من التوقف عند بعض المحطات التي رافقت هذه الانتخابات وهي : –
اولاً : – هذه اكثر انتخابات تجري في الاردن واقعيه حيث خلت يافطات المرشحين من الاشاره الى اي برامج وخطط وبيانات انتخابيه وهذا دليل على ان جميع المرشحين كانوا صادقين مع انفسهم بأنهم لا يملكون مثل هذه البرامج والخطط والبيانات . ولكن نسأل الله تعالى ان يهديهم وينير بصيرتهم الى ادراك ذلك من خلال تواجدهم في مواقعهم الجديده وان يعملوا على خدمتها .
ثانيا : – لقد جرى الاعلان عن اسماء اعضاء البلديات واللجان المعينين وبالرغم من ان بينهم من يستحق ذلك ، وبالرغم من ان بعضهم قد يملكون الخبرات والامكانيات لتحقيق النجاح ولكن ان يصادف وان يكون معظم المعينين هم مسؤولين سابقين او اقرباء لمسؤولين فهي مصادفه عجيبه لا اعتقد انها من الممكن ان تتكرر في مكان آخر في العالم ولا بد من وضعها في قائمه جينتس .
ثالثا : – لقد اثبتت هذه الانتخابات مدى الرغبه لدى المرشحين في خدمه بلدهم لدرجه انهم ترشحوا ضمن قوائم اللامركزيه وقسم كبير منهم لا يعرف ماهي وما هو عملها .
رابعاً : – كما هي العاده فقد استبق البعض الانتخابات لكي يتهم الدوله بالتزوير وذلك تحوطاً لتبرير سقوطهم في الانتخابات ومن ضمنهم مرشحي التحالف الوطني للأصلاح بل قل مرشحي حزب العمل الاسلامي بل قل مرشحي جماعه الاخوان المسلمين . وعندما جرت الانتخابات ونجح لهم ٧٦ مرشحآ فقد اصدروا بياناً ورد فيه ( بعد يوم وطني مشهود رسم فيه الاردنيون لوحه ديمقراطيه مشرفه نزف لكم النتائج الاوليه التي حققها التحالف الوطني للأصلاح ،حيث فاز برآسه ثلاث بلديات منها الزرقاء كما فاز ب ٢٥ مقعداً في مجالس المحافظات اللامركزبه وخمسه مقاعد في مجلس أمانه عمان و٤١ مقعداً في مجالس البلديات ( مع ان مجموعهم بموجب البيان يبلغ ٧٤ وليس ٧٦ ).
وبهذا تحول الاتهام المسبق بالتزوير الى عرس وطني ديمقراطي لنجاح هذا العدد من مرشحيهم دون توجيه كلمه شكر او تقدير للدوله التي ادارت انتخابات نزيهه . فهم اذا سقطوا فذلك تزوير من الدوله واذا نجحوا فهذا عرس ديمقراطي ولكن من غير حمدٍ ولا شكورا .
ثم بعد ذلك مارسوا تلاعبهم المقصود قي الارقام لاظهار انهم حققوا نجاحات باهره حيث قالوا ان نسبه نجاحهم تبلغ اثنان وخمسون بالمائه من مرشحيهم في حين ان الناجحين من مرشحيهم مقابل مجموع الناجحين والبالغ عددهم ٢٤١٨ لا يكاد يبلغ حوالي ثلاثه في المائه فقط وهذه هي النسبه الحقيقيه وهي نسبه تقارب نسبتهم على الارض بعد ان انخفضت عما كانت عليه في السابق
خامساً: – ورغم كل شيئ فنحن نبارك للناجحين من مرشحيهم ونتمنى ان نلمس اثر نجاحهم على الارض في اول تجربه للأنتقال من صفوف المعارضه الى صفوف القياده والممارسه.
فقد كانت جماعه الاخوان المسلمين تمارس بالناجحين من مرشحيها في الانتخابات النيابيه السابقه دور المعارضه . وهذا هو اسهل الادوار ولا يتتطلب الا الوقوف والصراخ والأحتجاج ثم الانسحاب من الجلسه او التصويت بالمعارضه ، بينما يتم اقرار القوانين والتشريعات من دونهم . كما كانوا يجيدون دوراً آخراً وهو مقاطعه الانتخابات فيرتاحون ويريحون . ولكن الآن وبمرشحيهم الذين نجحوا ومن بينهم رآسه ثلاثه بلديات والذين لم يتم الاعلان عن اسمائهم حتى الآن بأستثناء على ابو السكر الذي فاز برآسه بلديه الزرقاء . فأنه مطلوب منهم قياده العمل الميداني في هذه البلديات الثلاث على الاقل وتقديم الخدمات للمواطنين مما يضعهم امام تجربه النجاح او الفشل . وانا وان كنت اتمنى لهم النجاح في ذلك لأرجوا ان لا يقيسوا نجاحهم بمقدار ما يحققونه من اسلمه هذه البلديات الثلاث وتعين الاخوان فيها كما سبق وان فعلوا عندما تولوا وزاره التربيه والتعليم في حكومه مضر بدران الثانيه بعد عوده الحياه النيابيه في الاردن عام ١٩٨٩ . أو ألأكتفاء بما اكتفى به أخوان مصر من القول في سبيل الدفاع عن محمد مرسي وسقطاته وزلاته ( يكفي انه اول رئيس مصري ملتحي ويقيم الصلاه في دار الرآسه ويتناول الطعام على بساط على الارض ) ولا تستغربوا ذلك ولا تنكروه فقد سمعته من العديد من المحطات الفضائيه التي كان الاخوان وانصارهم يديرونها في مصر .
سادساً : – ورغم كل ذلك ولأنجاح هذه التجربه الديمقراطيه ولكي يتم البناء عليها في المستقبل بمزيد من الممارسات الديمقراطيه فأنني من كل قلبي اتمنى النجاح والتوفيق لجميع الناجحين والمعينين لعضويه هذه المجالس بما فيهم اعضاء كتله الاصلاح الوطني الاخوانيه .