تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأحد، عن الوحمات الصباغية (الشامات)، التي لا يحتاج معظمها إلى علاج، وتحمل خطرًا ضئيلًا جدًا للإصابة بسرطان الجلد.
وتوضح نشرة المعهد أسباب وأحجام الوحمات الصباغية، وأعراضها النادرة، إضافة إلى طرق العلاج، والحالات التي يختار فيها الطبيب إزالتها بشكل كامل، والتغيرات التي يجب الاتصال بالطبيب في حال تطورها.
تمثل الوحمات الصباغية (الشامات) تكاثراً حميداً لنوع من الخلايا الصباغية تعرف باسم “خلايا الوحمة”. الاختلافان الرئيسيان بين الخلايا الصبغية العادية الموجودة في الطبقة القاعدية للبشرة وخلايا الوحمات هما:
– تتجمع خلايا الوحمة كأعشاش داخل الطبقة السفلية من البشرة و/أو الأدمة، بينما تتشتت الخلايا الصبغية للبشرة بشكل متساوٍ كوحدات مفردة.
– خلايا الوحمة لا تحتوي على أفرع شجيرية (Dendritic processes) باستثناء تلك الموجودة في الوحمات الزرقاء (مجموعة من الآفات الجلدية التي تتميز بالتكاثر الجلدي للخلايا الصباغية التي تظهر على شكل عقيدات زرقاء إلى سوداء وتتواجد عادة على الرأس أو الأطراف أو الأرداف).
كل من الخلايا الصبغية وخلايا الوحمات قادرة على إنتاج صبغة الميلانين. يمكن أن تكون الوحمات الصبغية خلقية أو مكتسبة. يتم تعريف الوحمات الصبغية الخلقية (CMN) بشكل كلاسيكي على أنها الوحمات الصباغية الموجودة عند الولادة أو خلال الأشهر القليلة الأولى من الحياة.
عادة ما تكون الوحمات الصبغية الخلقية (CMN) صغيرة أو متوسطة الحجم، وحيدة، ويمكن أن توجد في أي مكان جلدي. يتراوح لون الوحمات الصبغية الخلقية من البني إلى الأسود، وغالبًا ما تكون الحدود جغرافية وغير منتظمة.
تُصنَّف الوحمات الصبغية الخلقية (CMN) حسب أكبر قطر من الممكن أن تصل إليه الوحمة في مرحلة البلوغ إلى أربع مجموعات رئيسية:
– صغيرة: أصغر من 1.5 سم.
– متوسطة الحجم :
المدى الأول: من 1.5 إلى 10 سم، المدى الثاني: من 10 إلى 20 سم.
– كبيرة:
المدى الاول: 20 إلى 30 سم، المدى الثاني: 30 إلى 40 سم .
– عملاقة:
المدى الاول: 40 إلى 60 سم، المدى الثاني> 60 سم.
لا تحتاج معظم الوحمات الصباغية الخلقية إلى علاج. ومع ذلك، فإن جميع الشامات تحمل خطرًا ضئيلًا جدًا للإصابة بسرطان الجلد. يعد تطور الورم الميلانيني داخل وحمة الخلايا الصباغية الخلقية نادرًا جدًا. ومع ذلك، فإن الأطفال الذين يعانون من وحمة الخلايا الصباغية الخلقية الكبيرة يكونون أكثرعرضة للإصابة بسرطان الجلد ولحالة أخرى تسمى “التورم الجلدي العصبي”، والذي يوجد فيه عدد كبير جدًا من الخلايا الصبغية في الدماغ و/أو النخاع الشوكي. يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث نوبات أو تأخر في النمو أو مشاكل عصبية أخرى. قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (دراسة تصويرية) للبحث عن هذه الخلايا الصبغية.
الوحمات الصباغية الخلقية لا تزول مع الوقت. قد يُصبح لون بعض الوحمات الصباغية الخلقية أفتح خلال السنوات القليلة الأولى من الحياة.
الأسباب:
الوحمات الصباغية الخلقية مصنوعة من “الخلايا الصباغية”. هذه هي الخلايا التي تعطي الجلد لونه (الصبغة). تتواجد هذه الخلايا في جميع أنواع البشرة بكميات متفاوتة. في وحمات الخلايا الصباغية الخلقية، يوجد المزيد من هذه الخلايا، مما يجعل لون الجلد أغمق. من غير المعروف ما الذي يسبب هذه التكوّن، ولكن يُشتبه في وجود سبب وراثي.
الأعراض:
عادة لا توجد أعراض مع الوحمات الصباغية الخلقية. في بعض الأحيان قد تكون الحكة عرضاً. إذا تطور الألم أو الحكة الشديدة أو المستمرة أو النزيف أوالتقشر، فاستشر الطبيب.
العلاج:
لا تحتاج غالبية الوحمات الصباغية الخلقية إلى علاج.
افحص الشامة كل شهر. راقب أي تغيرات في طريقة ظهور الشامة. قد يساعدك التقاط صورة للشامة باستخدام هاتفك الذكي أو الكاميرا الرقمية حتى تتمكن من معرفة ما إذا كانت هناك أية تغيرات.
إذا كانت هناك أي تغيرات، مثل النزيف أو التقشر، أو التغير في اللون، أو الألم أو الحكة، أو تغير الشكل أو التغير السريع في الحجم، فيجب مراجعة الطبيب. قد يقترح الطبيب أخذ عينة أو خزعة من الجلد. يتم ذلك عادة في المكتب ولا يستغرق أكثر من بضع دقائق. بالنسبة لبعض الشامات الخلقية، قد يوصى الطبيب بإزالة كاملة. قد يتطلب ذلك تخديرًا عامًا في بعض الأحيان.
نظرًا لوجود خطر ضئيل للإصابة بالورم الميلاني الذي يتطور مع وحمة الخلايا الصباغية الخلقية، فقد يختار الطبيب الإزالة الكاملة. قد يوصى بذلك أيضًا إذا كانت الوحمة:
– في منطقة يصعب مراقبتها ، مثل فروة الرأس أو الأرداف.
– عند الطفل الذي يعاني من القلق الشديد بشأن ظهور وحمة الخلايا الصباغية الخلقية.
تتطلب إزالة الشامة الجراحة. على الرغم من أن إزالة الشامة تقلل بشكل كبير من فرصة الإصابة بسرطان الجلد، إلا أنها ستترك ندبة. يجب أخذ ذلك في الاعتبار عند اتخاذ قرار بإزالتها أم لا. لا يوجد ليزر أو علاجات أخرى يمكن استخدامها بأمان لإزالة الوحمات الصباغية.
متى تتصل بالطبيب؟
اتصل بطبيبك إذا تطورت أي من التغيرات التالية مع وحمة الخلايا الصباغية الخلقية:
– تغير في اللون.
– تغير في الشكل.
– زيادة سريعة في الحجم.
– حكة أو ألم.
– النزيف أو التقشر.
– ظهور مناطق جديدة مرتفعة.