إنجاز : مروة الصمادي – راشد فريحات
عقد في قاعة فندق عمان وست ندوة للتوعية البيئية تحت عنوان ” التغير المناخي وأثاره البيئية على الأردن والإقليم والمجتمع” بتنظيم من نادي ليونز عمان دي تيفيليوس بمشاركة متخصصين بالبيئة من وزارات وقطاع خاص.
وقالت رئيسة النادي الدكتورة مها الزاغة إن الاهتمام العالمي بشؤون البيئة ازداد خلال الخمسين عاماً الماضية، وبالتحديد خلال السنوات العشر الماضية، إذ ساهمت وسائل الإعلام بشكل دائم في التركيز على إبراز الأمور المتعلقة بالبيئة وتحديدا التغير المناخي، مما ساعد على نقل الاهتمام بالبيئة إلى مختلف المناطق المتأثرة بالمشاكل البيئية ، ونتيجة لذلك برزت على الساحة تساؤلات عديدة متعلقة بالبيئة أهمها على الإطلاق التساؤل عن أهمية الاعتناء بالبيئة وأثر ذلك على جميع مناحي الحياة، وجواب ذلك أن البيئة الصحية لا تعني حياة صحية لجميع الكائنات الحية فقط، بل هي ضرورة لبقاءها على قيد الحياة مبينة ان البيئة الصحية هي التي تمتاز بهواء نظيف ومصادر غذائية آمنة، وماء نقي صالح للشرب، ومحيط نظيف.
وأضافت ان جهود الإنسان لم تواكب تسارع معدلات انبعاث الملوثات للهواء يومياً للتقليل من تلوث الهواء، وخصوصاً في المدن الكبيرة فإن تلوث الهواء يزيد من معدل الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي، ويزيد من معدل الوفيات المبكرة، وهناك بعض الأدلة المقلقة التي تشير إلى أن الهواء الموجود داخل المباني والمنازل ملوث بنسبة 5 أضعاف الهواء الموجود في الخارج مشيرتا إلى أن النظام البيئي عبارة عن مجموعة من التفاعلات القائمة بين عناصر المحيط الحيوي، والتي تتمثل بالغلاف الجوي والغلاف المائي والغلاف الصخري التي تشمل أنظمة الماء والهواء والتربة والمعادن، النباتات والحيوانات.
ولفتت ان المناخ هو حدوث تغيرات على المدى الطويل في درجات الحرارة وأنماط الطقس مبينه ان هذه التحولات الطبيعية تحدث في حال حصول تغيرات في الدورة الشمسية قد تكون بشرية حين يكون الإنسان هو المسبب الرئيسي للتغير المناخي، مثل حرق الوقود الأحفوري والتي تتضمن الفحم والنفط والغاز، والذي يؤدي بدوره إلى انبعاث غازات تعمل كغطاء يلتف حول الأرض.
وقال رئيس لجنة البيئة ومدير الندوة الدكتور خالد المومني إن التغير المناخي يعد من أهم التحديات التي تواجه دول العالم منها الاردن والذي بدأت اثاره في السنوات الاخيره حيث لم يسبق لكوكب الأرض أن تعرض لهذه النسبة من انبعاثات الكربون التي يشهدها حاليا ما استدعى أن تطلق بعض دول ومدن العالم جرس الانذار لمواجهة الكوارث الممكنة التي ما زالت أبعادها غير محددة بشكل كامل.
وأضاف المومني ان منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك الأردن تواجه تحديات بيئية كبيرة تتطلب تدخل فوري ومستدام حيث تعاني من انخفاض مواردها المانية نتيجة للتغير المناخي وسوء التصرف وعدم التوازن في استخدام المياه وتلوث الهواء والتربة نتيجة للصناعة وحرق الوقود والممارسات الخاطئة والحروب الظالمة لشعوب المنطقة مبينا أن من الضروري أن تتخذ دول الشرق الأوسط والأردن إجراءات فعالة للحد من هذه التحديات البيئية، مثل: تعزيز الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية،تشجيع استخدام الطاقة المتجددة، تنفيذ سياسات بيئية صارمة للحفاظ على البيئة وصحة المواطنين.
وأشار الى الجهود العالمية والاقليمية التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة وضمان استدامة الموارد الطبيعية مبينا دور الجمعيات والأندية المحلية ومنها نادي ليونز عمان ديتفلوس في المساهمة من الحد من الآثار البيئية على مجتمعاتهم والتي تترك اثراً واضحا في تعزيز الوعي البيئي وتحفيز التغيير نحو الممارسات الصديقة للبيئة من خلال التوعية والتثقيف، المشاركة المجتمعية في حملات التنظيف للمواقع الطبيعيك أو التشجير في المناطق العامة، الضغط السياسي على السلطات المحلية والحكومية لاتخاذ إجراءات بيئية فاعلية وتطبيق القوانين البيئية، الابتكار والتطوير.
وأشاد المومني بالجهود الوطنية التي يبذلها وطننا الحبيب الأردن في تحسين أداء البيئة، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة والممثلة بوزارة البيئة الأردنية والقطاعات الشريكة في هذا المجال والتي أسهمت في تقدم الأردن في مؤشر الأداء البيئي العالمي (EPI) الى (7) مراتب للعام 2024، وحصولها على المرتبة 74 عالميًا في التصنيف العام، وهو مؤشر على التزام الحكومة بسياساتها المرسومة لمواجهة التغير المناخي ضمن أطر زمنية متعددة، لبناء مجتمع أكثر منعة تجاه التغيرات المناخية، وتقليل الانبعاثات الكربونية، والمساهمة بفاعلية في الجهود الدولية لتحقيق حيادية الكربون بحلول منتصف القرن الحالي.
وبين ان وزارة البيئة أصدرت وثيقة السياسة الوطنية للتغير المناخي للأعوام 2022-2050 حيث أصدرت تحديثا جديدا يتضمن وضع خطط وسياسات داخلية في مختلف القطاعات المتعلقة بالتغير المناخي والتي انبثق عنها الإستراتيجية طويلة الأمد لخفض انبعاثات الكربون، وتعزيز مقاومة المناخ (LTS) التي تهدف إلى تحقيق نمو بهدف دمج اعتبارات التكيف مع التغير المناخي في جميع السياسات والاستراتيجيات الوطنية.
بدوره قال مدير مديرية التغير المناخي في وزارة البيئة المهندس بلال شقارين ان التغير المناخي جاء نتيجة للثورة الصناعيه في العالم المتقدم الذي بنى اقتصاد مالي قوي قادر على مواجه التحديات في شتى المجالات مبينا ان دول العالم الناميه بما فيها الاردن بدء التغير المناخي فيها قليل الانبعاثاتمشيرا الى ان اجمالي انبعاثات الاردن لا تشكل ٠.٠٦ من اجمالي الانبعاثات بدول العالم باعتبارها متأثره لا مؤثره.
ولفت الشقارين انه تم تشكيل اللجنة الوطنية لتغير المناخ لِ ١٦ مؤسسة ووزارة في الاردن باعتبارها شريك بصنع القرار المرتبط بقضايا تغير المناخ في الاردن التي تعتمد على الخطط والسياسات الوطنية للاعوام ٢٠٢٢-٢٠٥٠
وقالت مديرة التنمية المستدامة ووحدة منعة عمان المهندسة نسرين الداوود ان الامانه تسعى لان تكون مدينة عمان مدينة مستدامه ومنظمة وذكية مع الحفاظ على تراثها المعماري مبينه انها تشغل ٦ قطاعات هي الاشغال العامة ،المناطق والبيئة،الصحة والزراعه ، التنمية المجتمعية،التخطيط والتنمية الاقتصادية ،القطاع الاداري والفني.
واضافت ان المدينه تواجه تحديات كالفقر في الموارد الطبيعية المياه والطاقة ونمو حضاري كبير يمتد بشكل فقي يشكل ضغط على البنى التحتية وشبكة التقل والطرق اضافة الى التغير المناخي والموارد المائية وضعف العلاقه بين القطاع العام والخاص مشيرتا الى ان مشروع ” عمان مدينة خضراء ” جاء كجزء من استتراتيجية منعة عمان للتعامل مع هذه التحديات ومعالجتها عبر حلول تحقق استدامة للمدينة وتحافظ على مواردها.
واستعرض المالك والمدير التنفيذي لشركة ايميك المتخصصة في الطاقة المتجددة والمهروميكانيك المهندس علي المومني شرحا عن الطاقة الشمسية وأثرها في التقليل من التغير المناخي والحياد الكربوني مبينا انها احدى بدائل الطاقة صديقة البيئة القادرة على اصلاح النظام البيئي والتي تعمل على التخفيف من اثار التغير المناخي محققه قيم بيئية اقتصادية سياحية ومجتمعية .
واشارت الخبير البيئي رينا ناصر الى اهمية التحفيز على التحولات الاجتماعية والثقافية التي تحقق ممارسات مستدامة بيئيا باعتبارها خارطة للطريق التي تحقق قيم العدالة والمساواة في المجتمع مبينة ان الاستدامة تعنى بعدم استنزاف الموارد الطبيعية للحفاظ عليها للاجيال القادمة عن طريق التثقيف والتوعية ،المشاركة المجتمعية ، الدعم السياسي والمؤسساتي،الاستفادة من التكنولوجيا والإبتكار ، التكامل الثقافي.
وقال رئيس جمعية البيئة الأردنية الصحفي علي عزبي الفريحات ان مثل هذه الورشات تولي التغير المناخي اهمية حقيقية للتعامل مع التحديات التي يفرضها والتي تنعكس على التنمية بشكل عامم مشيرا الى اهمية دور وزارة البيئة في دعم القضايا البيئة التي تتبناها الجمعيات والمؤسسات في سبيل التشاركية والتنسيق مع المجتمع المحلي بتحقيق تنمية بيئية مستدامة.
وفي نهاية الندوة تم تكريم المُحاضرين نتيجة لجهودهم في بث رسالة الوعي بالتغير المناخي والاستدامة كما كرمت جمعية البيئة الأردنية نادي ليونز تقديرا لجهوده في تعزيز الوعي بأهمية البيئة والحفاظ على استدامة مواردها.