إنجاز-تُقدم نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأحد، معلومات مهمة عن قصور الصمام التاجي، الشكل الأكثر شيوعا لأمراض صمام القلب، وهو خلل يسبب تسرب الدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر.
وتوضح نشرة المعهد أسباب قصور الصمام التاجي، وأنواعه، وأعراضه، إضافة إلى كيفية التشخيص، وطرق العلاج، التي قد تكون من خلال الأدوية، أو التدخل الجراحي إذا كان قصور الصمام شديدا.
قصور الصمَام التَاجي أو قصور الصمام المترالي بالإنجليزية (Mitral regurgitation) هو خلل في الصَمام التَاجي يسبّب تسرب الدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر، أثناء ضخ الدم من القلب عبر الأبهر. تتحكم وريقات الصمام التاجي (وتسمى أيضًا الشرفات) في تدفق الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر عبر الصمام. إذا لم يتم إغلاق الصمام بإحكام كافٍ أو إذا تغير حجم الصمام وشكله، فقد يتسرب الدم في الاتجاه الخاطئ أي بالعكس: من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر. يعد قصور الصمام التاجي الشكل الأكثر شيوعًا لأمراض صمَام القلب.
هناك نوعان من قصور الصمَام التاجي:
1 – قصور الصمام التاجي التنكسي (Degenerative mitral regurgitation): يحدث هذا عندما يكون الصمام التاجي نفسه مختلاً وظيفياً. قد تتدلى الشرفات أو تنتفخ ولا تغلق بإحكام.
2- قصور الصمام التاجي الوظيفي (Functional mitral regurgitation): يحدث قصور الصمام التاجي الوظيفي عندما يكون هناك مشكلة خارج الصمام (مثل أمراض البطين الأيسر).
الأعراض:
ترتبط طبيعة وشدة الأعراض بحدة القصور، ومعدل تطوره، وضغط الشريان الرئوي، ومدى انتظام ضربات القلب (على سبيل المثال: وجود حالات مرضية كالرجفان الأذيني)، أو وجود أمراض قلب أخرى. يُعد تحديد وجود أعراض من عدمه مهماً لتحديد توقيت جراحة الصَمام التَاجي. بما أن الأعراض تظهر متأخرة لدى المرضى المصابين بقصور الصمام التاجي، فإن المراقبة التسلسلية والمستمرة للمرضى الذين لا تظهر عليهم الأعراض مهمة جداً.
مع تقدم الحالة، قد تظهر الأعراض التالية:
– ضيق التنفس: قد يواجه الشخص صعوبة في التنفس، خاصة أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
– خفقان القلب: قد يلاحظ الشخص إحساسًا بالرفرفة في القلب، خاصة عند الاستلقاء على الجانب الأيسر.
– تورم اليدين والقدمين: قد تنتفخ الأطراف عند اضطراب تدفق الدم.
– التعب: قد يشعر الشخص بالتعب بسهولة، خاصة أثناء بذل المجهود البدني.
ما هي أسباب قصور الصمام التاجي؟
مجموعة متنوعة من الحالات يمكن أن ُسبب قصور الصمام التاجي. تشمل الأسباب المحتملة لقصور الصمام التاجي ما يلي:
– هبوط الصمام التاجي (Mitral valve prolapse)، وهو عيب شائع في القلب حيث تنبعج صفائح الصمام في الأذين الأيسر في كل مرة ينقبض فيها القلب، مما يمنع الصمام من الإغلاق بإحكام.
– تلف في الأنسجة التي تثبت سدائل صمام القلب التاجي.
– الحمى الروماتيزمية، وهي من مضاعفات التهاب الحلق العقدي.
– التهاب الشغاف، وهو عدوى تؤثر على بطانة القلب.
– النوبة القلبية أو مرض الشريان التاجي، وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى تلف عضلات القلب المحيطة بالصمام التاجي.
– اعتلال عضلة القلب، وهو ضعف عضلة القلب الناتج عن ارتفاع ضغط الدم أو النوبات القلبية أو الالتهابات أو الأمراض الوراثية.
– عيوب القلب الخلقية، أو مشاكل القلب الهيكلية الموجودة عند الولادة.
هناك بعض عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالقصور التاجي. بعض عوامل الخطر يمكن السيطرة عليها، المشاكل الناتجة عن استخدام الأدوية الوريدية (والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتهابات صمام القلب) وعدم علاج التهاب الحلق العقدي. قد يزداد أيضًا خطر الإصابة بقصور الصمام التاجي بسبب عوامل يصعب السيطرة عليها، بما في ذلك الحالات الوراثية وعيوب القلب الخلقية والشيخوخة.
تشخيص قصور الصمام التاجي:
لتشخيص قصور الصمام التاجي، يتم طلب تخطيط لصدى القلب وتقنيات تصوير القلب والأوعية الدموية بما في ذلك:
– مخطط صدى القلب عبر الصدر (TTE).
– مخطط كهربية القلب (ECG).
– الأشعة السينية الصدر.
– التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب (MRI).
– اختبارات الإجهاد.
ما مدى سرعة تقدم قصور الصمام التاجي؟
قصور الصمام التاجي هو مرض صمام القلب التدريجي. يمكن قياس تطور هذه الحالة من خلال زيادة كمية الدم المتسرب بمرور الوقت. غالبًا ما يحدث تفاقم في حالة قصور الصمام التاجي بسبب إعادة تشكيل الصمام تدريجيًا مع استمرار تسرب الدم. في حين أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من ارتجاع الصمام التاجي يعانون من تفاقم حالتهم والأعراض المرتبطة بها، فقد يشهد بعض المرضى أيضًا تحسنًا تلقائيًا.
من المهم حماية صحة القلب من خلال الاستمرار في زيارة الطبيب وإجراء مخطط صدى القلب بقدر ما يوصي به – عادةً كل ستة إلى اثني عشر شهرًا اعتمادًا على شدة التسرب.
العلاج:
تتمثل أهداف علاج قصور الصمام التاجي في تحسين وظائف القلب مع تقليل العلامات والأعراض وتجنب المضاعفات المستقبلية. قد لا يحتاج بعض الأشخاص إلى العلاج خاصة أولئك الذين يعانون من قصور خفيف. يأخذ الطبيب بعين الاعتبار درجة الأعراض ومرحلة القصور، عند مناقشة خيارات العلاج.
قد يشمل علاج قصور الصمام التاجي ما يلي:
– تغييرات صحية في نمط الحياة.
– أدوية لعلاج الأعراض ومنع المضاعفات: قد تكون هناك حاجة للأدوية لتقليل أعراض ارتجاع الصمام التاجي ولمنع مضاعفات مرض صمام القلب. تشمل أنواع الأدوية التي يمكن وصفها لعلاج ارتجاع الصمام التاجي ما يلي:
1 – مدرات البول والتي تقلل أو تمنع تراكم السوائل في الرئتين وأجزاء أخرى من الجسم.
2 – مضادات التخثر: إذا كنت تعاني من الرجفان الأذيني بسبب مرض الصمام التاجي، فقد يوصي الطبيب بأدوية لتمييع الدم لمنع حدوث جلطات. يزيد الرجفان الأذيني من خطر الإصابة بجلطات الدم والسكتات الدماغية.
3 – أدوية ضغط الدم.
إجراء عملية جراحية لإصلاح أو استبدال الصَمّام التَاجي:
قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية في حالات قصورالصمام التاجي الشديد. غالبًا ما تكون هناك حاجة لعملية جراحية على الفور لعلاج قصورالصمام التاجي الحاد والشديد. قد يتمكن الجراح من إصلاح الصمام التاجي، وإلا فهناك حاجة إلى صمام بديل.