بترا- إيمان المومني– حذر مختصون من تبعات التعرض للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات ليلا لتأثيره على نوعية النوم، ما يجعل المرء يقظاً ويسبب له الأرق ويؤثر سلبا على العينين كحدوث جفاف وزيادة في قصر النظر . وأوضحوا أن الضوء الأزرق من خلال تأثيره السلبي على العينين، يعمل على منع إنتاج هرمون “الميلاتونين”، وبالتالي يحول دون الاستغراق في النوم، وعادة ما تؤدي قلة النوم الناتجة عن ذلك إلى اعتلال الحالة المزاجية ومشكلات في التركيز وتحد من القدرة على التحمل ورفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وحالات الاكتئاب على المدى الطويل. وبين المختص في الصدرية والتنفسية وطب النوم الدكتور محمد الطراونة، أن الضوء الأزرق، الذي يخرج من شاشات الأجهزة الإلكترونية والخلوية، وأجهزة الكمبيوتر يؤثر على إفرازات الغدة النخامية مما يؤدي إلى اعتلال إفراز هرمون “الميلاتونين” المسؤول عن ضبط الإيقاع اليومي للدخول في حالة النوم. وبين، أن الاعتلال في الساعة البيولوجية بالجسم التي هي الإيقاع الليلي النهاري للنوم، يؤدي إلى صعوبة العودة للنوم بشكل طبيعي مجدداً، نتيجة قيام البعض بالنوم نهارا والسهر ليلا. ونصح الطراونة بعدم استخدام الأجهزة الخلوية والإلكترونية في غرفة النوم لما لها من تأثير على جودة ونظافة النوم، وبالمحافظة على “نظافة النوم” أو ما يسمى “بالنوم الصحي”، وهو النوم لمدة لا تقل عن 8 ساعات ليلا في غرفة هادئة ذات حرارة معتدلة، وعدم الإكثار من السوائل قبل النوم، أو تناول الوجبات الدسمة. وأكد أهمية خلو غرفة النوم من الأجهزة الذكية، لأن الضوء الأزرق المنبعث منها يؤدي إلى اضطراب في الغدة الصنوبرية المسؤولة عن إفراز هرمون “الميلاتونين” الذي يساعد على الدخول في النوم. وتابع، أن النوم في ساعة معينة، والاستيقاظ في توقيت محدد، يساعد على إعادة ضبط الساعة البيولوجية للجسم، موضحاً أن النوم الصحيح يؤدي إلى التقليل من عوامل الالتهاب داخل الجسم، وضبط عمل جهاز المناعة. من جانبه، قال المختص في جراحة العيون الدكتور قصي هشام الزريقات، إن بعض الدراسات الأميركية في ولاية جورجيا أظهرت أن تعرض العين للضوء الازرق يؤثر سلبا عليها كحدوث جفاف للعين وازدياد قصر النظر والماء الأبيض (الساد) . وأضاف، أن سبب ذلك التعرض الطويل لشبكية العين لهذا الضوء وعمل العدسة المستمر على منع وصوله للعين وبالتالي تراكم امتصاص الضوء الأزرق على مر السنين، لافتاً إلى حدوث تغيرات على الخلايا العصبية مما يؤدي إلى اعتلال الشبكية الشيخوخي مسبباً ضعف البصر والذي يصعب علاجه. من جانبه، قال اختصاصي هندسة الياف ضوئية ومعدات طبية المهندس محمود الطراونة، إنه يوجد في حياتنا أشعة ضوئية متنوعه منها الحمراء والبرتقالية والصفراء والخضراء والزرقاء، والعديد من تدرجات هذه الألوان، حسب الطاقة والطول الموجي للأشعة الفردية (والمعروفة أيضًا باسم الإشعاع الكهرومغناطيسي)، وتعمل أشعة ضوء الطيف الملون مجتمعة على تكوين ما نعرفه باسم “الضوء الأبيض” أو ضوء الشمس، مبينا أن الطول الموجي للضوء المرئي بكافة تدرجاته يقع ضمن 300 – 700 نانوميتر، ويتراوح اللون الأزرق بين 380 – 500 نانوميتر، وليست الشمس هي المصدر الوحيد لهذا الضوء، بل إن أجهزة حديثة من صنع الإنسان مثل شاشات الكمبيوتر والأجهزة الخلوية والتلفاز تعد مصدرا للون الأزرق. وأوضح، أن ما يمتاز به الضوء الأزرق من طاقة عالية (تردد عال) وطول موجي منخفض، يشكل تهديداً صريحاً إذا ما تعرضت العين بشكل مباشر ولفترات طويلة لهذا الضوء، وهذا ما حذرت منه سابقاً الرابطة الألمانية لأطباء العيون، حيث أوضحت الرابطة أن التعرض المفرط للضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية يرفع خطر الإصابة بما يعرف بـ”التنكس البقعي المرتبط بالسن”، والذي قد يؤدي إلى فقدان البصر. وتابع، أن سهولة تشتت الضوء الأزرق أكثر من غيره من الأضواء المرئية يؤدي إلى إظهار اللون الأزرق دون غيره من الألوان بشكل أكبر، وتظهر الأبحاث والدراسات (للضوء الأزرق) آثاراً ضارة فقط عندما تكون قدرة الضوء 3 ميكرو واط أو أكثر. يشار الى أن هناك العديد من الدراسات، التي اهتمت بالضوء الأزرق ومشكلات النوم، حيث قام باحثون فنلنديون خلال العام 2018 بتحليل دراسات حول العلاقة بين الضوء الأزرق والساعة البيولوجية، وخلصوا إلى أنه عند تعرض المرء للضوء الأزرق لمدة ساعتين مساء، فأنه يتم الحد من إنتاج هرمون “الميلاتونين”، مثلما خلصوا إلى أن الضوء الأحمر أيضا يمكن أن يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم .