تُقدم نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم السبت، معلومات مهمة عن متلازمة تورش (TORCH)، التي تسببها عدوى خلقية ناتجة عن عدة فيروسات، ويكون لها تأثير سلبي على صحة الجنين وحديثي الولادة.
وتوضح نشرة المعهد أعراض المتلازمة، وآثارها في حال أصيب الجنين بأحد العوامل المسببة لها، والتي قد تكون الإجهاض، أو ولادة جنين ميت، أو تأخر نمو الجنين ونضجه، أو الولادة المبكرة.
وتبين النشرة طرق تشخيص متلازمة تورش، وإجراءات العلاج، إضافة إلى نصائح للوقاية منها.
تحدث الالتهابات الخلقية نتيجة مسببات الأمراض التي تنتقل من الأم إلى الطفل أثناء الحمل (عبر المشيمة) أو أثناء الولادة والتي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي كبير على صحة الجنين وحديثي الولادة. على الرغم من أن نسبة الأطفال ذوي الإعاقات المحددة التي تُعزى إلى عدوى (TORCH) تتراوح من 5٪ إلى 10٪ أو أقل، تعد الالتهابات الخلقية من الأسباب المعروفة للإعاقات التنموية العصبية طويلة الأمد.
ما هي متلازمة (TORCH)؟
هي مجموعة من الأعراض التي تسببها العدوى الخلقية الناتجة عن الفيروسات التالية: داء المقوسات (Toxoplasmosis)، والحصبة الألمانية (Rubella)، والفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus)، والهربيس البسيط (Herpes simplex virus)، وغيرها من الكائنات الحية بما في ذلك مرض الزهري (Syphilis)، وفيروس بارفو (Parvovirus)، والحماق النطاقي (HHV-3 )، وفيروس زيكا (Zika virus) الذي يعد أحدث عضو في عدوى (TORCH).
الأعراض:
إذا أصيب الجنين بأحد العوامل المسببة لمتلازمة (TORCH)، فقد تكون نتيجة الحمل هي الإجهاض، أو ولادة جنين ميت، أو تأخر نمو الجنين ونضجه (تأخر النمو داخل الرحم)، أو الولادة المبكرة. بالإضافة إلى ذلك، قد يصاب الأطفال حديثو الولادة المصابون بأي من عوامل TORCH)) بمجموعة من الأعراض والنتائج المماثلة التي قد تشمل: الخمول، والحمى، وصعوبة التغذية، وتضخم الكبد والطحال، وانخفاض مستويات الصباغ الحامل للأكسجين (الهيموجلوبين) في الدم (فقر الدم).
بالإضافة إلى ذلك، قد يصاب الأطفال بالنزيف، مما يؤدي إلى ظهور بقع حمراء أو أرجوانية أو مناطق متغيرة اللون مرئية من خلال الجلد (نمشات)؛ اصفرار الجلد، واصفرار بياض العين، والأغشية المخاطية (اليرقان)، التهاب الطبقات الوسطى والداخلية من العين (التهاب المشيمية والشبكية)، و/أو أعراض ونتائج أخرى.
قد يتسبب كل عامل معدٍ أيضًا في حدوث تشوهات إضافية قد تختلف في الدرجة والشدة، اعتمادًا على مرحلة نمو الجنين في وقت الإصابة وعوامل أخرى.
وفيما يلي وصف أكثر تحديداً للأعراض والإعاقات الناجمة عن هذه المتلازمة بحسب العامل الممرض:
– داء المقوسات (Toxoplasmosis): هو مرض معد يسببه كائن طفيلي مجهري يسمى التوكسوبلازما جوندي. قد تنتقل هذه العدوى الطفيلية إلى الجنين النامي من الأم المصابة أثناء الحمل. في بعض الأطفال حديثي الولادة المصابين بشدة، قد يترافق داء المقوسات مع صغر غير طبيعي في حجم الرأس، والتهاب في الطبقات الوسطى والداخلية من العين (التهاب المشيمية والشبكية)، ورواسب الكالسيوم في الدماغ (تكلسات داخل الجمجمة)، وتشوهات أخرى.
– الحصبة الألمانية (Rubella): هي عدوى فيروسية تتميز بالحمى وعدوى الجهاز التنفسي العلوي وتورم الغدد الليمفاوية والطفح الجلدي وآلام المفاصل. قد يعاني الأطفال حديثو الولادة والرضع المصابون بشدة من ضعف البصر و/ أو السمع، وعيوب في القلب، ورواسب الكالسيوم في الدماغ، وتشوهات أخرى.
– عدوى الفيروس المضخم للخلايا (CMV): هي عدوى فيروسية قد تحدث أثناء الحمل أو بعد الولادة أو في أي عمر. في الأطفال حديثي الولادة المصابين بشدة، قد تشمل الأعراض والنتائج المصاحبة تأخر النمو، وصغر حجم الرأس بشكل غير طبيعي، وتضخم الكبد والطحال والتهاب الكبد، وانخفاض مستويات الصباغ الحامل للأكسجين في الدم بسبب التدمير المبكر لخلايا الدم الحمراء (فقر الدم الانحلالي)، ورواسب الكالسيوم في الدماغ، وتشوهات أخرى.
– الهربس البسيط (HSV): هو اضطراب نادر يصيب الأطفال حديثي الولادة وقد يتراوح هذا الاضطراب من خفيف إلى شديد. في معظم الحالات، ينتقل الاضطراب إلى الرضيع من أم مصابة بآفات تناسلية نشطة وقت الولادة. في حالة إصابة الأم بتفشٍّ شديد في الأعضاء التناسلية الأولية، فمن الممكن أن تنقل الأم العدوى إلى الجنين. بعد الولادة، قد يؤدي الاتصال المباشر بقروح الهربس التناسلي أو الفموي إلى الإصابة بالهربس الوليدي. قد يصاب الأطفال حديثو الولادة المصابون بشدة ببثور مملوءة بالسوائل على الجلد (حويصلات جلدية)، وآفات في منطقة الفم، والتهاب الغشاء المخاطي الذي يبطن الجفون وبياض العين (التهاب الملتحمة)، وتناقص العضلات بشكل غير طبيعي، والتهاب الكبد، وصعوبات في التنفس.
التشخيص:
يتم تشخيص عدوى (TORCH) من خلال مجموعة من اختبارات الدم التي تتحقق من وجود عدوى عند حديثي الولادة.
العلاج:
يعتمد علاج الأطفال حديثي الولادة والرضع المصابين بمتلازمة تورش على العامل المسبب المحدد، ومرحلة نمو الجنين عند حدوث العدوى في البداية، وشدة العدوى والأعراض والنتائج المرتبطة بها، وعوامل أخرى. بالنسبة للرضع المصابين بداء المقوسات، قد يشمل العلاج إعطاء دواء بيريميثامين مع سلفاديازين. يمكن علاج الهربس البسيط بالعامل المضاد للفيروسات الأسيكلوفير. يشمل علاج الأطفال حديثي الولادة والرضع المصابين بالحصبة الألمانية أو الفيروس المضخم للخلايا في المقام الأول العلاجات الداعمة مثل علاج الأعراض.
للوقاية من عدوى :(TORCH)
فيما يلي نصائح للوقاية من هذه المتلازمة:
1. غسل اليدين بالماء والصابون بعد الآتي: استخدام الحمام، ولمس اللحوم النيئة أو البيض النيئ أو الخضار غير المغسولة، وتحضير وتناول الطعام، والبستنة أو لمس الأوساخ أو التربة، والتعامل مع الحيوانات الأليفة، والتواجد حول المرضى، ورعاية الأطفال واللعب معهم وتغيير الحفاضات.
2. قلل من ملامسة الرضع والأطفال الصغار، وعدم مشاركة الطعام والأواني مع الأطفال الصغار.
3. تجنب الحليب غير المبستر (الخام) والأطعمة المصنوعة منه: لا تأكل الجبن الطري، ما لم يكن عليها ملصقات تقول إنها مبسترة، إذ يمكن أن تحتوي المنتجات غير المبسترة على بكتيريا ضارة. تعرف على المزيد حول الليستريا.
4. لا تلمس القطط المتسخة التي قد تسبب داء المقوسات.
5. ابتعد عن القوارض البرية أو الحيوانات الأليفة وفضلاتها.
6. اخضع لفحص الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي ، مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد بي، واحم نفسك منها.