نودع عام الشهداء بكل عز وافتخار
كتب : الصحفي علي فريحات
نودع عام 2016 وفي العين حرقــة وفي القلب حزن شديد وفي الحلق غصة على ثلة من شباب الوطن وجنوده البواسل الذين خطفوا من بيننا و سالت دماؤهم فداء وتضحية لتلبية نداء الواجب والإنسانية .
ويعتبر هذا العام من اثقل الاعوام التي مر بها الاردن على مدى مــر العقود التي خلت لأننا ودعنا كوكبة من شهدائنا الابراء الذين قضوا دفاعا عن ثرى الاردن الطهور وسطروا بدمائهم الزكية اروع البطولات حيث اننا فقدناهم جسدا ولكن أرواحهم موجودة معنا .
شهداء الواجب والإنسانية سطروا بدمائهم تراب الوطن من اجل محاربة كل من تسول له نفسه العبث بامنه وأعلنوها فعلا وليس قولا الدم فداء لأمن الوطن واستقراره .
هؤلاء الشهداء الذين قدموا صورة حقيقيه ومشرفــة بشجاعتهم وبسالتهم وقيامهم بواجباتهم الوطنية في نصرة الحق والعدل الامر الذي يجعلنا دائما نفخر بهم ونعتز بعطائهم ونغرسه في نفوس اجيالنا الحالية والمستقبلية .
سيبقى الحدث الجلل راسخا في اذهاننا محفورا في ذاكرة الوطن وبعداد الاسى في تاريخنا الوطني ليحظى شهداء الواجب والإنسانية تخليدا لتضحياتهم التي ستبقى حيه في صفحات التاريخ لانهم اقسموا بالله العظيم على الاخلاص لتراب الاردن الطهور ومليكهم المفدى مطيعين لجميع الاوامر التي تصدر اليهم من قبل قادتهم منفذين لها وان يحافظوا على شرفهم وسلاحهم لا يتركونه قط حتى ينالوا الموت وقد اشهدوا الله على قولهم هذا ، ونفذوه حقا حتى يحققوا النصر بما يدعمونه من قضايا وشرعية تضمن امن بلدهم وأي فخرا اسمى من الشهادة التي تعتبر اعلى درجات ومراتب الشرف وهل من شيء اغلى من الدم نعم دم ابناء الاردن من اجل المحافظة على الامن والاستقرار وهذا الامر ثمنه غال .
منهم من استشهد في مقدمة الصفوف يتلقى الرصاص عن عفة البلاد ومنهم من استشهد مرابطا على النفور ودفاعا عنا فقد رحل راشد الزيود في اربد واخواننا المغدورون في البقعة عند ساعات الفجر والركبان الحدودي و ابطال الكرك التي شارك فيها ابناء الاردن من اقصى الشمال مرورا بالمفرق والبلقاء والكرك والطفيلة فهذا الدم الاردني جرى في هضاب الكرك ووديانها على يد معتدي الفكر التكفيري والخوارج خفافيش الظلام دعاة الفوضى والتخريب القاتلة والمعادية لكل اشكال المحبة والسلام والخير .
الاردن دائما يقدم الشهداء و التضحية استجابة لنداء الوطن لتعزيز السلام والاستقرار والأمن على الساحتين الاقليمية والدولية والمشاركة في أي جهد يعزز الامن القومي العربي ويحفظ للدولة العربية وحدتها واستقرارها في مواجهة أي تحديات مهما كان مصدرها وقد ترجم ذلك بالأفعال والمبادرات البناءة التي كان لها عظيم الاثر في الحفاظ على مصالح الشعوب العربية في الامن والاستقرار والتقدم سواء عبر المشاركة الفاعلة في الدفاع عن عروبة فلسطين والتصدي لخطر تنظيم ” داعش ” الارهابي في عدد من الدول العربية لإعلاء قيم التضامن في مواجهة التحديات .
قدم المجتمع الاردني عبر المؤسسة العسكرية والأمنية شهداء الواجب والإنسانية الذين دافعوا عن كرامة الاردن والحفاظ على امنه ومكتسباته، هؤلاء هم نخبه من الشهداء الذين تعطروا بعطر الشهادة “نعم” هم مثال صادق لأبناء الاردن المخلصين لوطنهم ولقيادتهم والذي ينصب في مصلحة وطنهم من اجل المحافظة عليه .
ان شهداء الاردن سيظلون رمزا للوطنية ونبراسا للولاء والانتماء وعنوانا للوفاء والتضحية من اجل تراب وطننا الغالي والدفاع عن قيم الاصالة وتلبية نداء الاشقاء وإغاثتهم في اوقات المحن والأبرار ستبقى ذكــراهم دوما منبعا يلهمنا ويعلمنا ان “الوطن غالي” وان وفاءنا لقيادتنا الهاشمية الرشيدة سيبقى دوما موضع فخرنا واعتزازنا .
ان الاردن على الرغم من خسارته الكبيرة بفقدان الشهداء الابرار الشباب خلال دفاعهم عن امن الوطن ومكتسباته سيظل وفيا لمبادئه وماض في التزامه بالدفاع عن الحق لإرساء دعائم الامن والاستقرار ومواجهة دعاة الفوضى والتخريب والتطرف .
فما تملكه الدولة من سجل حافل بالبطولات والتضحيات وسطور عريقة في كتاب المجد والفداء وكوكبة من الابطال ضحوا بأرواحهم الى مرتبة الشهادة ورجال اشاوس يفتدون وطنهم بدمائهم وأرواحهم جعل فيها نموذجا فريدا من العطاء والتضحية وحصنا منيعا ضد كل الاطماع التي تحيط بالوطن .
ذكرى شهداء الوطن الابرار والافتخار بهم سيظل خالدا في عقول وقيادة وشعب الاردن وفي سجل شرف قواتنا المسلحة الباسلة وقواتنا الامنية واهل وابناء الشهداء هم مبعث فخر ضحوا بفلذات اكبادهم من اجل اعلاء راية الوطن الغالي ورفع راية الاستقرار والسلام في ربوع الاردن وسيبقى شعب الاردن بكافة اطيافه يحتفي بشهداء الواجب والإنسانية شهداء الاردن تخليدا لذكراهم التي ستبقى حيه في صفحات التاريخ .
ان صور التلاحم والتعاضد والتآزر التي ابداها اسر الشهداء وذويهم من امهات وإباء وأشقاء وابناء وما عبر عنه شعب الاردن بأسره في هذا الظرف اكسبنا طمأنينة ويزيدنا ثقة بحاضر هذا الوطن ومستقبله .
كانت تضحياتهم عظيمة ابوا اﻻ ان يزيدوا من وحدة الصف الداخلي برحيلهم والتف اﻻردنيون وراءهم من مشارق البلاد لمغربها حول راية بلادهم فاضحت محاولة خوارج العصر وخفافيش ظلامه للنيل من وحدة اﻻردن واﻻردنيين خائبة فالتفوا اكثر واتحدوا ورفعت لحظات الخطب والشدة من وتيرة تماسكهم، وخاب ظن من حاولوا اطفاء النور، ليشعلوا في اﻻردنيين قناديل الوحدة التي بلغت أوجها.
ان شهداء الاردن يستحقوا التقدير الغالي الذي بذلوه من اجل امن الدولة وصون حدودها ورعاية اهلها وتقديرا لمواقفهم الشجاعة والنبيلة اطلقت اسماؤهم على عدد من معالم الدولة والميادين من قبل المؤسسات والبلديات والقاعات الرئيسية في الجامعات .
شعب الاردن وبما فيه من اصرار وعزيمة سيواصــل البذل والعطاء والتضحية في سبيل الوطن الغالي العزيز ليرفع بذلك قدرات وامكانات الاردن لدعم القضايا الوطنية والاقليمية والدولية ليبقى الاردن رقما عالميا قويا وصعبا كما ان المواطن الاردني على اهبة الاستعداد لتلبية نداء الوطن المقدس في اي وقت دفاعا عنه لما قدمه ويقدمه وهذا يعزز الانتماء الى الوطن وقيادته الرشيدة .
ان ما قدمه نشامى القوات المسلحة والامن العام وقوات الدرك والدفاع المدني من بطولات وتضحيات سيسطره التاريخ بأحرف من نور الفخر والاعتزاز ويؤكد ان الاردن قوي وقادر على القضاء على الارهاب وعصاباته الاجرامية.
والمطلوب الان مضاعفة الجهود من قبل جميع ابناء الوطن للمحافظة على امنه لان الامن لا يقتصر على المؤسسات العسكرية والامنية بل كلنا شركاء لنرفع بذلك قدرات وامكانات الاردن لدعم القضايا الوطنية والإقليمية والدولية لان الاوطان دائما تبنى بسواعد الرجال وأصالة المبادئ وشهامة المواقف ليبقى الاردن دائما عصيا على قوى الشر والظلام لان وحدتنا الوطنية وتلاحمنا مع جيشنا وقواتنا الامنية هي السلاح الاقوى في مواجهة المخططات الارهابية الظلامية ايا كان مصدرها .
كلنا اهل لاسر شهداء الاردن وهم اهل للتقدير والاحترام والتكريم لتضحياتهم وصبرهم بل ويستحقون عن جدارة ان تكون لهم معاملة خاصة حيث اصبح من الضرورة انشاء مكتب خاص يعنى بآسر شهداء الوطن واقامة نصب تذكاريه للشهداء واستكمال تسمية القاعات في كل مركز ومؤسسة وتنظيم المبادرات لذوي وابناء الشهداء وزوجاتهم وتوفير اوجه الدعم المختلف لهم وتخصيص يوم للاحتفال بيوم الشهيد لاستذكار بطولاتهم ومن اجل ترسيخ قيم الولاء والانتماء والوفاء .
وانتم ايها الشهداء نلتم مكرمة الشهادة التي اصطفاكم الله بها فالى جنات الخلد باذن الله يا شهداء الواجب يا رياحين الاردن البهية النصية الطاهرة ستظلون رمزا ونبراسا للولاء والانتماء وعنوانا للوفاء والتضحية، تراب الوطن الغالي يستحق كل التضحيات وانتم عز وفخر الاردن .
شهداء الأردن لعام 2016 والذين ارتقوا بأرواحهم فداء عن الوطن وندعو الله العلي القدير ان يجمعهم مع النبيين والصديقين والشهداء الصالحين و ندعو الجميع لقراءة الفاتحة على ارواحهم الطاهرة .
كما ندعو الله ان يحفظ لهذا الوطن وقائده ويحفظ جنودنا البواسل وقواتنا الامنية المرابطين ويثبت اقدامهم وينصرهم على عدوهم .
5 تعليقات
بهجت خشارمه
سيدي الاستاذ الاعلامي علي فريحات كلماتك رائعة جزاك الله خيرا ، نعم الشهادة في سبيل الله هي اعلى المراتب عند الله عز وجل كما ذكرت ، فدولة الاردن ارض الحشد والرباط تستحق منا ان نقدم انفسنا بالذود عن حماها ونرتقي الى العلاء شهداء في سبيل الله عز وجل .
زين الدين خليل
رحم الله شهداء الوطن الغالي.. يعطيك العافية ابو راشد
معاذ دويكات
الله يعطيك العافيه استاذنا علي فريحات دائما متميز مقدام كفؤ ما عليك زود ابو راشد
محمد الغزو
كل عام وانتم بالف خير
محمد الزغول
“هذه السنة لم تمر على الإطلاق بالنسبة للاحتفالات، فأحداث الكرك أثرت بالأردنيين، ولكن في الحقيقة أيضاً أن الأحداث من حولنا تحزننا أكثر، لأن الوطن العربي كله وضعه سيء”.