بترا-رزان المبيضين- بينما كانت نهلة تقطع جرز “الخبيزة”، دفع ابنها ذو 13 عاما بعضها إلى فيه، وبعد أن حاول ابتلاعها علقت في مجراه التنفسي، وما إن حصل ذلك حتى تلونت شفتاه بالأزرق وجحظت عيناه، حيث كان يختنق، وما إن لاحظت والدته ذلك حتى هبت من فورها، وعن دراية وفهم لنجدته من خلال تطبيق ما تعلمته في دورة إسعافات أولية تلقتها سابقا، ساهمت في إخراج اللقمة التي سدت المجرى التنفسي لابنها وإنقاذ حياته.
على النقيض من ذلك، لم تتمكن نور من انقاذ زوجها الذي تعرض لذبحة صدرية أودت بحياته أثناء وجودهما في المنزل، لجهلها بمهارات الإسعاف الأولية.
ويوجه المتخصصون دعواتهم من خلال وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، لضرورة اكتساب مهارات الإسعافات الأولية والمتخصصة لشخص واحد على الأقل في كل حي سكني، بحيث تضمن لهم هذه المعرفة تصرفهم بالطريقة الصحيحة حال وقوع حوادث لتدارك لحظات الخطر والتمكن من إنقاذ حياة الآخرين من الموت الذي قد يحصل نتيجة التأخر في تقديم الاسعاف للحالة.
ويعتبر موقع مديرية الدفاع المدني الإلكتروني خدمة الاسعاف من الخدمات الاساسية التي تحرص الدول على تأمينها وتقديمها لمواطنيها حفاظاً على ثرواتهم وأرواحهم، حماية لمنجزات التنمية التي يعد الانسان أحد ركائزها إن لم يكن هو أهمها على الاطلاق، لا سيما وأن المخاطر المحيطة بالإنسان واحتمالية تعرضه للإصابات المختلفة في تزايد مستمر، إثر التطور العلمي والتكنولوجي واستخدام الآلات والمعدات الحديثة، الأمر الذي يستدعي اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية وتأمين المساعدة وتقديم خدمة الإسعاف السريعة والفعالة منذ اللحظات الاولى للإصابة.
ويقول مدير البرامج والعمليات في الهلال الأحمر الأردني ممدوح الحديد، إن الحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر تعمل على إذكاء الوعي لدى الأفراد وتدريب المجتمعات المحلية على موضوع الإسعافات الأولية لتمكينهم من التعامل مع الحوادث التي قد تحصل وضمان استقرار وضع الحالة إلى حين وصول المسعفين المتخصصين.
ويلفت إلى ان هذه التدريبات تهدف إلى تحقيق فكرة “مسعف في كل بيت”، انطلاقا من فكرة مسعف في كل حي، داعيا للابتعاد عن المفاهيم القديمة التي من الممكن أن تؤثر على سير الإجراءات الإسعافية كاستخدام الوصفات المنزلية بالتعامل مع بعض الإصابات، حيث تعمل الحركة جاهدة للتدليل على الممارسات الصحيحة أثناء أداء متطوعيها المنتشرين في محافظات المملكة كافة لواجبهم الإنساني.
ويذكر الحديد بدور الحركة خلال أزمة فيروس كورونا الذي مكن الكثيرين من التعامل مع الحالات الطارئة أثناء فترات الحظر إلى حين وصول الطواقم الطبية، مشيرا إلى إمكانية تحميل تطبيق توعوي خاص بالحركة موجود عبر المتجر الافتراضي من أي هاتف نقال في أي من بلدان العالم تحت اسم (فيرست إيد)، متوفر باللغتين العربية والإنجليزية، حيث يدرج معلومات للتعامل مع الكثير من الحوادث، كضربات الشمس وحالات الاختناق وغيرها.
من جهته، يميز رئيس قسم الإسعاف في كلية الأمير حسين الملازم محمد جميل، بين الإسعافات الأولية والمتقدمة، مبينا أن الأولى اجراءات اسعافية بسيطة تهدف إلى إنقاذ الأرواح وتخفيف المضاعفات ويعتمد مقدم الخدمة الإسعافية في ذلك على الأدوات الموجودة في صندوق الإسعافات الأولية أو على أدوات مستنبطة من المحيط في حال عدم توفره، والسير وفق اجراءات علمية مدروسة لإيقاف حالات النزيف الوريدي، أو عمل التنفس الاصطناعي، وتنفيذ مساج القلب بشكل ميكانيكي، ومعرفة الوضعيات التي تسهم في انقاذ حالات الاختناق بالإضافة إلى الضغط على أماكن معينة في الجسم لإخراج ما يعلق في الجهاز التنفسي.
ويضيف: تكمن أهمية هذه الاجراءات البسيطة في حال تمت بالكيفية الصحيحة بالحفاظ على حياة الأشخاص، أما بالنسبة للإسعافات المتقدمة فيقوم بها المسعف المتخصص المؤهل، الذي حصل على شهادة الدبلوم أو البكالوريوس في هذا الحقل، ما يؤهله استخدام المعدات الطبية في تقديم الرعاية الإسعافية اللازمة لمن يحتاجها، إلى جانب استخدام بعض الأدوية الضرورية، مشيرا إلى أن أماكن التجمعات ترفع من احتمالية وقوع الحوادث بمختلف انواعها.
ولفت جميل إلى أن عامل الوقت هو الحاسم في تحديد نجاعة خدمة الرعاية الصحية المقدمة من المسعف إلى المريض من حيث مساهمتها في إنقاذ حياته أو تخفيف المضاعفات التي قد تنجم نتيجة الإصابة، من حيث توقيت الوصول وسرعة التعامل.
وفي السياق، يلفت المحامي الدكتور صخر خصاونة، إلى أن تعليمات القطاعات الخاضعة لأحكام نظام تشكيل لجان ومشرفي السلامة والصحة المهنية، تسري على أي مؤسسة يزيد عدد العمال فيها على 20 عاملا في قطاعات متعددة، ويتم تشكيل لجنة سلامة وصحة مهنية وفقا لأحكام قانون العمل الأردني والانظمة والتعليمات والقرارات الصادرة بموجبه، في كل مؤسسة يزيد عدد العاملين فيها عن 50.