كتبت :دميانا كوكش كشف مدير المركز الوطني لتطوير المناهج د.محمود المساد أن المركز وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم شارف على الانتهاء من وضع الأطار الخاص لمنهاج التربية الرياضية الذي سيرى النور في العام الدراسي 2022-2023.
وأعلن أنه تم تشكيل لجنة لهذه الغاية بانتظار المؤلفين لتشكيل لجان التأليف لمنهاج الطلبة والأدلة للمعلمين، مشيراً إلى أن تطبيق هذا المنهاج سيكون من الصف الأول لغاية الصف العاشر، بحيث يبدأ للصفوف: الأول، الرابع، السابع، والعاشر، وعلى أن يتم كل عام إضافة أربعة صفوف أخرى بحيث يراعي انتقال الطلبة من صف إلى آخر مع تطوير المنهاج.
وتابع د. المساد: بالرغم من أهمية التربية الرياضية إلا أن الهدف الأول حالياً هو التخفيف على طالب التوجيهي، أما في حال تنفيذ خطة تخفيف مواد لطلبة التوجيهي ستكون هناك إمكانية لطرح كتاب مادة تربية رياضية لهذا الصف خلال فترة الدوام المدرسي لتجديد النشاط.
واكد أن أهمية مادة التربية الرياضية ليست فقط كمبحث يتم تدريسه، وإنما لارتباطها المباشر مع بقية المواد التي تعتبر الأداة الفاعلية في مساعدة الطلبة في فهم المواد الأخرى، إلى جانب ارتباطها الخاص مع مواد العلوم من حيث المحتوى باعتبار مادة التربية الرياضية مادة علمية.
ويتضمن المنهاج بحسب د. المساد على مهارات الحياة وليس فقط المادة النظرية وإنما جزء كبير منها يعنى بكيفية أداء التمارين الرياضية حسب عمر الطالب مع مراعاة إمكانات المدرسة من ملاعب وأدوات، كما يطرح المنهاج الكثير من الأسباب والآثار التي تحيط في كل لعبة من حيث زيادة ضربات القلب والتعرق وتحسين الدروة الدموية والحديث عن الجسم صحة الجسم والتغذية السلمية.
كما يركز المنهاج على أهداف عديدة منها: مادة الثقافة الرياضية وتعزيزها لدى الطالب ليعلم أن الرياضة لا تقتصر فقط على الألعاب والتمارين، إنما هي ثقافة يجب على الطالب المعرفة الكاملة بها وكذلك ثقافة للأهل وخصوصاً بالتركيز على ثقافة المشي ونشر فوائد هذه الرياضة البسيطة على المجتمع ككل واهمية الرياضة وارتباطها المباشر في التخفيف من السمنة والصحة النفسية من حيث ارتباط الرياضة المباشر في الأوكسجين وتحسين وصوله إلى الدماغ وتحسين المزاج.
كما بركز المنهاج على الرياضة النسوية ويراعي طبيعة المدارس والمنطقة وتباين الظروف كما تم وضع بدائل للألعاب، بحيث يمكن لكل اختيار الألعاب التي تتناسب مع ظروفها، بالتزامن مع التركيز على الجانب العلمي عن طريق ربط الرياضة بمفاهيمها العلمية وقوانييها.
وأشار المساد إلى ضرورة أن المنهاج يدفع الطالب للمعرفة بأن للرياضة تأثيرات كبيرة على الجسم والعلوم الأخرى ومن الضروري أن يكون على علم بها وأن لا تكون حصة الرياضة آخر حصة على الجدول.
تعقيب أكاديمي
قال استاذ المناهج في كلية التربية الرياضية بجامعة اليرموك وعضو الفريق الأردني لتطوير المنهاج الأردنية الدكتور محمد ذيابات أن الهدف من مادة التربية الرياضية هو الوصول بالطلبة إلى مرحلة النمو الشامل وتطوير الجوانب النفسية والبدنية والعقلية والمهارية والاجتماعية عند الطلبة وبشكل متزن بالإضافة إلى تطوير مجالات جديدة أيضاً وهي القيمي والسلوكي والصحي وأن يكون ذلك عن طريق تقديم مادة التربية الرياضية بشكل متوازن.
وكشف أن عمل اللجنة في تطوير المنهاج استمر لمدة زادت عن العام، وأكد الذيابات أن تلك العملية بحاجة إلى تأهيل الكوادر العاملة من المعلمين عن طريق إكسابهم كافة المهارات التدريسية اللازمة باعتبار ذلك منظومة متكاملة عن طريق وجود عناصر العملية التدريسية كاملة وهي المعلم والطالب والمنهاج واسلوب التدريس والبنية التحتية للمدارس مع الأخذ بعين الاعتبار كل ما يحيط بعملية تدريس مادة التربية الرياضية.
وبدوره اعتبر جعفر أبو زيد المعلم في إحدى المدارس الحكومية أن مادة التربية الرياضية تمثل جانباُ مهما في العملية التربوية في المدرسة فهي تعمل على تحقيق التطوير والتنمية الشاملة والمتزنة للطلبة والوصول في الطالب إلى المعرفة الكاملة بالعلوم الرياضية.
وأكد ضرورة المتابعة الجادة من إدارات المدارس لحاجات ومتطلبات مدرسي التربية الرياضية وتوفير الأجهزة والأدوات الرياضية لتنفيذ المنهاج وتوفير الغمكانات والتسهيلات من ملاعب وساحات وصالات ومعاملة مادة التربية الرياضية كمادة مهمة أسوة بباقي المواد الأكاديمية.
واعتبر أن عدم وجود كتاب لمادة التربية الرياضية كان يسبب مشكلة كبيرة لأن الكتاب هو الأداة المهمة والضرورية للتعلم وركن من أركان الحصة.
وقال أن وجود منهاج سيضيف قيمة لحصة الرياضة خصوصاً اذا كان هناك علامات تحتسب للمادة وتدخل في المعدل العام كما يخفف وجود المنهاج على المعلم المجهود الذي يبذله أثناء التدريس لأن دليل المعلم غير كاف بحسب وجهة نظره، وأضاف الجانب النظري لا يقل أهمية عن الجانب العملي في التربية الرياضية وهو ما سيوفره المنهاج في المستقبل.
وختم ابو زيد حديثه بضرورة تمتع معلم التربية الرياضية بصفات عديدة للوصول بمادة التربية الرياضية إلى أرقى المستويات وأن يكون ملماً بخصائص النمو المختلفة، مراعياً للفروق الفردية بين الطلاب وأن يكون لائقاً صحياً وبدنياً ولديه القدرة والكفاءة على اداء المهارات الحركية في مختلف الأنشطة الرياضية المحددة في المنهاج.