كركمة عجلون .. بقعة صويلح
كتب:د.مهند مبيضين
أوئل التسعينيات من القرن العشرين، ذاع صيت أغنية محلية أردنية، وضعت اسم صويلح والبقعة على الخارطة الغنائية، وهي أقرب لاغاني الراب، ومن كلماتها «أبو يوسف كعك بعجوه… بقعة صويلح..»، هكذا راحت الأغنية تشدو في أشرطة الكاسيت وخصوصا في بعض الباصات التي تنقل الركاب في باصات الكوستر، داخل شبكة النقل بين عمان والسلط والزرقاء، ولا أحد يعرف من هو أبو يوسف، أما باصات الجنوب فقد حافظ النمط الخليجي على السيادة فيها وحتى اليوم.
اليوم تستخدم عديد المرافق السياحية عالميا وعربياً مغنيّ الراب لتقديم أغان تشهر مرافقهم، وبعضها في دول الخليج تستخدم نظام «الشيلات» والشيلة كلمات مثل الراب تغنى وبلحن معين وهي قصيرة، وبدأت تنتشر في الأردن بعد ان ذاعت وسادت في دول الخليج. ومن البقعة وصويلح اللتين لا تملكان توصيفا جغرافياً فارقاً، نقول إن التسويق السياحي لما هو موجود في الشمال والجنوب من أرض الوطن يكاد يغيب التجديد والابداع فيه.
لدينا مختبر سياحي متجدد في الأردن، لكن التسويق له ضعيف، والتعويل على جلب سياحة خارجية مهم، لكن السياحة الخارجية لا تنمو إلا بتحقيق سياحة داخلية، وخلق ثقافة محلية بها.
غير المعهود في اماكن السياحة، تاتي فيديوهات السياح العرب، وآخرها التي قام بنشرها مواطن سعودي، عن شمال الأردن وتحديدا في منطقة كركمة، ممزوجة باغني وألحان سعودية، قريبة جدا من الثقافة الأردينة، وقد وجدت هذه الفديوهات اقبالاً ورواجاً كبيرين؛ ما جعل الناس يفدون للمنطقة بشكل استثنائي، وهنا الفضل يعود لشبكة الفيسبوك وأخواتها.
كركمة المكتشفة من قبل السعودي عبدالكريم الخليفي، بلدة راسخة في التاريخ، دخلت ضمن اهتمام الرومان، والتحقت بمدن الديكابولـس، (علماً أن هناك ميناء كان للأنباط على البحر الأحمر قريبا من مدينة الوجه أسمه رأس كركمة)، وحسب تعداد 2015 عدد سكانها اليوم يبلغ تسعة آلاف، وقريب منها قرية جميلة أخرى اسمها فارا أو فاره.
أما اسم كركمه، فلعها منسوبة إلى نبتة الكركم، وهو نبات عسقلي هندي الأصل، وربما يصعب نباته هناك، لكن ربما أن الاسم جاء؛ لأن لون ازهار الأرض ونبتها يتحول مع الربيع لما يشبه لون الكركم، وربما هو سبب التسمية.
المهم اليوم مما سبق أنّ الإعلان عن مرافق البلد ومناطقها في تكسي لندن فشل، وأن فديوهات، الفيسبوك جاءت بنتيجة أفضل على أرض الواقع والنتائج الترويجية.
الدستور