محمية غابات عجلون.. أكبر استثمار سياحي من دون زوار منذ 3 أشهر
الغد – عامر الخطاطبة
ما تزال محمية غابات عجلون التي تعتبر من أضخم الاستثمارات السياحية في المحافظة من دون زوار منذ 3 أشهر، مسجلة بذلك نسبة إشغال صفر بالمائة بسبب الإجراءات الحكومية الخاصة بجائحة كورونا.
وتوظف المحمية، وفق مديرها عثمان الطوالبة، عشرات الشباب والفتيات من أبناء المنطقة والمجتمع المحلي المحيط بها، مؤكدا عدم استغناء المحمية عن أي منهم، رغم كل الظروف التي حرمت المحمية من استقبال زهاء 60 ألف زائر.
وأعرب عن أمله بأن تساهم إجراءات تخفيف الحظر التي بدأت بها الحكومة واللجان الطبية من عودة الأمور إلى طبيعتها قريبا للبدء باستقبال الزوار في المحمية، مؤكدا أن لدى المحمية القدرة للتعامل مع كافة التوصيات، واتخاذ الاستعدادات الوقائية للعودة للعمل.
وبين الطوالبة، أن المحمية تعد إحدى المحميات الطبيعية في المملكة، والتي حققت تميزا بيئيا في صون الطبيعة، التي استحقت عليه التكريم من منظمات دولية، إضافة إلى تمكنها من تطوير مجتمعها المحيط بها اقتصاديا، وبلوغها نقطة جذب واستثمار سياحي ناجح.
ويقول إن المحمية تعد من أنجح الاستثمارات البيئية والسياحية في المحافظة لما وفرته من بيئة جاذبة للسياحة، وأضافته من قيمة اقتصادية أفادت المجتمع المحلي، ما جعلها قصة نجاح فريدة ومتنفسا سياحيا مؤهلا، مبينا أنها تضم 23 شاليها خشبيا تعمل صيفا وشتاء، وتتسع لمبيت وإقامة زهاء 90 شخصا في آن واحد، كما وتضم مطعمين يتسعان لـ250 شخصا، بحيث تشكل نسبة 70 % من مجموع الزوار من الأردنيين والباقي من مختلف الجنسيات.
ويؤكد الطوالبة أن المحمية كانت تحقق في السنوات السابقة نسب إشغال مرتفعة في خدمات المبيت والمطعم السياحي، بحيث تصل إلى نسبة 100 % في مواسم التنزه، مشيرا إلى أن مجموع زوارها للعام الماضي بلغ 60 ألف زائر، كما أنها كانت قادرة على توفير خدمة الطعام لزهاء 500 شخص يوميا.
واكد أن الجمعية تتبنى أفضل الممارسات البيئية العالمية لتعزيز الإدارة والاستدامة البيئية.
يذكر أن محمية عجلون ومحمية الأزرق المائية، كانتا قد اختيرتا ضمن القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، والذي يعتبر الإعلان الرسمي لأفضل المناطق المحمية إدارة على مستوى العالم.
ويأتي هذا الإعلان بعد عملية تقييم مكثفة، تم فيها تقييم المحميتين بناء على عدة معايير تتعلق بالحوكمة الجيدة، سلامة التصميم والتخطيط، فعالية الإدارة، وجودة مخرجات برامج صون الطبيعة.
وتدرجت عملية التقييم ومرت بعدة مراحل، إذ تم تقديم الوثائق المساندة والإجابة على متطلبات مؤشرات التقييم، والتي يتجاوز عددها الـ50 مؤشرا، تعكس 17 معيارا أساسيا للتقييم، تبعها مرحلة التقييم الميداني والتي شملت زيارات ميدانية لمناطق المحمية ومقابلات مع فريق المحمية والمجتمع المحلي والمؤسسات ذات العلاقة.
إلى ذلك يقول الطوالبة، إن المحمية تحتضن العديد من الحيوانات والنباتات مثل الخنزير البري والدلق الصخري وابن آوى والثعلب الأحمر والضبع المخطط والسنجاب الفارسي والقنفذ والذئب، كما تمثل المحمية احد 4 اقاليم توجد في الأردن وهو اقليم البحر المتوسط الذي يتمثل بغابات السنديان، مؤكدا أن المحمية تعد موقعا مهما للسياحة البيئية والريفية والثقافية، خصوصا وأن المنطقة تخلو من أي ملوثات أو مشاريع صناعية تضر بالبيئة، ما يجعلها تتميز بتنوع حيوي هائل يتمثل بوجود أكثر من 500 نوع نباتي و90 نوعا من الحيوانات والطيور البرية.
ولفت إلى أن موقع المحمية مسجل كأحد المواقع المهمة في المنطقة والعالم، لمراقبة الطيور خاصة أثناء موسم الهجرة ووجود سكان محليين أصليين داخل المحمية وحولها ما يزالون يحتفظون بتراثهم ومجموعة من العادات والتقاليد والمنتجات المحلية التي تجذب السائح، إضافة للتنوع الزراعي وخاصة العضوي وانتشار ينابيع وقنوات المياه، ما يوفر منتجات زراعية على مدار العام كأنواع عديدة من الفواكه المحلية كالتين والرمان والتفاح والزيتون والخضراوات والفواكه المجففة.
وتضم المحمية 6 ممرات سياحية توفر للسائح إمكانية التجول بالغابات والتعرف على التنوع الحيوي ومشاهدة الآثار وزيارة القرى وتناول وجبات الطعام الريفية في القرى المحيطة وزيارة البساتين والأودية وشراء المنتجات الزراعية من المزارعين.
وتضم هذه الممرات ممر الايل الأسمر، الرك روز، الصابون، بساتين عرجان، مار إلياس، وممر قلعة عجلون.
يشار إلى أن تأسيس المحمية جاء عقب دراسة للاتحاد العالمي لصون الطبيعة والصندوق الدولي للأحياء البرية العام 1987، بهدف حماية التمثيل الأفضل لنمط غابات السنديان دائمة الخضرة بمساحة 12 ألف دونم.
وتتكون المحمية من مجموعة من التلال ذات الارتفاعات المختلفة يصل أقصاها إلى 1100م، ويتخللها عدد من الأودية الصغيرة والمتوسطة نزولا إلى أدنى ارتفاع يبلغ تقريبا 700 متر، وتحيط بها قرى راسون وعرجان وباعون ومحنا والطيارة وأم الينابيع، بحيث تعتبر أفضل مكان ممثل للغابات المستديمة الخضرة في الأردن مثل البلوط والخروب والبطم والقيقب.
وزاد الطوالبة أن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، كانت أطلقت قبيل اعلان الحجر في المملكة ببضعة أيام، لعبة العبارة الهوائية بطول 330 مترا، وذلك لإثراء تجربة سياحة المغامرة لرواد محمية غابات عجلون، ومنحهم فرصة الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة، مؤكدا أن اللعبة كان مخطط لها أن تضع المحمية على خريطة سياحة المغامرات العالمية، إذ تعد اللعبة، ثاني أطول لعبة عبارة هوائية (Zip Line) في الأردن، والثالثة في منطقة الشرق الأوسط، وتعد كذلك نواة لإنشاء قرية ألعاب مغامرة في ساحة الأكاديمية للربط بينها وبين برامجها والمحمية.
وأكد أن العبارة الهوائية ستسهم في زيادة المنافع لسكان المنطقة من خلال إيجاد فرص عمل دائم لهم بالإضافة إلى استقطاب محبي سياحة المغامرة إلى عجلون، كما أن المشروع سيدعم برامج الزراعة العضوية ويعطي الزوار فرصة للاستمتاع ببرامج السياحة التجريبية، وعبر استخدام المزرعة النموذجية محطة استراحة لهم والتعرف أكثر على برامجها.
